محمد توفيق علاوي في مقالته عن السائرين الى كربلاء هذه ألآيام شكك وطعن في مصداقية الزائرين لكربلاء ألآمام الحسين عليه السلام في ظروف لايمكن للمتابع المنصف ألآ أن يحسن الظن بالكتلة البشرية التي أصبحت تمثيلا أمميا يبشر بولادة ظاهرة جديدة من الولاء الصادق لمدرسة أهل البيت بشخصية ألآمام الحسين ونهضته التي أكتسبت أعلاما سماويا عندما قام جبرئيل الروح ألآمين بأخبار النبي محمد “ص” بما يحل لسبطه الحسين في كربلاء , وجبرئيل عليه السلام هو من حمل شيئا من تربة كربلاء وأعطاها لرسول الله “ص” الذي أتمنها عند أم المؤمنين أم سلمه زوجته المخلصة والتي أحتفظت بها بناء على وصية رسول الله “ص” حتى عندما قتل ألآمام الحسين في كربلاء تحول ذلك التراب دما عبيطا ؟
ومثلما كان ألآعلام السماوي عن أستشهاد ألآمام الحسين في كربلاء أحقاقا لشرعية نهضة ألآمام الحسين , كذلك كان ألآعلام النبوي الذي كشف عن محتواه ومضامينه رسول الله “ص” وقال عن ألآمام الحسين كما نقل ذلك عبدالله بن عمر بن الخطاب :” أن أبني هذا ” وهو يشير للحسين ولما يزل طفلا” يقتل بشط الفرات ؟
وألآعلام النبوي الشريف لم يتوقف عند ألآخبار عن مقتل الحسين ومن معه في كربلاء في زمن يزيد بن معاوية وهو من سلالة الشجرة الملعونة المذكورة في القرأن الكريم , ومثلما أخبرنا ألآعلام النبوي الشريف عن الخذلان الذي سيتعرض له ألآمام الحسين في نهضته والتي قال عنها رسول الله “ص” : الحسن والحسين أمامان قاما أو قعدا ” مثلما أخبرنا ألآعلام النبوي الشريف : أنه سيكون للحسين بعد أستشهاده في كربلاء أتباع وموالين يبذلون ما في وسعهم لزيارة ألآمام الحسين , وهؤلاء الزوار عبر تاريخ الزيارة الطويل والممتد في المستقبل الى أن يرث الله ألآرض ومن عليها , هؤلاء الزوار حظوا بمدح الرسول “ص” مثلما حظوا بمدح ألآئمة ألآطهار عليهم السلام وهم عدل الكتاب كما وصفهم رسول الله “ص” وعليه فنحن أمام نصوص شرعية في الترغيب في زيارة ألآمام الحسين عليه السلام حتى أصبح تعظيم شعائر الله لايغادر شعيرة زيارة ألآمام الحسين بأخلاص وتوجه صادق وبعيد عن الرياء .
واليوم عندما نتحدث عن كتلة بشرية مليونية تحرص على زيارة ألآمام الحسين يمتد تاريخها من تاريخ زيارة الصحابي جابر بن عبالله ألآنصاري رضوان الله تعالى عليه , وعانى زوار ألآمام الحسين من أيام ألآمويين ممثلين بالحجاج وخالد القسري الى أيام العباسيين ممثلين بامأمون ومن لحقه من خلفه في الحكم والذين أشترطوا على من يزور ضريح ألآمام الحسين أن يدفع كيلوا من الذهب , فراح بعض الشيعة يعملون كل سنتهم في سبيل جمع ثمن كيلوالذهب حتى يتمكن من زيارة قبر ألآمام الحسين عليه السلام ولما لم ينفع هذا ألآجراء من منع محبي الحسين من الزيارة , قررت السلطات العباسية أن تقطع يد كل من يزور قبر ألآمام الحسين , فوقف الشيعة المحبون صفوفا ينتظرون قطع أيديهم في سبيل زيارة ألآمام الحسين , هذا في الماضي البعيد , أما في الحاضر القريب وهو أيام عصابة وجلاوزة صدام حسين الذي تفنن في منع زوار ألآمام الحسين في العاشر من محرم الحرام وفي العشرين من صفر وهي الزيارة ألآربعينية , والكل يعرف أنه رغم كل أستنفار حزب صدام وجلاوزة أمنه وأتباعهم لمختلف الوسائل الترهيبية والقمعية ألآ أنهم لم يستطيعوا منع الزائرين الذين كانوا يتوزعون في البساتين ويمشون بين ألآشجار حتى لاتراهم أعين الجلاوزة البعثيين ؟
واليوم عندما تتوجه هذه الملايين المسلمة ومعها الكثير من الموحدين من أهل الشرائع ألآخرى الى أحياء مراسم الزيارة ألآربعينية التي تتميز بالخدمة الذاتية الشعبية وهي ظاهرة لم تشهدها ألآحتجاجات والتظاهرات والمسيرات العالمية ذات الطابع السياسي مما يجعل زيارة ألآربعين تحظى بدراسة مراكز ألآبحاث العالمية .
أن الكتلة البشرية في الزيارة ألآربعينية لاتلغي مصداقيتها وجود بعض المندسين أو مشاركة أحزاب السلطة الفاسدة الذين يمتلكون المال والسلطة ويستطيعون جمع المتزلفين والموالين لهم , وللآخ محمد توفيق علاوي أقول : أن وجود مثل هؤلاء الفاسدين والمنافقين لايلغون مصداق الكتلة المليونية في الزيارة ألآربعينية , مثلما لايلغي مصداق الحج والعمرة لبيت الله الحرام وجود بعض النشالين الذين يحضرون لسرقة أموال حجاج بيت الله الحرام .
ثم أن ألآخ محمد توفيق علاوي فاته أن هناك من يتربص شرا بزوار الحسين والسائرين مشيا على ألآقدام وهم بالملايين , وفي مقدمة من يريد شرا بزوار ألآمام الحسين هم عصابات داعش التكفيرية ألآرهابية ومن معهم من الحواضن وهم موجودون في بعض الكتل النيابية وبعضهم موجود في الحكومة ومجالس المحافظات , ولذلك لم يكن محمد توفيق علاوي موفقا في تساؤلاته ألآستنكارية التشكيكية حول السائرين للزيارة ألآربعينية , ومحمد توفيق علاوي لم يكن موفقا في ألامثلة التي أستعان بها وأوقعته في ألآستنتاج الخطأ , فالمحادثة التي جرت بين ألآمام الحسين وبين الشاعر الفرزدق لم تكن لتكشف سرا أو أمرا مخفيا عن ألآمام الحسين عليه السلام لآن المعصوم يمتلك من الهدي والبصيرة ما يجعله هاديا لغيره وغير مهتد بمن هو ليس في أطار العصمة , ثم أن الحالة التي كان عليها الناس في الكوفة وجوارها وما عليه عموم الناس في ألآمصار والحواضر ألآسلامية هي حالة مشوبة بالكثير من ألآلتباس لآسباب وعوامل كثيرة , وظاهرة ألآنقلاب على العقب بعد وفاة رسول الله “ص” والتي تحدث عنها القرأن الكريم هي من ألآسباب ألآساسية التي أنتجت ثقافة ملتبسة وولاء لم يختبر ألآ بعد التمحيص , ونهضة ألآمام الحسين عليه السلام كانت تمحيصا قل فيه الناصر أبان حدوثه وألآمام الحسين يعلم ذلك ولكنه مأمور بتنفيذ ما رسم له من قبل السماء بأخبار رسول الله “ص” له شخصيا ولآهل بيته من والده ألآمام علي “ع” وأمه فاطمة بنت محمد “ص” وأخيه الحسن عليه السلام , وهؤلاء نقلوا أسرار وخفايا معركة الطف الى الذرية الصالحة المصطفاة وهم كل من علي بن الحسين ومحمد الباقر , وجعفر الصادق , وموسى الكاظم , وعلي بن موسى , ومحمد الجواد , وعلي الهادي , والحسن العسكري , وبقية الله في ألآرض ألآمام المهدي “عج” , ومن يحلو له ألآنكار على هؤلاء ألآئمة فأنه بذلك ينكر صاحب النبي سليمان الذي عنده علم من الكتاب والذي جلب عرش بلقيس ملكة سبأ بقدرة الله من سبأ الى أرض الشام برمشة عين , ومن ينكر ما للحسين وللآئمة ألآطهار من كرامة ينكر ما لصاحب موسى وهو الخضر الذي عنده علم من الكتاب مما جعل موسى كليم الرحمن يتبعه ولا يعصي له أمرا ؟ ومن ينكر ما للحسين وللآئمة ألآطهار من كرامة ينكر ما لذي القرنين من تمكين في ألآرض بقدرة الله تعالى , ومثال عمر بن سعد الذي أورده محمد توفيق علاوي المشكك والطاعن بمصداقية السائرين لزيارة ألآمام الحسين هو توظيف خاطئ لعدم وجود المقاربة المبنية على فهم ظرفي كل من عمر بن سعد , وظرفي السائرين لزيارة أربعينية ألآمام الحسين , فهؤلاء الزوار الكرام أذا أستثنينا المندسين والفاسدين والذين لايمكن أن يخلو منهم تجمع مليوني بحجم الكتلة البشرية في الزيارة ألآربعينية , أذا أستثنينا ذلك فنحن أمام كتلة بشرية ذات مصداقية عالية في ألآداء والولاء لآنها تجاوزت كل المعوقات والحواجز والتحديات وتوجهت للسير في درب السائرين للزيارة ألآربعينية , وأمام مواصفات من هذا المستوى من التضحية لايجوز التشكيك بعموم الكتلة البشرية في الزيارة ألآربعينية , لآن هذا التشكيك سيصب في خانة عصابات داعش وحواضنها ومن في نفسه مرض , وهذا ما لايتناسب مع ألآخ محمد توفيق علاوي الذي نعرف تاريخه الطيب وأن كنت لم أتمنى له ألآلتحاق بحركة الوفاق التي يترأسها أبن عمه الدكتور أياد علاوي لآن الفرق بينه وبين أياد علاوي هو كالفرق بين الظلمة والنور وكالفرق بين العلم والجهل , وعندما يكون الفرق بهذا المستوى فلا يعذر الغافل والساهي وغير الملتفت .
وهذه المداخلة أرجو أن يستفيد منها ألآخ محمد توفيق علاوي ويراجع نفسه فيما كتب حول السائرين لزيارة ألآمام الحسين في الزيارة ألآربعينية , وأطمئنه بأن سيوفهم موحدة مع قلوبهم وهم ماوعدنا بهم رسول الله “ص” الذي لاينطق عن الهوى أن هو ألآ وحي يوحى , وما أخبرنا به ألآمام علي عليه السلام وهو وصي رسول الله والشاهد الذي يتلوه وهو من نفسه كما نص على ذلك القرأن الكريم ” … ويتلوه شاهد من نفسه ” وكما أخبرنا به ألآئمة ألآطهار عن زوار ألآمام الحسين حتى أصبح ألآمر لكثرة وتواتره دراية وليس رواية