دور وزير التربية محمد تميم من وجهة نظر كثر من العراقيين ، لايقتصر على قتل العشرات في مجزرة الحويجة سيئة الصيت ، تلك المجزرة التي يندى لها جبين الانسانية ، لكن دور محمد تميم يتعدى الى أبعد من ذلك ، عندما قتل آمال الاف الخريجين من معاهد المعلمات والمعلمين وخريجي الكليات بمختلف الاختصاصات التربوية ، يوم حرمهم من حق ان يكون لهم وظيفة في سلك التربية ، وبخاصة في تربية الكرخ الثانية التي تشكل مقبرة للخريجين في سلك التربية، منذ أكثر من عشر سنوات ، ساهم فيها الوزير السابق خضير الخزاعي، وجاء محمد تميم ليكمل مابدأه سلفه من حرمان الاف الطلبة سنويا من فرصة ان يكون لهم وظيفة في مدارس العراق التي تغص بنقص الالاف من وظائفها لعدم وجود كادر تدريسي.
وقد يسأل سائل ما علاقة الوزير محمد تميم بمجزرة الحويجة ، ويقول مقربون من محمد تميم انه لاولاه لما حدثت تلك المجزرة بسبب مفاوضاته غير الموفقة بل والفاشلة مع وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي وقائد القوة البرية علي غيدان ، إذ لو لم يترك ساحة الاعتصام دون ان يحقق شيئا ملموسا ، لما وصل الامر الى ذلك المصير والكارثة التي حلت على أبناء الحويجة ، ويقول كثيؤر من العراقيين المتابعين لفصول تلك الجريمة ، انه لو كان محمد تميم حريصا على حفظ دم ابناء عشيرته واهله لما تم ارتكاب تلك الفاحشة الاليمة التي هزت الضمير العراقي والعربي والانساني وتشكل وصمة عار في جبين مرتكبيها، ولسعى الى إيجاد مخرج مشرف، قبل ان تصل الامور الى المواجهة المباشرة ، لكن انسحابه من ساحة المخيم دون انجاز مهمته سهل على قوات سوات تنفيذ تلك الجريمة الشنعاء.
أجل فدور محمد تميم في تلك المجزرة كان دور المساعد لتهيئة الاجواء ، كما يقول المقبرون منه ، لانه كان يعيش حالة ارتباك وخوف لايدري كيف يتصرف ، ولو امتلك محمد تميم ذرة من الحكمة ولم يترك أهله وابناء عشيرته لوحدهم نتيجة طيشه وغضبه المستمر الذي لاحظه الكثيرون منذ ان جرت مراسيم تقليد رئيس الجمهورية جلال الطالباني لمنصبه ، حين أدار محمد تميم مسرحية الانسحاب من القاعة والمهزلة التي رافقتها فيما بعد، ثم انسحابه من منصب وزير التربية ، بعد جريمة إبادة متظاهري الحويجة حين خذل اهله وعشيرته ، ولم يقم بواجبه الوطني بأن يتم ايجاد مخرج لأزمة المتظاهرين، وترك الدور لوزير الدفاع على هواه ليعبث بحياة العشرات من ابناء الحويجة في مجزرة ستظل الانسانية تتذكر مأساتها الرهيبة ، ولن ينسى العراقيون تلك المجزرة البشعة ولا مأساة فصولها المروعة ، ولا بد من ان يحاسب التاريخ كل من اشترك في جريمة ابادة ضد شعبه ايا كان هذا الحاكم أو المسؤول ، حين تدق ساعة الحساب ويخرج الشهداء ليحاسبوا من قتلهم على اجرامهم الاهوج بسفك دم الابرياء العزل الا من الايمان بعراقيتهم وطنيتهم ومطالبهم البسيطة التي يمكن حلها في غضون ساعات وليس اشهر.
مجزرة الحويجة ، هي من وجهة نظر الاف العراقيين ، ادانة للمنظمة الدولية وسجلها غير المشرف في العراق ، يوم سكتت على ارتكاب تلك الجريمة الشنعاء ولم تحاسب مرتكبيها ، فاستحقت لعنة التاريخ والانسانية بصمتها المطبق على هذه الجريمة البشعة التي يندى لها جبين الانسانية.
ونعود الى الجريمة الاخيرة جريمة وزير التربية ، التي بدأ بفصولها منذ ان تقلد منصبه كوزير للتربية ، منذ سنوات ، حين حرم الالاف من المتميزين من خريجات وخريجي معاهد المعلمات هو وسلفه السابق الذي لابد وان يكون دورهما غير محمود بكل تأكيد لدى مئات الالاف من الخريجين ولدى عموم العراقيين ، بتركهم هؤلاء الالاف من الشباب في سوح البطالة اللعينة المقرفة، ولم يطالبوا الحكومة بزيادة عدد الوظائف رغم النقص الهائل في وزارتي التربية ومدارس العراق الممتدة على طول محافظاته التي تشكو اهمال التدريس وآلاف الشواغر تنتظر الخريجين ، بلا نتيجة ، كما ان أغلب الكوادر التدريسية اصبحت كبيرة العمر ولم يكون بوسعها تأدية دورها التربوي نتيجة تقدم العمر بالكثيرين منهم حتى تدهورت التربية في العراق بشكل خطير ، يؤثر على مستقبل اجيالها وما حل بها من نكبات ومآس نتيجة تكدس عشرات الالاف من الخريجين في سابقة لم يشهد لها تاريخ العراق ولا دول المنطقة مثيلا.
أجل ان الذي يحرم عشرات الالوف من الخريجين من فرص العمل والوظائف لابد وانه اسهم بجريمة قتلهم ، ولا بد من ان تحاسبه الاجيال والتاريج على تلك الجريمة التي يرتكبها عن سبق اصرار ، ليحرم كل هذه الشباب المتوقد من ان يكون له دور في الحياة في هذا البلد ، واذا به بحرمانهم هذا يكبل تطلعاتهم ويقتل آمالهم ويتركهم غرضة لامراض العصر اللعينة وما أكثرها هذه الايام.
ولا يشترط ان تقتل الشعب بسيارة ملغومة او عبوة ناسفة او بندقة ، بل يكفي ان تتركهم اشلاء بلا وظائف وفرص عمل هو حد ذاته جريمة ابادة بشرية تتحطم فيها آمال وتطلعات مئآت الالاف من الشباب وتذهب سنوات عمرهم وتعب اهاليهم وصرفهم عليهم بالملايين هدرا ، واذا بالحكومة وقد القت بهم في سوح البطالة ، انما تعد جريمة كبرى يستحق عليها ان تقدم المسؤولون عنها الى المحاكم وقد يثور الشعب عليهم ليقتص منهم ومن قتلهم لطموحات الملايين من الشباب الذين بقوا بلا عمل وقد حصلوا على الشهادة الجامعية أو شهادة معاهد المعلمات والمعلمين بشق الأنفس في ظل ظروف أمنية بالغة السوء والتعقيد.
جريمة محمد تميم في الحويجة وفي وزارة التربية لابد وان تدخل سجلات التاريخ الموغلة في الاجرام ، اما وقد عاد الى ممارسة اعماله بعد مسرحيته بترك الوزارة ومن ثم توسله مرة أخرى ليعود ثانية ، فتلك كانت الجريمة الثالثة التي لابد وان وان يلعنه عليها التاريخ، لانه لم يحترم دما ابناء قبيلته وشعبه يوم ذهبت دماء العشرات منهم في أبشع جريمة حدثت في التاريخ المعاصر..وما قيمة منصب أمام عشرات من الابرياء العزل الذين قتلوا في أبشع مداهمة في التاريخ، وماذا سيقول تميم لأهله وعشيرته غدا يوم تحين ساعة الحساب ؟ وقد حرصت على ان ينشر هذا المقال في اكثر من صحيفة واكثر من موقع ، وسنكتب الكثير عن مجزرة الحويجة ونفضح فيها دور محمد تميم بعد ان نلتقي القريبين من شخوصها ليطلع العالم على دوره غير المشرف في جريمة الابادة التي ارتكبت، ولا بد من ان يأتي يوم يحاسب فيها مرتكبوها على ما ارتكبته اياديهم من جرائم شنعاء ، لا بد وان تشكل وصمة عار في جبين مرتكبيها بكل تأكيد.
ولو راجع الوزير محمد تميم المقالات التي كتبتها عنه في فترات سابقة بعنوان ( السيد وزير التربية ) لعرف كيف كانت حرقة قلب هذا الكاتب ومعاناته، بل ومأساته مع وزارة التربية ومع محمد تميم شخصيا، لكن مشكلة السيد الوزير ، انه لايقرأ ما يكتب عليه، لأن لا وقت لديه كما تقول حاشيته، الذين راحوا يبيعون وظيفة معلم او مدرس بـ 80 – 100 ورقة خضراء ، وحسب قرب المعلم أو المدرس من مدرسته، ولم يكلف محمد تميم نفسه عناء الرد، وينطبق عليه القول: لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لاحياة لمن تنادي..
[email protected]