خولة بنت جعفر بن قيس، بن مسلمة بن عبد الله بن ثعلبة، بن الدؤول بن لحيم بن حنفية، تزوجها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وسكنت مع السيدة أسماء بنت عميس، بعد إحتجت على مَنْ سباها، موجهة الكلام للموجودين في المسجد النبوي الشريف:أيها الناس ما فعل محمد؟قالوا:قُبض فقالت:فهل له بيت يقصد اليه؟ فقالوا:نعم هذا قبره فنادت:السلام عليك يا أحمد،يا محمد ،يا رسول الله: أشهد أنك تسمع كلامي وتقدر على جوابي، إنّا سُبينا بعدك.
دخل أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، المسجد النبوي الشريف فقال: ما هذا الرجف في مسجد رسول الله؟ فقالوا: ياعلي إمراءة من بني حنيفة حرمت ثمنها، وقالت: ثمني حرام، إلا على مَنْ يخبرني بالرؤيا التي رأتني أمي بها، فقال علي: ما دعت الى باطل، أخبروها تملكوها، فقال أبو بكر أخبرها يا علي! فقال الإمام علي (عليه السلام): أخبرها أملكها بلا إعتراض أحد منكم، قالوا: نعم فقال علي: أخبركِ أملككِ فقالت:مَنْ أنت فقال:أنا علي بن أبي طالب.
قالت السيدة خولة: لعلك الرجل الذي نصبك محمد (صلواتك تعالى عليه وعلى آله)، صبيحة الجمعة بغدير خم علماً للناس، قال:أنا ذلك الرجل فقالت:إنّا من حبك أُصبنا ومن نحوك أتينا، لأن رجالنا قالوا:لا نسلم صدقات أموالنا ولاطاعة نفوسنا، إلا للذي نصبه محمد فينا وفيكم علماً، فقال لها أمير المؤمنين:وإن أجركم غير ضائع، فقال لها: أوأخبركِ عن الرؤية في زمان قحط، منعت السماء قطرها والأرض نباتها، فغارت النجوم وكأن أمك تقول:إنك حمل مشؤوم في زمان غير مبارك!
لما أكملت والدتك بنت عمرو بن أرقم الحنفي، سبعة أشهر كاملة من حملها، كررت قولها للذي في بطنها، وكأنكِ تقولين لها: ياأمه لا تشأمي، إني وِلد مبارك أنشأ نشأة حسنة، يملكني سيد يولدني وَلداً، يكون لحنفية عزاً وفخراً(محمد بن الحنفية) قالت:صدقتَ أنى لك هذا؟ قال: هو خبار النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، فقالت: صدقتَ فأين اللوح. قال: في عفصتكِ فدفعت اللوح الى علي، فملكها وأخذها الى بيت السيدة أسماء بنت عميس(رضوانه تعالى عليهما).
محمد بن الحنفية هو إبن الإمام علي (عليه السلام) كان يقال عنه، أن الحسن والحسين عينا علي، ومحمد بن الحنفية يده حين يقاتل، في الحروب والملمات، كان على مقدار كبير من العلم والشجاعة والكرم لقب نسبة الى قبيلة أمة (بني حنفية)، لكن جور إبن الزبير وحبسه ومحاصرته، حتى أحرقت داره، على أنه تمسك بأوامر إمامه السبط الحسين (عليه السلام)، فهو الذي إئتمنه على الودائع والأسرار في المدينة المنورة، بعد توجهه مع العائلة والأنصار لطف كربلاء.
رغم الحدث الجلل والمرض الشديد، الذي ألم بالسيد محمد بن الحنفية (رضوانه تعالى عليه)، دفعت السيدة خولة إبنها، للمواجهة مع سيد الشهداء(عليه السلام)، فهي قد خدمت أبني الزهراء الحسن والحسين، ووالدهم علي(عليهم السلام)، فكانت نعم الأم العطوف، المتأسية بصبر الحوراء زينب(عليها السلام)، حيث شاركتهم العزاء في أسمى صوره، حتى ماتت حزناً ووجعاً على مصابهم، وقد رحلت السيدة خولة (رضوانه تعالى عليها)، أيام الإمام علي زين العابدين (عليه السلام)، فسلام عليكِ يا أم محمد بن الحنفية.