18 أبريل، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

محمد باقر الصدر الظاهرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

ليس من شك ابدا في عبقرية الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه المعدوم عام 1979 بعد النشاط الاسلامي المنقطع النظير والذي استطاع ان يحلق فوق الاسلاميين بما امتلكه من مؤهلات اولها كانت مؤهلات علمية والاخرى مؤهلات شخصية مكنته من ان يكون المفكر العملاق ليس على مستوى العراق فقط بل ابعد من ذلك وحصلت حوارات كثيرة على مستوى علماء ومفكرين وحتى قادة دول بينه وبينهم لغرض الاستفادة والتعاون المعرفي وهذا واضح ومطروح بشكل مؤرشف ومفصل في موسوعة الشيخ احمد أبو زيد العاملي بعنوانها المعروف (محمد باقر الصدر السيرة والمسيرة) فالصدر اذا لم يكن مرجعاً دينياً فحسب ولم يكن مفكراً سياسياً يحاكي مرحلة معينة كقطعة زمنية، او بلداً او مذهباً او جماعة ، كما هو حال التجمعات الفكرية او التقليدية، بل كان ابعد من ذلك في تفكيره وفي تنظيره.
 وهنا يطيب لي ان اذكر بعض النقاط في شخصيته الابداعية التي طغت على ما سواها، فليس الامر يقاس مثلا بمقدار ما كتب او نوع ما كتب، وانما الابداع في طبيعة نبوغه والارضية التي نشأ فيها هذا النبوغ، فلو درسنا البيئة العلمية التي عاشها الشهيد الصدر لوجدنا شيئاً غريباً إذ إن العطاء المعرفي الذي ابدعه السيد الشهيد رضوان الله تعالى عليه لم يكن عطاءا متعارفاً في الاوساط الحوزية آنذاك،  ولم تكن له منابع هناك في اراضيها، فالعلماء الغربيون والنظريات التي تعرض لها في ثلاثيته الرائعة، لم تكن رائجة في اوساط العلم انذاك بالعكس كان هناك إمتعاض ورفض، لأنه إما ان يعد ترفاً فكرياً ان تناقش وتبحث تلك العلوم التي خاض فيها الغرب وندخل في حوارات معهم، او انه يعد تأثرا ًبالغرب كما اتهم رحمه الله على انه يتابع الغرب ومتأثر بهم، بل إن البعض ذهب الى ابعد من ذلك في إتهاماته، ومن هنا تنشأ معالم الابداع والرقي فالسيد الشهيد لم تكن له جذور ضاربة في تلك العلوم ولم يتناولها كدروس حوزوية على الاقل كأوليات، ولم يدخل معاهد تدرس هذه العلوم والنظريات بل كان يتعب كثيرا في الحصول على المصادر او على نسخة مترجمة لهذا الكتاب او ذاك وينتظر اشهراً للحصول على تلك الترجمة حرصاً منها على محاورة تلك النظريات ومناقشتها وتفنيدها ليثبت في النهاية ان الفكر الاسلامي هو فكر متواصل مع الحضارة بل هو يمتلك حضورا علمياً كافياً حتى وان اختفت بعض المعالم لأسباب مختلفة الا ان ذلك الفكر العملاق موجود.
وهو بذاك رضوان الله تعالى عليه قد اثبت لنا عملياً انه أحد ابرز  المفكرين الاسلاميين الذين قدموا نتاجات مهمة، شكلت خطوة رائدة في الفكر الاسلامي العظيم وكان بحق يستحق كل هذا الوصف اكثر خاصة مع ما تلاحظه عليه من خلق عالي ورقي انساني وروح عظيمة تهتز لأي واقعة ولأي الم ولا تفرق بين ابناء الانسان كيفما انوا واينما كانوا  ..    6/4/2016

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب