17 نوفمبر، 2024 10:37 م
Search
Close this search box.

محمد باقر الحكيم .. إستشهاد وطن بحضرة علي

محمد باقر الحكيم .. إستشهاد وطن بحضرة علي

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
السيد محمد باقر محسن الحكيم الطباطبائي (قدس سره الشريف) ولد وفتح عيناه في مدينة أمير المؤمنين النجف اأشرف عام 1939، مارس التدريس في الحوزة العلمية في السطوح العالية، فدرس كفاية الأصول في مسجد الهندي في النجف الاشرف، كما مارس التدريس منذ عام 1964 م في كلية أصول الدين في بغداد في مادة علوم القرآن ، وفي جامعة الإمام الصادق لقسم الماجستير في علوم القرآن في طهران، وفي جامعة المذاهب الإسلامية لعلم الأصول، أيضاً شارك سماحة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) في مراجعة كتابيه فلسفتنا وإقتصادنا وقد وصفه الشهيد الأول في مقدمة كتاب إقتصادنا بـ “العضد المفدى” .

هاجر من العراق بعد إستشهاد آية الله السيد محمد باقر الصدر في أوائل شهر نيسان عام 1980 م، وذلك في تموز من السنة نفسها.قبل أشهر من اندلاع الحرب العراقية الايرانية، عاد إلى العراق في 10/5/2003 وقد حظي السيد عند عودته باستقبال حاشد في محافظة البصرة جنوب العراق، ومن ثم في المدن والبلدات التي مرّ بها في طريقه إلى النجف الاشرف واستقر في مدينة النجف الاشرف في 12/5/2003 وبعد وصوله باسابيع قليلة اقام صلاة الجمعة في صحن أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب ورغم كثرة مشاغله فقد واظب على امامته لها .

كان لشخصية شهيد المحراب وقع محبّب ومكانة خاصة لدى المرجعية العليا والحوزة العلمية وعموم المؤمنين في العراق، كيف لا وهو من قارع النظام البائد لسنين طوال وساهم بترسيخ مفاهيم وقيم ثورية وإنسانية لا تزول لدى الشباب ومعظم التيارات والأحزاب الشيعية في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وقد شكل خطراً دائماً على صدام وجلاوزته، وإستمر هذا الخطر على مجاميع التطرف والارهاب وقوى الشر العالمية بعد 2003  .

أيضاً كان سماحته ينبه مراراً وتكراراً على ضرورة إتباع المرجعية العليا والتي كانت ممثلة بالامام السيستاني (دام ظله الوارف)، حيث كان يستثمر كل مناسبة أو ندوة خاصة او عامة لتذكير الناس بضرورة وحدة الصف وإتباع المراجع وكانت جملته الشهيرة (انا اقبل أيديكم وأيدي المراجع واحداً واحداً) ملخصاً لما بداخله من مشاعر وعواطف ممتزجة بالاحترام والتقدير لرموز النجف وعلماؤها الاجلاء وكافة المؤمنين في العراق .

إن مكان الاستشهاد بجوار حضرة سيدي ومولاي علي بن أبي طالب وتأريخه في الاول من رجب يقدمان دلالة معنوية ترسخت في النفوس حول هذه الشخصية العظيمة، ومن الصعب جداً أن نقنع أحداً بأن هنالك أمور لا يمكن الحديث عنها او كتابتها عن مشاعرنا وما راودنا من أحاسيس وحسرات ودموع حين سماع خبر إستشهاد سماحته على الفضائيات، فعلاً كانت لحظات لا تنسى، ومن المستحيل أن نعطي حق هذه الشخصية لأن حكايته لا تنتهي ونسائم صوته وطلته البهية ما زالت عالقة في الأذهان وتتجدد في كل مره، وكلما تذكرناها نعلم جيداً ان هذا القائد المجاهد أحب الشهادة وتمناها ورزقه الله ما أراد، فهنيئاً لك يا أبا صادق هذه المنزلة والسلام عليك يوم ولدت ويوم إستشهدت ويوم تبعث حيا .

أحدث المقالات