10 أبريل، 2024 6:31 م
Search
Close this search box.

محمد العكيلي الاخلاقي الاخير

Facebook
Twitter
LinkedIn

ابو حسين او هكذا أسميه رجلٌ مختلف في زمن قلت بهِ قيم الرجولة والتزام الكلمة بالنسبة لتاجر ، وارتفعت اسهم اشباه الرجال وارتقت نِسَب ُّ تجار الغفلة حتى علا صياحها فوصلت برلمان وحكم ، وبيت قصيدي هنا من هم بلا شرف الكلمة وجماعة اذا أؤتمن خان الذي تحدث عنهم نبي الله وباني مجد المسلمين محمد بن عبد الله له صلوات الله عليه وسلامه ، الصدفة وحدها جمعتني بالرجل وهو صاحب معرض سيارات في كراج النهضة اشتريتُ منه سيارة يوماً وحين اردت بيعها لحاجتي المادية رددتها له كما اوصاني وفعلت ، نَقَّدَني مبلغ السيارة وخرجت راجلاً ، فصاح بي ، يا رجل اراك راجلاً .. قلت له نعم .. فقد بعت سيارتي لحاجتي للمال كوني دخلت بمشروع يحتاج مال سريع رغم ان لدي اموال طائلة او دعتها في قبضة دولة بها ( الطايح رايح ) فما علي الا الصبر وارتضاء قسمتي ولكني يجب ان استمر بالبقاء وهذا سرُّ عراقيتي وتواجدي بالحياة العراقية والتي اعيشها بأدق تفاصيلها كما فصلتها الضروف ان كانت على مقاسي ام لم تكن ، ما جعلني ابيع سيارتي كون ان العملية لا تستحق الانتظار النقدي ، فما ان رآني الرجل اخرجُ مترجلاً .. قال .. الا يوجد لديك سيارة ..؟ أجبته .. بلا ..
أقسم ان لا اخرج الا وتحتي سيارة من اختياري اذ قال لي .. كل المعرض امامك فاختر ما شئت ، واذهب .. بما تريد .. ففعلت رغبة منه ورغبة داكنة عندي ، لكوني لا اقوى على التواصل مع اشياءي دون سيارة .. كان مبلغها عظيما لحالتي المتواضعه ، وانا داخل بمشروع يستحق المقامرة ، ابلغني وهو يكاتبني انه سينتظر سدادي باشهر اربع فقط ، وان لم اتمكن فما علي الا ان ارد ما اخذت ، فقلت له السمع والطاعة وشاكر كرمك ، ومضت اشهر انتظاره الاربع وفشل مشروعي الذي نال من اموالي الكثير ، وبدأت بعد الهزيمه اسبوع يتبعه اسبوع وموعد يخلفه موعد بالنسبة لي وله ونسبة لما كان من ديني في جب الحكومة ،لم يكن المال من حفزني لحفظ ماء وجهي امام الرجل بل كانت الكلمة ، ولم يتبقى من العراقيين الاصلاء سوى كلمه ، تلك الكلمه لا تشبه كلمة سيادة النائب ولا دولة الرئيس ولا معالي رئيس الوزراء .، انها كلمة عراقي لايشبهه ما ذكرت من دخلاء على سدة الحكم وتجار عراق افل ، فالتجار غادرو المكان واصحاب الكلمة شاخو وبقيت شذرات قيمة لا تحسب الا على عراق لاينتهي طالما ان هناك رجال مثل صاحبي ابو حسين ، كلما يهاتفني يسألني باستحياء ، هل فرجَت عليك ، اُجيبه ليس بعد ولكن ان اردت َاسترجاع السيارة فأنا حاضر وقت تشاء ، فيجيبني بدعوة أشعرها تخرج من قلب صادق ، رزقك الله …

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب