23 ديسمبر، 2024 6:57 ص

محمد الصيهود أين أنت من العلوي ؟ !

محمد الصيهود أين أنت من العلوي ؟ !

بعض الأسماء المغمورة التي بفعل صناعة الظروف ، أصبحت تتظاهر بإسم هذا الحزب أو ذاك ، و بدفع و حض من أحزابها ، حيث سعت لمحاربة شخص واحد لا أكثر ، بل و كأن هذا الشخص بات هاجسا” لدى هذه الأحزاب و يقض مضاجعها الى حد فقدان الإتزان و الحقد الأعمى ، مع أنه لا يملك حزبا” أسوة بهم ، ما عدا قلمه و سفره الذي يضوع فخرا” و إعتزازا” 0

من هذه المقدمة أود الإشارة الى محمد الصيهود أحد منتسبي حزب الدعوة ، بعدما ظهر على شاشة السومرية أخيرا” ، و راح يهاجم المفكر و الكاتب اللامع حسن العلوي ، و أسأله : لو تحدثت عنك في أي جانب ، هل أستطيع ، و الجواب بالطبع لا ، لأنك من على شاكلة و مضمون ( فاقد الشيء لا يعطيه ) ، و بالتالي كيف لو تحدثت عن حسن العلوي سلبأ” أم إيجابا” ، فأنني بلا شك أحظى بمتابعة القراء و المشاهدين و المهتمين ، و يبدو أنك وفق مقولة ( خالف تعرف ) أخترت علما” و أسما” جوادا” في الفكر و التأريخ و الإبداع ، و كان إختيارك هذا ، يقوم على قاعدة الحقد الأعمى المغترف سمومه من حزب أسسه شاه إيران لمحاربة القوى الوطنية و القومية في العراق 0

و إذا ما أردت أن أسألك ، فحري بيّ أن أقول 00 أين أنت من حسن العلوي ؟ ! ، هذا الذي تواجه مع الشيوعيين في عام 1956 الى جانب علي الحلي و شاذل طاقة و مصطفى شاكر سليم و عبدالله سلوم السامرائي ، بيد أنه في عام 1963 ، و بعدما أصبحوا ضعفاء و تعرضهم الى مذبحة في 14 رمضان ، لم يصمت العلوي ، فقام مدافعا” عن هؤلاء الشيوعيين ، و بحس الكاتب الإنسان و ليس بحس الحزبي المتقولب بتعليمات و توجيهات الحزب المنضوي إليه 0

حسن العلوي لم يطمح أو يطمع بمنصب أو موقع رسمي سوى صفة أو أسم كاتب ، و لم ينزلق للمغريات في هذا الجانب ، بل فضل أن يكون كاتبا” و أسما” على مسمى ، كما أنه في الجانب السياسي و الحزبي ، لم يشارك في الإنشقاقات التي طالت حزب البعث ، إذ ظل حزبيا” بقلب كاتب ، و هذا ما يُفسر دفاعه عن الشيوعيين الذين واجههم مثلما أسلفت ، بل و بشهادة الشيوعيين أنفسهم ، تمرد على توجيهات الحزب و لم يقم بإبعاد الشيوعيين عن مجلة ألف باء التي كان رئيسا” لتحريرها في فترة ما 0

حسن العلوي ، سفر متواصل في النضال الوطني و القومي ، فقد أُعتقل في عام 1954 على أثر إشتراكه في التظاهر ضد حلف بغداد ، و كان من ضمن المعتقلين معه الطيار المعروف فهد السعدون الذي أشتهر بقيامه بطائرته في قصف وزارة الدفاع في 14 رمضان عام 1963 0

كما أُعتقل في عام 1956 في كلية الآداب من جراء مشاركته في التظاهرات التي قادتها نوار حلمي ، و كذلك أعتقل من قبل الشيوعيين في عام 1959 في سجن خلف السدة ، و في عام 1961 أمضى عاما” واحدا” في سجن معسكر جلولاء مع المحامي صالح المجول و القائد الكردي عمر مصطفى الملقب ( عمر دبابة ) ، و جاسم مخلص الذي أعدمه صدام ، و في عام 1964أُعتقل بأمر من عبدالسلام عارف و ظل رهن الإعتقال ، الى أن خرج من السجن من خلال العفو الذي أصدره آنذاك وزير الداخلية صبحي عبدالحميد 0

حسن العلوي ظل بدائرة الكتابة و الصحافة ، عندما كان في عام 1968 المدير العام للصحافة ، و قد خرج من العراق عام 1979 محكوما” بالإعدام ، قبل أن يخرج هؤلاء الذين أنتصروا لإيران و إبعدوا بسبب إيرانيتهم ، و قد ألف خلال ربع من الزمن 15 كتابا” بإسمه الصريح ضد نظام صدام ، و كان يصول و يجول في الإعلام العربي خدمة لأهداف المعارضة السابقة ، كما ترأس تحرير أكثر من جريدة معارضة خلال سنوات المعارضة العراقية السابقة 0

و من ضمن نشاطه السياسي ، أدى دورا” فعالا” في جعل نوري المالكي يقبل بالتحالف مع القائمة العراقية ، على الرغم من أن المالكي تنكر لهذا التحالف ، و أعتبره جسرا”مرحليا” كي ينفرد في السلطة 0

حسن العلوي عندما أنضم الى التيار الصدري في الإنتخابات المقبلة ، يدرك جيدا” بحدس المحلل و المراقب و القاريء لمستقبل الأحداث ، أن التيار الصدري سيكتسح نتائج هذه الإنتخابات المرتقبة 0

و عليه ، يا محمد الصيهود لا تحاول أن تتسلق على أعالي الجبال و ذراها ، فأن قامتك القصيرة جدا” هذه، و مهما أدعيت التطاول ، لن تسمح لك بالوصول الى أكثر من السفوح المتدنية ، و ربما تكون أقل من ذلك 0

و على هذا الواقع ، فإن حسن العلوي لم يستغرب من الحملة التشويهية ضده و التجييش الإعلامي المعبأ بحقد غير مألوف في هذا الوقت ، بيد أن هؤلاء الحاقدين لا يدركون أن سهام الحقد التي يصوبونها على العلوي ، سترتد على نحورهم في نهاية المطاف ، حتى و لكأني أسمع لسان العلوي يستعيد تذكيرا” قول الشاعر :

يخاطبني السفيه بكل قبح فأكره أن أكون له مجيبا – يزيد سفاهة” و أزيد حلما” كعود زاده الإحراق طيبا.