يقول علماء الاجتماع ان الانسان هو الذي يوجد العادات التي تصبح فيما بعد من لوازمه ولا يستطيع ان يعيش بدونها او يتقبل غيرها كرغبته في زي معين او طريقة معينة بالكلام او نوع معين من الطعام وغيرها والا فالحقيقة غير ذلك فكل انسان يستطيع ان يقولب نفسه بالطريقة التي يريدها ويعيش بها في المجتمع ومع ذلك فأن هذه الظاهرة او ما تسمى بالمرض الاجتماعي لم يستطع الانسان التغلب عليها بل ازداد تأثيرها لتشمل المجتمع بصورة عامة فأخذ يخترع ثوابت ويلزم نفسه بها بل ويقاتل على عدم تغييرها على الرغم من بطلانها في بعض الاحيان فمثلا من الثوابت التي تم اختراعها في المذهب الشيعي وفي العراق خصوصا وبالتحديد في الحوزة العلمية هو ما استطيع ان اسميه (نظرية المرجع الصامت) بحيث ان المرجع يتصدى للمرجعية ويعيش ردحا من الزمن فيها ويموت ولا ينبس ببنت شفه حتى اصبح الكلام في بعض الاحيان مدعاة للقدح بعدالة المرجع!! وليت شعري فأن الامر لم يقتصر على الاوساط الحوزوية فحسب بل تعداه الى المجتمع فأصبحوا يخترعون اسبابا ونتائج يحاولون من خلالها اثبات ان سكوت المرجع وصمته افضل من كلامه !! وانا اعتقد ان هذا من اهم الاسباب التي دعت الناس للعزوف عن تأييد نهضة السيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) لان الناس لم تستطع ان تتقبل مرجعا يتكلم ويخطب ويلتقي بالناس ويقيم العزاء ويأمر وينهي في كل حدث يحصل في المجتمع وبذلك فأن هذه من النقاط المهمة التي تحسب لشهيدنا الطاهر بأنه كسر او فند هذه النظرية البائسة واحل محلها نظرية (المرجع الناطق) الذي يتصدى للمرجعية ويضع نصب عينيه ان مؤسس المذهب او الذي نفتخر بولايته في الدنيا والاخرة انه كان سيد البلغاء والمتكلمين …
فسلام على الصدر الناطق يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا .