17 نوفمبر، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

محمد الصدر نهج الحسين ورائحة كربلاء

محمد الصدر نهج الحسين ورائحة كربلاء

كل انسان حر ومؤمن صادق في ايمانه عندما يقف على اعتاب عاشوراء يأخذ لروحه من معين لا ينضب من القوة والثبات باتجاه السمو ….
ولما وقفت امام عاشوراء وجدت نفسي محاصرا بكل جيوش يزيد وقد لبسوا اثوابا شتى وقد احاطوا بي من كل جهة من الاهل من الجيران ومن رجال الدين ومن موظفي البلدان ومن اهل الأسواق.. ولكن كيف غيروا معالهم ولباسهم ولم يغيروا مكرهم وغاياتهم …
وعندما اردت الذهاب الى حضرة الحسين (ع) اكتشفت ان قبة الحسين تتحرك لتظلل كل الذين يحملون روح أنصار الحسين.. فعرفت انها قبة يمكن ان تكون تحتها ولو كنت بعيدا عن العراق الاف الاقدام،….ثم سالت نفسي كيف أحيي ذكرى حسيني.. فرأيت الصدر واقفا امام عيني يقول لي انا مشيك وانا لطمك وانا دمعك وانا مواساتك للحسين..
فعرفت ان ذكرى عاشوراء. لا تكتمل اذا اهملنا صدرنا وعلمت ان مؤامرة كبرى ان تحيي عاشوراء دون ان تذكر اخر الملتحقين بها ..واصبح التكليف واضحا عندي وهو ارفع الحجاب عن لحاق الصدر بكربلاء واكشف الغطاء عن امكان اللحاق بالحسين لمن ينشد فعلا مواساة الحسين بعمره كله لا بدموع أيام منه…يقول البعض (يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما) وفي هذا الخطاب تهرب من المسؤولية وافتراض بان كربلاء قد توقفت وان الاستشهاد بين يدي أبا عبد الله غير ممكن …
والقول الصحيح هو اللهم اجعلنا مع الحسين وأنصار الحسين ووفقنا للفوز بكرامة الشهادة بين يدي أبا عبد الله فهو الفوز العظيم.. بمعنى ان على الجميع ان يقولوا يا ليتنا نكون معكم الان ونفوز فوزا عظيما.. فكربلاء لم تغلق أبوابها..
وعندما تفتح بوابة واسعة للدخول الى كربلاء مثل ثورة ميدانية كصلاة الجمعة الحسينية يقف كثيرون خارجها ثم يكذبون على أنفسهم وعلى الناس ويقولون يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما.. وما اخسرهم!!!ان الدخول الى كربلاء دخولا روحيا وعمليا ممكنا جدا وسوف اذكر هنا حقيقة لم ينتبه لها الكثيرون.. لقد كان هناك دخولا الى كربلاء قبل حدوثها بمئات السنين فلما قام إبراهيم لذبح ابنه كان الاثنان يدخلان الى كربلاء.. وان يحيى النبي والسيد الحصور استشهد بين يدي أبا عبد الله وكان من شهداء كربلاء كما كان حجر بن عدي وميثم التمار من الشهداء بين يدي كربلاء…..
فلمن يرفض البعض قولنا ان أبواب كربلاء مفتوحة؟؟
نعم نستطيع القول وبكل ثقة ان محمد الصدر استشهد بين يدي أبا عبد الله الحسين ….
فانتبهوا يا احباب الصدر.. لا تتيه بكم الدروب!!!
ان مطابقة النهج مع كربلاء هو الذي جعلني ان أقول ان محمد الصدر من شهداء كربلاء وسوف تنقل الملائكة ضريحه لتجعله قرب حبيب بن مظاهر الاسدي بل أقرب من ذلك للحسين (ع)….
ان دراسة وتأملا لنهج الحسين لابد منه كي يكون تذكرة لمحبي الحسين (ع) واخص منهم أبناء الصدر الذين مازالوا على العهد لم يستبدلوا ذلك الأسد الجسور رجل الحسين باي رجل دين من الموجودين في الساحة..الى أولئك الذين لم يبحثوا عن بديلا  للصدر ولا عن دروس فقه فلا دروس بعد الشهادة ..الى أولئك الذين لم ينشغلوا بالخمس والأموال ولم يستجدوا مرضاة الاخرين ولم يجاملوا على حساب الدماء الطاهرة..فإلى هؤلاء فقط أوجه كلامي وليس للذين تشغلهم الدنيا..في ذكرى استشهاده لنسافر في رحلة تفكر وتأمل وتدبر في مشروع الصدر لنكتشف مطابقة النهج بينه وبين نهج أنصار الحسين(ع).. وساعة من التفكر الحسيني خير من ألف عام من الجبن والغباء والاتكالية والتصديق بالأوثان والجهل بالحقائق..ولتكم نهضتنا نهضة زينبيه وسجاديه لمنع الالتفاف على الدماء الحسينية.. وهذا واجبنا بالضبط الان وبعد ان سقطت الدماء الزكية.. نحتاج الى ثورة زينب وإصرار السجاد (ع) أكثر مما نحتاج الى دروس الحوزات..ففهم رسالة الدماء هو الأولى والاوجب والسير على نهجها هو الغاية المطلوبة اما الثأر لها فسيكون نتيجة طبيعية يوفق الله اليها أناسا يستحقونها فعلا …

أحدث المقالات