قد تكون هذه الزوبعة التي أثيرت بين السيد اية الله كمال الحيدري وبين كل عشاق واتباع المولى اية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ، مناسبة للاطلالة على كويكب الصباح جميل المنظر سريع الافول ..
نعم كان كذلك بل وأكثر سحر من ذلك ، حين أشرقت فينا روحه ونحن نرتضع الخوف والرعب والسطوة والمصادرة لكل شيء فينا ، بل نخشى أن نصدق أن للحائط الجامد أذان يسمع بها ، لكثرة ما كنا نحذر من الكلام والحرص الأمني ومع ذا يصل للحزبيين والامنيين البعثية الكلام والذي ثمنه الإعدام أو السجن والتعذيب الشديد وهدم البيوت والمهانة !
حيث كانت مرحلة فاصلة وشاسعة بسبب القسوة بين حركة السيد محمد باقر الصدر الفيلسوف والمرجع وبين محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف ، وما بينهما سبات أصاب الحوزة ، مع قضم الشباب المتدين فيها وعموم المجتمع ، حتى نسينا شيء اسمه الارتباط بالعالم !
حتى طل من أزقة النجف المخيفة وقتها من مكان قديم وبراني يكاد أن يكون متحف لقدمه ، ومدفئة علاء الدين كانت للتدفئة وهي تمثل قدرة الفقراء والبسطاء الشرائية .
من هناك صدح الصوت الهادر رافضا كل الرتابة والكسل الحوزوي الذي اطعم أتباعه مرارة الصمت والسكوت السلبي ، صوت يحمل اعتماد ذاتي يمنحه دونما ينتظر عينات من المريدين ، أو قل مدرس أمامه ايام دراسية وعليه إكمال المنهج دون تأخير حتى خاتمة الكتاب !
فكان لا يسمح لعطلة تأخره عن إكمال منهج نظري ومثله سلوك عملي .
حتى أصبحت شجاعته مدرسة خرجت الكثير ممن مزج الشجاعة بالتقوى وطريق القرب الإلهي وهو هدف العارف في كل زمان ..
ولعل عينات كثيرة حملت منه العدوى في الشجاعة شكلت ولليوم اول لبنة المقاوم بعد أن غابت عنا – الشجاعة – كثيرا كثيرا ..
فمثله يصبح مقصدا للمؤامرات ممن يريد ضرب أتباعه مع أي جهة يريد ، وعالم التكنولوجيا وطرق التحريف أصبحت مؤسسات خطرة تستطيع إنتاج العجب العجاب ، ومقتضى مسلك العارف المولى الصدر هو وئد الفتن ومحاربتها لا نفخ النار برمادها حتى تشتعل !
يا كوكبا ما كان أقصر عمره
وكذا تكون كواكب الأسحار ..