في (ألف ياء) من جريدة الزمان الصادرة في (15/أيار(مايس)/2013) ، قرأتُ مقالاً للكاتب حيدر عبد الرضا (من البصرة) ، حمل عنوان : محمد الجزائري بين ثقافة الارشيف والنمطية ، عندها رجعت لمصادري وأوراقي القديمة ، بعد أن قررت الكتابة عنه .
عام 1939، وفي مدينة البصرة ، وُلد محمد الجزائري . باحث وكاتب وصحفي . شغل رئيس تحرير مجلة فنون ، ورئيس تحرير متفرغ منذ عام 1987 . ويذكر المطبعي في موسوعته (في مناح البصرة الثقافي ، وفي ثانوية البصرة وجد نفسه في الصحافة الطلابية والمحلية معاً . أصدر مجلة (القطوف) في الثانوية ، ومجلة (صوت الطلبة) ، قبل أن تتسع دائرة نشره لتشمل بغداد ، ثم بيروت .
مارسَ الشعر حتى أواسط السبعينات ، وتوسع في المدى الكتابي ، وشمل ذلك : النقد الادبي والفني والدراسات . له من الكتب المطبوعة : (حين تقاوم الكلمة) 1971 ، و(يكون التجاوز) 1974 ، و(الكتابة على اديم الفرات) 1975 ، و(اسئلة الرواية) 1988 ، و(مقامات الحريري) 1991 . وهو عضو مؤسس لاتحاد الأدباء ، وعضو مؤسس لرابطة نقاد الأدب .
وفي أوراقي القديمة قرأتُ : مطلع سبعينات القرن الماضي ، وتحت خيمة الاعلام والثقافة ، التقيتُ الكاتبَ والأديبَ محمد الجزائري . وكانت هناك اكثر من محطة على هذا الطريق .. طريق الاحترام المتبادل والفهم المشترك . وحين شغل مسؤلية رئيس تحرير الملحق الاسبوعي لجريدة (الجمهورية) في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي ، كنتُ من كتاب هذا الملحق . وتعددتْ اللقاءآت .
وعام 1992 ، صدر كتابي الذي حمل عنوان : من حقيبة السفر . وأهديتُ الأديبَ الجزائري نسخةً منه ، ونسخةً من كتاب آخر ، سبق صدور هذا الكتاب .
وفي مجلة (الرافدين) وبتاريخ 30/8/1992 ، كتب الناقد محمد الجزائري ، عرضاً تعريفياً بالكتابين وتحت عنوان : كتابان للمسرة الذاتية . ومما جاء فيه : ((الطاهر الآتي من ريف كرمة بني سعيد ، لذي تعلم في الاعلام هندسة الروح ، وعذبته هندسة الروح في الاعلام فعاد الى هندسة المدن في أمانة بغداد ، عَلَّ الامانة تُطمئن عشقه للأداء والعمل .
هذا الكاتب المهندس ، يعود الى وفاء نفسه وسفره ، رجوع الى ماضٍ أَسيٍّ بعيد ، ليضع لها عنواناً مألوفاً)) .
ومضى الجزائري يقول : (( (من حقيبة السفر) ، ليس آلة كلام ، ولا مخزن ذكريات عادية ، بل خزين علاقة حميمة مع لذة المشقة .. إنه كتاب استعادي ..)) .
وزرتُه في وزارة الري ، حيث كان يعمل . وكان خيار الجزائري أن يغادر ، وهكذا إستقر في الأردن ، وانقطعتْ أخبارُه عني .
في كتابه (أسئلة الرواية) ، قال الجزائري : نحن نحتاج الى مغامرة في الابداع ، بحثاً عن الخلود ، كما فعل كلكامش ..)) .
عرفتُ الناقد والصحفي محمد الجزائري ، رغم هدوئه الظاهر ، مغامراً ، مهما كانت مساحة المغامرة .
هذا ما استنتجته من مواقف عديدة .