الاديب محمد احمد الابراهيم ابو عبدالغفور من قبيلة الجبور من سلالة واوي العجل من الادباء الشعبيين الذين نظموا العتابة والزهيري والقصيدة الشعبية ولكنه بعيد عن الاعلام كونه يمتهن مهنة القطاع الخاص وغير متفرغ لذلك… وعشيرة الواوي العجل معروفين باهتمامهم بالتراث الريفي رغم انهم يسكنون اماكن متفرقة الا انك تجدهم متوحدين في كل المناسبات الاجتماعية…والاديب والشاعر ابوعبد هو حفيد ابراهيم العلي الحمد مؤسس قرية العين والده شخصية تاريخية اجتماعية الحاج احمد الابراهيم صاحب نظم العتابة وقصيدته الشهيرة التي كتبها وصاغ حروفها بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلّم واصحابه الابرار..
كتب الاخ ابوعبد الكثير من العتابات والاشعار الشعبية ومنها قصيدة بحق ابناء عمومته ننقل بعض ابياتها :-
حي العشيره واظهر الاشواق
في القلب بات ودهم تواقا
هم الاهل ولا اهل غيرهم
فهم اقارب وعزوة ورفاقا
احفاد واوي عجل في كل ملمة
لكم بصمة وراية خفاقا
والقصيدة كل ابياتها جميلة ولكنها طويلة يختتمها:-
فترجوا الله عطفا ولطفا
اذ التقت الساق بالساقا
وصل يارب على خير الورى
محمد المبعوث بعهد وميثاقا
اما القسم الاكبر من كتاباته فهو مفقود كونها كانت مكتوبة بمجلد واحد فقد اثناء معارك تحرير الموصل…لديه ابيات عتابة ثمينة وحزينة جدا من حيث قصتها ومعناها خاصة بعد فقدان اثنان من ابناء اخوه احدهما شهيد والاخر من ضمن الشباب والمنتسبين الذين فقدوا باحداث جنوب الموصل…
حيث يقول احدهما وهو يخاطب ابن اخيه:-
يبوب الدار اسايلجن عبدهام
حزين وجمل الظامر عبدهم
أسيل الروح يوميه عبدهام
انشوف اعيونكم عكب الغياب
༺༺༻༺༻༻
انتقل الاديب محمد الابراهيم كغيره من العوائل التي هاجرت الى المدينة بحثا عن الرزق في تسعينيات القرن الماضي من قرية العين واصفية مسقط رأسه الى مدينة الموصل ليستقر به المطاف في الساحل الايسر وليستقر هناك.. وقد قال بيت عتابة بحق قريته يقول فيها:-
أسيل العين عل الفارك من العين
سكن طيفهُُ بوسط العكََل والعين
طلبنا ألله جنان الخلد والعين
وبكََرب رضوان يمسون الحباب
༺༺༻༺༻༻
وقد كتب بيت من الزهيري اسمه حجي احمد حيث ان حروفه الاولى من كل شطر تطابق اسم والده فيقول:-
حادي الأكارم سرى قبل الشروق وصر
جل الإله البرا تلك الرسوم وصر
يكفيك هول الأمر لمن نفخ بالصور
أضحى المسيئ ابندم والمتقي بجنان
حتى الحنونه اذهلت عن نفسها واجنان
مافاد نوح وحزن عليغدوا وجنان
دنياك ياما جرا بيها جثير وصار
༺༺༻༺༻༻
ويبقى طموح ابوعبد كبير جدا وهو ايصال رسالة الى ابناءه وبناته ان الطريق الوحيد للانسان الناجح هو مواصلة الدراسة التي حرمته منها الظروف الخاصة وفعلا تم تحقيق هذا الهدف فاليوم احدى بناته دكتورة صيدلانية وهي من المتفوقات في هذا المجال واظهرت نتائجها انها من العشرة الاوائل في العراق والاخرى دكتورة تحمل شهادة اكاديمية عليا والباقي متوزعين كلا حسب اختصاصه وشهادته العلمية.. وهذا انجاز محسوب لابناء القرى الذين استقر بهم المطاف في المدينه…وحققوا ماكان يحلم به كل عائلة فلاحية فالعلم سلاح بيد الجميع وكل من جد وجد وكل من زرع حصد….
ان الاديب محمد الابراهيم ورغم الوضع الاقتصادي الصعب الذي مر به كل ابناء الشعب العراقي في ظروف الحصار والحروب المدمرة الا انه استطاع ان يجد له مهنة يعتاش منها في القطاع الخاص فتوجه الى مهنة البيع والشراء ضمن تجارة السيارات وهكذا حقق لعائلته مكسب جديد وهو العيش بصورة افضل.. وهكذا هم الرجال الناجحون يصنعون من المستحيل كل ماهو مفيد….
فهنيئا لقرية العين واصفية اديبها المميز ومبارك لعشيرة الواوي العجل ابنها فحل الشعر والعتابة محمد احمد الابراهيم وهنيئا لمنطقة جنوب الموصل وهي تولد يوميا بطاقات وابداعات جديدة…..