قيمة أية مباردة تكمن في مدى مصداقية وهيبة مطلقها , والهيبة تقاس بعظمة البلد الذي يمثله المبادر فإذا كان البلد محترما كانت المبادرة محترمة , وإذا كان البلد منحطا ومتأزما وفاشلا وفاسدا ومتخلفا تصبح قيمة المبادرة في الحضيض وفي خانة السخرية
عظمة المالكي لازالت على حالها بسبب من يصور له نفسه على إنه يحظى بإهتمام دولي منقطع النظير ! وهو من الأرقام الصعبة التي تؤثر بمجريات الأمور في المنطقة العربية والعالم ولذلك بادر الرجل الى طرح هذه المبادرة تجاه سوريا التي حيرت أحداثها العالم وأربكت تفكير أوباما وكيري وكبارقادة العالم
الرجل ينتظر من مبادرته أصداء واسعة الإنتشار الإعلامي أقلها على مستوى الإعلام العربي فلم ير هذه الأصداء ! فنظر الى الإعلام العراقي لعله يبث هذه المبادرة فلم يجد آذان صاغية لمبادرته ولم يجد قناة عراقية محترمة تبث مبادرته ! فأمر قناة العراقية بتهويل المبادرة وتكرارها مئات المرات على مسامع العراقيين !
هذا الأمر الذي أصدره الى كادر القناة أصابهم بالذعر والخوف الشديد فماكان على العراقية الا أن تزف له بشرى كاذبة مفادها أن مبادرته تخظى بتأييد منقطع النظير من كافة الدول العربية والعالمية وذهب مراسلها لاستجداء مجموعة من الصحفيين العرب من أجل الترويج لهذه المبادرة عن طريق تصريح بسيط يبث على الشاشة مقابل إغراءات جيدة !
على المالكي أن يدرك بأن قيمته تكمن في إحترام شعبه له , فإذا الشعب كان راضيا عنه ترضى عنه الدول وإذا كان شعبه غاضبا منه عندئذ تكون شعبيته عند الدول في الحضيض ولم تسمع آراءه ولم يحظ بأي إهتمام
العالم ياسيدي يراقب تصرفاتك وأعمالك ويرصدها خطوة خطوة يكاد يكون رصدهم متقارب مع مايرصده أبناء الشعب فكيف تريد من العالم ان يحترم مبادرتك وحكومتك موغلة بالفساد والقمع والديكتاتورية وكيف تريد لمبادرتك النجاح وأن تعمل وفق المحور الإيراني الروسي ؟
عليك ياسيدي ان تعرف بأنك لاتمثل رأيك ولاتمثل دولتك ولاتمثل شعبك
شعبك أهنته في مظاهرات 31 آب وحكومتك أهنتها عندما جعلتها في موقع الدفاع عن تصرفاتك الصبيانية الطائشة
العراق بفضلك من أسوأ بلدان العالم ولايقارن الا بالصومال وقندهار وعاصمتنا بغداد إختطفتها لتصبح أسوأ عاصمة للعيش ما الذي تبقى في العراق بفضلك كي تبادر الى حل أزمات الآخرين
أنت إسلامي ويفترض بك أن تعرف أقوال الإسلام أكثر مني فإسلامك يدعوك الى معرفة قدرك ” رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه “
لو كنت يادولة الرئيس عملت على خدمة شعبك وساهمت في إخراج العراق من مشاهد القتل اليومي وساهمت في زيادة الخدمات ورفاه الشعب العراقي لكانت مبادرتك ناجحة ومؤثرة في العالم
لكن فشلك تجاه الشعب العراقي جعلت من مبادرتك إضحوكة كبرى سوف يتلاقفها فيصل القاسم ليضحك عليها كثيرا .