ماذا نريد من الحل في العراق، وهل هنالك حل متفق عليه بين أطياف المعارضة الداخلية والإغترابية يواجه الحل العسكري الطائفي الذي يتمسك به نظام المالكي..؟.. النظام يريد أن يبقى بآلياته ورجاله وسياسته، ويضيف إليها الإنتقام من كل من عارضه. النظام ليس فرداً أو مجموعة عسكرية. إنه ينظر لنفسه كطائفة بامتدادها الإقليمي وعلاقاته الخاصة التي سبق وأنشأها بنفسه لنفسه من خلال إستنزافه للثروة السيادية. في المقابل تضع المعارضة شعار التغيير دون تفاصيل أو دون مشروع وبأدوات تعرف التجاذب والفضائح ولا تعرف غير الصراع على الموارد والنفقات والحضور الإعلامي والبحث عن موقعها لما بعد سقوط النظام والإرتهان لهده المرجعية العربية- المادية أو تلك بحث يصبح- لاسامح الله- قرارها رهن تمويلها وتمويلها رهن سلوكها، ما تقواه وما تسكت عنه، وهو ما يفقدها الحرية وصدق التعبير عما يحدث ويقع في الجغرافيا الممزقة التي كان إسمها العراق. لم تقدم المعارضة صورة صادقة لمعنى وحدة الموقف، ولا صورة صادقة لمعنى الإختلاف الذي هو جوهر الديمُقراطية في آليات عملها… ما العمل إذاً..؟
لغرض دفع البلاء عن البلاد قدر الإمكان علينا توحيد المواقف قبل الخطاب. ودحر النظام على الأرض قبل الوصول معه أو تسهيل إيصال الأُمور معه إلى سيناريو سوري جديد لا يحل إلا بتدخل خارجي أو مؤتمر “جنيف” يمزق وحدة العراق. وإذا كانت المعارضة العراقية تريد حقاً أن تنتصر على المالكي فإن عليها أن تجري نقاشاً جاداً بين أجنحتها وقياداتها وأن تفرض إختيار فريق يمثلها جميعاً وتلتزم. غير ذلك ستكون كافة أنشطتها “قبض ريح” ومدخلاً لفوضى ومزيد من تشتيت المعارضة وتنظيم ووحدة نظام المالكي فيكسب المعركة بدءاً ويبدو وكأنه الأصح تمثيلاً أمام الرأي العام الدولي. يجب أن يلف مشروع المعارضة حول موضوعي الأمن والديمُقراطية والمساواة وسيادة الدولة والقانون. بغير هذا فلن ينجح ولن تنجح المعارضة وسيخرج نظام المالكي منتصراً بوحدته. ولن يقف أي سياسي أو وزير أو نائب أو مستنوب- يدعي التمثيل- سواء كان سُني أم من طائفة أُخرى مع المعارضة لأنه يعني إلغاء العملية السياسية والحكومة ومنظومة الفساد والمحسوبية. يعني إلغاء إمتيازات هذا الدعي وغيره من الأدعياء الطارئين على العراق.