في وطني العراق..
دعاة التدين لادين لهم.
دعاة العلمانية والمدنية
علمانيتهم خيانة ومدنيتهم خراب.
دعاة النزاهة سرقوا بلدي.
دعاة الثقافة
ثقافتهم الحاد وشذوذ.
دعاة الإصلاح أفسدوا كل شيء.
دعاة البناء
خربوا الأنفس والعمران.
دعاة الإسلام
اسلامهم خنوع واستسلام.
دعاة الشفافية
مرتشون بأكثر من وجه.
دعاة المباديء
مبادؤهم نفاق وتلون وتملق.
“حفاة القوم “دعاة الورع
يُمنع حتى الاستظلال بظل قصورهم.
تؤثر ذكرياتنا المؤلمة على رؤيتنا للحياة
حيث يستجيب الجسم بشكل تلقائي لكل تهديد.
عندها أصبحت محكمة الذكريات ضرورةً ينادي بها واقعنا المرير.
عقدت الجلسة..
ستحاكمكم شمس بغداد
دجلة والفرات ستحاكمكم
أشجارها جبالها صحراؤها
ستحاكمكم.
ستحاكمكم ذكرياتنا ، أطلال حارتنا، طفولتنا ، حتى الحجر ، الشجر سيحاكمكم .
دمعات الأمهات ستحاكمكم ،أنين الثكالى ، شيبات الشيوخ ،حسرات الليالي .
شوق الغريب المهجر المحب لأهله سيحاكمكم.
ستحاكمكم مراتعِ صبانا ، وملاعبِ شبابنا ومغاني أهلنا .
ورائحة خبز امهاتنا عند إشراقة الصباح.
وداع ليل بغداد بسنفونية نسمات ريحه الباردة وعزف سلامه الجمهوري صوت من بعيد يجلجل السكون ديك جارتنا أم علي
سيحاكمكم.
سيعلنكم كل شيء في وطني
اللحظات ،والدقائق، والساعات،والأيام ،والسنون
الورق الذي سيكتب فيه تأريخكم الأسود سيلعنكم.
حتى ذكرياتكم النتنة ستلعنكم.
ويوم العرض صحائفكم ستلعنكم.
رفعت جلسة المحكمة.
تؤجل الجلسة إلى..
الى أن يأذن الله بولادة قائد يصدر حكمه عليكم.
أو إلى..
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي
وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ستعلمُ في الحساب إذا التقينا
غَدا عِنْدَ المَلِيكَ مَنِ الغَشُومِ
نعم كم أتمني وجود لتلك المحكمه الخيالية
بأرض الواقع لنسعى إليها
لاحاجة لنا بمحامي
فقد حضرنا للإدانة بمشيئتنا
كم أتمنى وأتمنى .. أن يصدر الحكم لينصر المظلوم ويجبر المكسور ويداوى المجروح.
لتمسح الدمعات ،وتسكن الآهات
ياوطني.
وقفتُ أنادي على العابرين
وشمسٌ الأصيل تهز المكان
بهذا المكان .. يخون الزمان
ألا يامكان ..
ألم نمتطيك بضحك الجنون ؟!
ونجعل صمتك صوتٌ صخيب ؟!
بماذا تجيب ؟!
وهل ستجيب ؟!
ولوقد نطقت ..فأنت مدان
وداعاً أخير ..
عسى أن أعود ..
مع العابرين ..
بحلمِ جديد ..
ياوطني.