18 ديسمبر، 2024 10:16 م

محطّات لازمة للتوقف أمام رئيس الجمهورية

محطّات لازمة للتوقف أمام رئيس الجمهورية

تسلّم الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية خطاب ترشيحي لمنصب رئيس وزراء العراق للمرحلة القادمة كأكاديمي مهني تكنوقراطي مستقل عن أي انتماء حزبي أو كتلوي أو طائفي مع سيرتي الذاتية وخبراتي الأكاديمية والعلمية عبر القنوات الإعلامية والألكترونية والدبلوماسية في 18 كانون الأول عام 2019م فضلاً عن منصّات التواصل الاجتماعي التي أكدت بكل ثقة تضامن ودعم جموع المتظاهرين الشباب مع خطاب الترشيح بمهنية وشفافية ورؤية مستقبلية ؛ وكان رئيس الجمهورية قد تسلم أيضاً خطابات ترشيح أخرى لمستقلين آخرين.
كانت المظاهرات السلمية الشبابية الثائرة منذ أربعة أشهر وحتى الان في غليان دائم على الرغم من تعقّد أساليب الردع وقساوة المواجهة التي تمخض عنها دماء طاهرة بالمئات وجرحى تخطوا حواجز المنطق التظاهراتي بأعدادهم التي عبرت الخطوط الحمراء بأعدادها المخيفة ولازالت إرادة الشعب العراقي المنتفض مستمرة وهي تصارع أعوام القهر والظلم والرماد التي تربعت في ذاكرتهم الجمعية ، مطالباً بشكل سلمي مدني أن تستقيل الحكومة ذات الامتيازات السلطوية ويرشح رئيس وزراء مستقل تماماً (منذ الولادة) لأي حزب أو كتلة أو طائفة ، مشهود له بالنزاهة والعدالة والموضوعية والمهنية والشفافية والتكنوقراطية والرؤية الاستشرافية المستقبلية ، حريص على تاريخ العراق واستقلاله من أية هيمنة خارجية ؛ يختار كابينته الوزارية المستقلة بكل مهنية من الكفاءات الشابة ، ويشرّع بانتخابات مبكرة وتعديلات الدستور إلى جانب حماية المال العام ومحاسبة المفسدين وإعادة أموال العراق المنهوبة خلال سنوات الفساد المركّب إلى جانب مراجعات مكثفة لمنظومة الحكم والمصفوفة العراقية.
يبدو أن هذا السياق لم يكن يروق للأحزاب الحاكمة منذ 2003 وحتى 2020 على الرغم من تأكيدات المرجعية على الشفافية والمهنية في التعامل مع الملف العراقي الملتهب.

استقال السيد عادل عبدالمهدي استجابة لرؤيا المرجعية لكن الطريق يبدو بعد ذلك أصبح شائكاً مليئاً بالتحديات والتعقيدات وفقدان القدرة بين الكتل الحزبية والبرلمانية لمراجعة ملفاتها وفسح المجال أما جيل الشباب ؛ هذه التكتلات وهي تلتف على صولجان الحكم وتمسك به بكل أذرعها الأخطبوطية لأنها قد تعودته وفتحت أساريرها له لسبعة عشر عاماً من التنعم بالمال العام والجاه والسلطان والعرش العراقي ومن وراءه أصقاع من الفقر الأعمى والعشوائيات ومدن الصفيح الطينية وملايين من الجيل الشبابي العاطل وتدنّي البنى التحتية التي شلّت أذرع البوصلة العراقية وركامات النفايات والتجاوزات وسوء الأحوال المعيشية وتدني مستوياتها الأسرية والاجتماعية والصحية وانتشار الأمراض السرطانية والأوبئة المتنوعة والتشوّهات الولادية وهبوط المستويات التعليمية إلى أدنى حدودها الأكاديمية العالمية والحكاية قد عبرت حدود التصور المنطقي والعقلانية لدولة تمتلك أكبر الثروات النفطية والمعدنية في العالم وتحتكم على رصيد حضاري وثقافي وعلمي رصين لآلاف السنين.
رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح تسلّم خطابات الترشيح لـ (15) مرشحاً ربما أكثر أو أقل رسمياً لكن الأحزاب وأجنداتها الداخلية والإقليمية والخارجية ظلت تمارس ضغوطها عليه حتى تخطّت الأعراف والموازين الدولية لتؤشر بسبابة الآمر الناهي أن يضع هذه الأسماء جانباً ويرشح من يرونه هم مناسباً عبر مناورات فلكية وبهلوانية واستعراضات القوة لكي يستمر صولجان العرش العراقي وثرواته بأيديهم. في كل يوم لهم مقامرة جديدة ودورات روليتية اعتادوها عبر سنوات الجدب والإمحال وصفقات الفساد المركب والمحاصصاتية التي خلفت العراق والعراقيين أكواماً من الرماد تعبث به عواصف الخراب. لكن الشعب المنتفض يصرّ بكل ثقة على أن يمضي في ثورته الربيعية مؤكداً رفضه لكل الأسماء المطروحة لأنه مؤمن بأنها جاءت من تحت عباءة الكتل البرلمانية التي لا تريد أن تفارق الملعب بسلمية وتدعي أنها مؤسساتية مدنية.
أزاء كل أنواع الرفض لمرشحي الأحزاب من قبل المتظاهرين الشباب لكن الأحزاب لم ترتدع بل راحت بكل صلافة تطرح كل يوم مسميات جديدة وبأقنعة ملونة تخطت سبيكة ألوان الطيف ظناً منها أن ذلك مما يلاقي قبول واستحسان المتظاهرين.
لكل هذا الوضع الشائك طرحت على رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح عبر منصات التواصل الاجتماعي والإعلامي رؤيتي كمرشح مستقل أن يصار إلى أسلوب المناظرات التلفزيونية في كل القنوات الفضائية بين المرشحين المستقلين للوقوف على برامجهم الحكومية وسيرهم الذاتية وشخصياتهم وطبيعتهم الكاريزمية من قبل الشعب المنتفض وجموع المتظاهرين ويكون رئيس الجمهورية بذلك قد وفّى بقسمه للعراقيين وتخلص من ضغوطات الأحزاب وكتلها وعرض أسماء المرشحين المستقلين بكل مهنية وشفافية أمام الشعب المنتفض المتظاهر منذ شهور.
إن هذا الأسلوب الشفاف المؤسساتي المدني هو ما يلملم الجراح ويهدّيء من لهيب الشارع المتظاهر وهو ميزان العدل المؤسساتي الديمقراطي يكشف كل الأوراق وقد ينتهي كل شيء إذا آمنت الأحزاب الحاكمة بالتسليم المدني الديمقراطي للسلطة.
في الآتي (مانشيتات) طرحتها على رئيس الجمهورية تمثل رؤيتي للخروج من نفق المحاصصة وضغوطات الأحزاب والكتل البرلمانية والأزمة التي تعصف بالعراق والعراقيين حيث كانت قد تداولتها منصات التواصل الاجتماعي.
المناظرات التلفزيونية بين المرشحين المستقلين لرئاسة الحكومة الاتحادية القادمة هي نموذج ديمقراطي وحضاري متَّبع في الدول العالمية المتقدمة وهي تكرّس قيم الشفافية والنزاهة والموضوعية والعقلانية في تعرّف الشعب على المرشحين المستقلين وبرامجهم الحكومية بعيداً عن أية وصاية أو أجندات خارجية طارئة ومحدثة حيث ستحسم هذه المناظرات كافة الصراعات والتجاذبات والمحاصصات في شخصية رئيس الوزراء القادم أمام اختيارات المتظاهرين.

المناظرات التلفزيونية بين المرشحين المستقلين لرئاسة الحكومة الاتحادية القادمة وطرح برامجهم الحكومية أمام المتظاهرين العراقيين أسلوب ديمقراطي معاصر تتبناه الدول العالمية المتقدمة وهي تتجه نحو قمة الهرم الرئاسي بعيداً عن الأوراق الصفراء المتسللة من خارج دولة الإنسان المؤسساتية بغطاءات وطنية بديلة.

المناظرات التلفزيونية بين المرشحين المستقلين لرئاسة الحكومة الاتحادية القادمة أسلوب حضاري يتميز بالمهنية والاحترافية والمدنية وهي تضع أمام الشعب المتظاهر طبيعة شخصيات المرشحين وخبراتهم في الميادين السياسية والقيادية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والمعرفية والسلوكية والمهنية مما ينمي الوعي العام ويسهّل اختيار من سيتولى رئاسة الوزراء للمرحلة القادمة ككفاءة تكنوقراطية تمتلك موجبات القدرة على بناء دولة الإنسان المؤسساتية.

المناظرات التلفزيونية بين المرشحين المستقلين لرئاسة الحكومة الاتحادية القادمة آلية محدثة تشكل رؤية جوهرية وأساساً راسخاً اعتمدته الديمقراطيات المقارنة لفرز المستحقات الرئاسية بكل شفافية ومهنية بعيداً عن الأجندات المسيَّسة والتخندقات والتأثيرات والمراهنات الإقليمية خارج إطار الوطنية.

المناظرات التلفزيونية بين المرشحين المستقلين لرئاسة الحكومة الاتحادية القادمة واحدة من أكثر الأدوات على مستوى التواصلية الديمقراطية وضمانة مؤكدة أمام الشعب المتظاهر بعيداً عن الإملاءات الخارجية والاستبدادات الولائية والتكتلات الحزبية والطائفية بما تحتكم عليه من عناصر الشفافية والنزاهة والمهنية في مستوياتها التأثيرية ودلالاتها في توجيهات أذرع البوصلة وحسم قمة الهرم الرئاسي وتبسيط الرؤيا وتقريبها في عملية اختيار الأكفأ والأجدر الذي يمتلك الكاريزما والشخصية ذات القدرات السياسية والمعرفية والتواصلية وإلاقناعية والقيادية في دائرة الضوء بعيداً عن دهاليز المطابخ السياسية والوجبات الجاهزة والتوجهات الآيدلوجية والكتلوية والعائلية والقبلية والطائفية.

أمام الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية مسؤولية وطنية ودستورية خلال هذه الفترة توجب عليه عرض المرشحين المستقلين أمام الشعب المتظاهر لرئاسة الحكومة الاتحادية المقبلة لاختيار الأكفأ منهم حيث تسلَّم خطابات ترشيحهم بواسطة القنوات الألكترونية والإعلامية والدبلوماسية منذ استقالة رئيس الوزراء السيد عادل عبدالمهدي وعليه الآن أن يوفّي ثقة العراق أرضاً وشعباً وموروثاً حضارياً به في تسمية من يقود العراق مهنياً وتكنوقراطياً وقيادياً للمرحلة القادمة ببرنامجه الحكومي الرصين الذي يؤكد على ضرورة الانتخابات المبكرة وتعديلات الدستور واستقلالية العراق بعيداً عن ضغوطات التكتلات الحزبية والتخندقات والولاءات والأجندات الخارجية ومسميات مرشحيها. على رئيس الجمهورية أن يختار رئيس وزراء مستقل تماماً ممن يفتح بوّابات الهرم الرئاسي ومفاصل الدولة العراقية أمام الكفاءات المتقدمة المستقلة من جيل الشباب المنتفض لكابينته الوزارية بعيداً عن الوجوه المستنسخة والطبعات المصوّرة بالأوفسيت والوجبات الجاهزة وقراصنة الفساد المركّب للنهوض بالعراق العظيم إلى دولة الإنسان المؤسساتية المدنية العالمية المتقدمة.

الدكتور برهم صالح رئيس الجمهورية باعتبارة حامي السيادة والدستور والشعب المنتفض عليه أن يقول كلمة الفصل ويرشّح أحد المستقلين المهنيين التكنوقراطيين الـ (15) كما تسلّم خطابات ترشيحهم وأن لا يرضخ لمناورات الأحزاب التسلطية والتكتلات والتخندقات الطائفية التي اعتلت منصّة العرش العراقي منذ أكثر من ثلاثة عقود متتالية كانت نتيجتها استباحة ملح الأرض وهيبتها ومدن الصفيح والعشوائيات وأصقاع الفقر ومواطنون شباب بلا مستقبل معطلون عن ممارسة حقوقهم الإنسانية في مواريث العراق العظيم.

رئيس الجمهورية بعد العودة من منتدى دافوس السويسري العالمي عليه أن يقف شامخاً وفيّاً بيمينه التي أقسمها للعراق والعراقيين مع مطالب جيل الشباب الثائر في ترشيح رئيس وزراء من الأسماء الـ (15) المستقلة تماماً عن أي انتماء حزبي أو طائفي هذا الجيل الشبابي قد انتفض عملاقاً ليؤسس لحكومة عراقية وطنية مستقلة بعيدة عن أية ولاءات خارجية تمثل هيبة دولة الإنسان المدنية العالمية.

هذا الجيل الشبابي قد وقف عملاقاً شجاعاً وهو يجود بنفسه ودمه في مواجهة عواصف الخراب والدمار لبنية الأرض والإنسان العراقي التي مارست طقوسها الأحزاب الحاكمة ودعاة المحاصصاتية وكتلها البرلمانية والطائفية وتخندقاتها الظالمة وهي تحكم قبضتها على صولجان العرش العراقي العظيم سنوات من الفقر والقهر المزمن والرماد في أعمار العراقيين أرضاً وشعباً وموروثاً حضارياً.

مشاركة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس بسويسرا جاءت ليلتقي على هامشه بالقيادات العليا في الدول العالمية المتقدمة والزعماء والشخصيات الأكاديمية والرئيسية في الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وسيعود إلى قصر السلام ببغداد وفي انتظاره 15 مرشحاً مستقلاً تسلّم خطابات ترشيحهم رسمياً لرئاسة الوزراء عبر القنوات الرسمية الألكترونية والإعلامية والدبلوماسية وعليه أن يرشّح أحدهم لتولي منصب رئيس وزراء العراق للمرحلة القادمة لكنّ الأحزاب السلطوية والنخب المحاصصاتية الحاكمة و التكتلات والتخندقات والأجندات الطائفية والإقليمية والخارجية تقف مذعورة بين التسويف والمماطلة وهي تمارس ضغوطها عليه بقوة لتنحية هؤلاء المرشحين المستقلين وطرح مرشحيها كي تبقي الشعب المنتفض بين فكّي المطرقة والسندان.