23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

محطة مهمة من حياة الحسين (ع) قبل الطف

محطة مهمة من حياة الحسين (ع) قبل الطف

محطات مهمة من تاريخ اهل البيت عليهم السلام نجدهم يحثون اتباعهم على احيائها والحث من قبلهم عملي ونظري ولمتانة منهجهم نجد العلم الذي ورثوه عن ابائهم عن رسول الله (ص) متماسك متكامل لا ينفذ بين فكر اول معصوم واخرهم صاحب الزمان سم الخياط .

واحدى المحطات التي نريد الحديث عنها هي الغدير لما لها من ابعاد عقائدية تعتبر مفترق طريقي الجنة والنار ، وانا اقلب التاريخ لفت انتباهي رواية للحسين عليه السلام هي محفل باستذكار الغدير بطريقة غير مباشرة ولكن في كلام سيد الشهداء عبر ودروس لا يمكن لنا ان نغفل عنها .

هذه الرواية جاءت قبل موت معاوية بسنة لما حج الحسين عليه السلام جمع بني هاشم ثم ارسل رسلا وقال لهم: ( لا تدعوا احدا حج العام من اصحاب رسول الله (ص) المعروفين بالصلاح والنسك الا اجمعوهم لي ) فاجتمع اليه بمنى اكثر من سبعمائة رجل وهم في سرادق عامتهم من التابعين ونحو مئتي رجل من اصحاب النبي (ص) . …..انتهى .

هذا الشطر الاول من الحديث لنرى مضامينه وما يمكننا ان نفهمه من ابعاد هذه العبارة .

اولا : انها جاءت بعد الحج اي بعد الرابع عشر من ذي الحجة ، وان طلب الحسين (ع) بجمع من حج هذا العام الا وجمعتوهم لي يدل على انهم كانوا في طريق العودة الى ديارهم اي بعد ليلة على اقل تقدير من خروجهم ولما لحقوا بهم رسل الحسين عليه السلام وعادوا فان هذا يستغرق ثلاثة ايام من يوم الارسال حتى تجمعهم وعليه يكون تجمعهم هو يوم الغدير ، وليس بمستبعد ان يكون قصد الحسين عليه السلام هذا اليوم طالما ذكر به الامام علي عليه السلام في اغلب خطاباته حتى انه لما الت الخلافة اليه كانت اول خطبة له في الرحبة انه جمع اصحابه وسالهم عن الغدير لان يوم استلام الخلافة بعد مقتل الثالث كان يوم الثامن عشر من ذي الحجة يوم الغدير .

ثانيا : الامر المهم جدا جدا جدا هي عبارته عليه السلام ( اصحاب رسول الله ( ص) المعروفين بالصلاح والنسك ) ان تخصيص الصحابة بهذه الصفات يعد دلالة قوية على ان هنالك صحابة تحمل صفات نقيض هذه الصفات وان لم يسمهم لكن المهم ان هنالك ممن يقال عنهم صحابة رسول الله ولا يتصفون بالنسك والصلاح بدليل حصر طلبه عليه السلام بشريحة معينة من الصحابة .

ثالثا : الحاقا بالفقرة اعلاه تاكيد الحسين عليه السلام على صفتي الصلاح والنسك حيث ان هنالك من اظهر صلاحه في اعماله الا انه خالي من النسك الى الله وهذا يعني ان صلاحه امام المسلمين هو ليس قربة الى الله تعالى وصلاحه المقصود هو موقفه من اهل بيت النبوة عليهم السلام فهنالك من اظهر الصلاح لهم ولكنه انقلب عليهم خذوا مثلا عمر بن سعد الذي كان لا يصدق بانه قاتل الحسين عليه السلام لما يظهر للناس انه يود الحسين عليه السلام ، والامر ينطبق على عبد الله بن الزبير الذي كان يتظاهر بالصلاح للحسين عليه السلام والباطن انه يرى الحسين مزاحمه على رئاسة مكة .

واما النسك فهنالك من يتعبد ويراه الناس ناسكا باعتبار انه يسير على خطى رسول الله (ص) الا انه يضمر العداوة وعدم اصلاح مودة اهل البيت عليهم السلام ومنهم الخوارج الذين عرفوا بنسكهم وتعبدهم الا انهم يكفرون سيد الاوصياء .

ومن هذين المطلبين يتضح لنا بما كانت عليه الامة في ذلك الوقت وما يحمله الحجيج من صفة بدليل حصر الحسين عليه السلام من حج ومن الصحابة ومن يحمل صفتي الصلاح والنسك ، اذن بين الحجيج ممن لا يحمل هذه الصفات فليس كل من حج بيت الله الحرام فهو قد كتبت له حجة !!!

رابعا : والمهم في رابعا هي اختيار الشريحة الصالحة لتوجيه الخطاب اليها حتى يكون الخطاب مؤثر وهذا يعد درس اعلامي على وسيلة الاعلام ان تحدد خطابها والشريحة الموجه لها الخطاب حتى يكون اعلامها مؤثر وفي تكملة الرواية سنتحدث عن مضمون الخطاب … ان شاء الله لنا حديث مع تكملة الرواية .