رياض ممرعة النسيم ، والماء ينساب من بين ثنايا الأشجار ، وصوته المتقاطر الذي يمنح الراحة ، وحفيف شجرها الخفيف ، الذي يبعث الروائح وينشر العطور ، وطيرها الشدي ، بألف صوت غرد ، كأن الزمن توقف عندها ، لتستريح النفس التي أرهقها الأسى ، والتسارع لتحصيل لقمة العيش !
رياض تنوعت فيها البركات والنعم ، للداخل لها سيحتار أي جمال منها ، ينتخب ، وأي سحر منها يتمتع به قبل الآخر ، فهناك بلابل تطوعت على شجر الأفتتاح ، وماء عذب لشاربه الروح والرياح من نهر آيات الله تعالى ، ومن أراد الوقوف وتحته الخضرة ، وفوق رأسه تمطر العطور الرذاذ ومسبحة بيده وهو يحسب أنفاسه مع الأستغفار وملائكة تسجل له ما يقول ، وفيها جلوس أستراحة وتفكر على أريكة الندم وطلب العفو ، وضفاف لمن أراد نزف الدموع من عينه فسينبت بكل قطرة من قطراتها لون من ثواب !
دوحة من مناجات ، وغابة من حسنات ، للوافدين لها عطايا وهبات ، وكلما حلقت أرواحنا في فضاء نعمها وما عده المضيف وخالقها تصاب بالدهشة ، فأي رونق قد صنعها ، وأي سحر يؤسر النفوس قد صممها ؟؟؟!!!
أنها روضة وغياض وغابة الشهر الفضيل شهر رمضان التي تعددت مضايفها كل حسب ما أشتهى جلوسه وأقتضى ميوله !
فلصوت أهل التوسل بالدعاء ضجيج يحرك حناجر الكروان والكناري صوتا يؤما للطالبين الرجوع لله تعالى !
ولأهل القرآن حالات من دموع كمطر السماء يوم تحتضنه المحاجر وينساب على الخدود لينتهي عند محاجر القراء ، لتطفق ملائكة بمناديل من شفاء تمسح بالدموع ما ران على القلوب من صدى لتنجلي الغبرة التي تكونت من خطايا الزمن على مرايا القلب وزجاج الروح !
وهناك على مقربة منهم المصلون الذين تسجد معهم وتركع آلاف الملائكة بذاك المنظر المهيب ، كأنها عواصف من نور ، تأخذ بعنان الخشوع لتسمع النحيب سبحان ربي الأعلى وبحمده ، معانقين الأرض يتوسلون خالقها العفو والرحمة والعتق من النار ، ومنزون قد وضعوا الراس بالركب وجلوس الحسرة والخوف والرجاء ألهي خاب الوافدون على غيرك ، وتمتمات تقطع النياط ويتعثر وينكسر معها الصوت يرددون حتى ينقطع همسهم ، لتهدأ وتخفت أصوات البلابل والطيور !
نعم هو مكان الرجاء وزمان التوسل والبكاء ، ليالي الخشوع ومصارحة الروح بما أرتكبت و تجرأت في ضرب قوانين كان عليها الألتزام بها جزما !
روضة أقامتها ثلاثون يوما فقط ، من شوفي شوفي ، ومن فارقه الدواء ، قد لا طيب يفلح معه !
أيها القراء تعالوا بنا نشاركهم ، ما يفعلون ونقوم بما يقوم به أهلها الوافدون ، فهي لنا قبلهم وجدت ، ولنا لا لغيرنا زرعت ، ونحن المذنبون ، و المقصرون عمدا ، فلا يسبقنا أليها أحد ، وقد شرعت أبوابها طوال اليوم والليلة لمدة ثلاثين ليلة التي مضت منها لن تعود ألا بمعجز يصعب الأتيان به في زمن ألا معاجز ،،،
توسلي ورجاني أنا الجاني المحروم منها عليكم بحق هذه الحروف للداخلين لا ينسوني وأمي وأبي وأهلي وأصحابي بالدعاء ولو سمحوا لمثلي بالدخول ساصرخ بالدعاء لكم أللهم أن لي أخوة وأخوات كثر أعرفهم ولم أعرفهم أريد لهم حسن العاقبة والخير ، و الدعاء للعراق والمقاومين من الجيش والمقاومة والحشد بالنصر والظفر ، و الدعاء لنصرة المقاومين على كل خطوط الدفاع المقدس ضد الظلاميين والقتلة والمجرمين أللهم أنصرهم نصرا عزيزا مقتدر بحق محمد وآل محمد عليهم السلام ،،،