23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

المحطة الاولى
يمر العراق منذ اسابيع بازمة سياسية وأمنية خطيرة تهدد وجوده بسبب تناحر الكتل والاحزاب والتحالفات الطائفية التي تدير العملية السياسية منذ الاحتلال الامريكي الذي جاء بهذه الكتل وشخوصها في نيسان 2003 حتى اليوم .
اختلاف الكتل وتشرذمها وانتهازية قادتها وعمالتهم لدول , قريبة وبعيدة , لا تريد الخير للعراق , وعدم شعورهم بالمسؤولية , أدى الى حدوث شلل في عملية اعادة البناء والتعمير والاستثمار في كافة المجالات بعد الخراب المخطط له الذي نفذته قوات الاحتلال وعملائها في الداخل والعائدون من الخارج , ولا تزال عملية البناء عاطلة عن العمل الى اليوم , رغم المعاناة الشديدة التي انهكت الشعب العراقي بكل اطيافه وعلى كافة الاصعدة .
لقد وقف العراق وشعبه في مواجهة مخاطر عصيبة في العشر سنين الماضية , لكن الخطر المحدق بنا اليوم هو من اشد المخاطر , وينفذه أشر الاشرار , ويسكت عنه اجبن الجبناء .
لقد ترددت قبل كتابتي هذه الكلمات القاسية , ولكن ماذا اقول للذي امامه طريق اسمه طريق النجاة وهو لا يسلكه خشية فقدان مركزه الذي حصل عليه بفضل الاحتلال .
لقد اعلنت المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة موقفها بصراحة وبساطة في نقطتين , الاولى تشكيل حكومة وطنية ترضى عنها وتؤازرها كل الاطراف والاطياف , والنقطة الثانية ان يتم ذلك في اسرع وقت .
قال جون كيري وزير الخارجية الامريكي ان المساعدات الامريكية بكل اشكالها العسكرية وغير العسكرية يعتمد استئناف تصديرها للعراق على تشكيل حكومة تضم كل الاطراف في العملية السياسية .
اعلنت الجامعة العربية انها تقف مع تشكيل حكومة عراقية  ترضى عنها جميع الكتل السياسية .
ذكر ناطق باسم الاتحاد الاوربي ان الاتحاد يرغب في رؤية حكومة عراقية تمثل كل الاطراف .
صرح ناطق جكومي روسي ان بلاده ترحب بتقديم مساعدات عسكرية لمكافحة الارهاب في العراق وتتمنى ان يتم تشكيل حكومة عراقية تمثل كل العراقيين باسرع وقت .
لقد مضى اكثر من شهر على احتلال الموصل من قبل الارهابيين وقد ادى ذلك الى حدوث تطورات داخلية وخارجية تهدد امن ووحدة العراق وحتى وجوده كدولة ذات سيادة .ان هذه مشكلة ينبغي وضع نهاية لها باسرع ما يمكن , لكن المصيبة هي ان طريق الحل واضح للجميع عدا من بيده الحل والربط من السياسيين العراقيين , الذين عجزوا عن تشكيل حكومة وطنية ترضي كل العراقيين لانهم لم يقرروا بعد من هي الكتلة الاكبر في البرلمان . ان الوقت يمضي والدماء تسفك والتدخل الخارجي لا حدود له , والعراق يتهاوى , والشعب يترنح , والمعركة بين السياسيين الذين جاءت بهم امريكا بعربانة ايرانية يتصارعون فيما بينهم لمعرفة الكتلة الاكبر .
أقول للجميع ايها السادة ….السياسيون ورؤوساء الاحزاب والكتل والاعضاء والبرلمان ونوابه …الخ
لا توجد كتلة كبيرة في برلمانكم ….. لانكم كلكم صغار في نظر الشعب العراقي … عن ماذا تبحثون ؟…. لو كان فيكم كبار لما حدث ما جرى في الموصل ..أنتم عراة بلا وطنية … واذا لا تصدقوني فاسألو قاسم سليماني . 
المحطة الثانية
ورد في الانباء ان السيد مسرور برزاني مستشار مجلس الامن الوطني الكردي , قال في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست الامريكية ( ان من حق الاكراد الحصول على حصة من الاسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة الى العراق ) .
اقول للسيد مسرور أين الاسلحة التي استولى عليها الاكراد من القطعات العسكرية العراقية التي كانت متواجدة في الشمال بعد حل الجيش من قبل الاحتلال الامريكي عام 2003 ؟ اين ذهبت وماذا فعلتم بها ؟ قد يكون من حق اقليم كردستان العراق ان يحصل على نصيب من المساعدات العسكرية التي تقدمها امريكا للعراق ..ولكن ليس قبل اعادة كل الاسلحة العراقية التي استولى عليها بعد الاحتلال .. هل تعلم ام انت لاتعلم يا سيد مسرور ان تلك الاسلحة تحتوي على دبابات ثقيلة ومدافع  ميدان ومقاومة طائرات من كافة العيارات وكميات كبيرة من الاسلحة المتوسطة والخفيفة ومئات العجلات والآليات والحافلات وغيرها من المعدات والتجهيزات العسكرية اضافة الى اطنان من الاعتدة المتنوعة التي يحتاجها الجيش الآن ؟
اود ان اضيف الى معلومات السيد مسرور ان البشمركة الكردية استولت على اسلحة عراقية بعد ان دخلت كركوك اثر احتلال داعش الارهابية للموصل , اليس كذلك ؟
للاقلية الكردية في العراق حقوق اقرتها الشرائع والتشريعات الدولية والدستور العراقي  , ولكن ليس  من بينها حق الاستيلاء على اموال الدولة العراقية .
ان تصريحاتكم هذه غير مفيدة بل مضرة يا سيدي المستشار , كل العراقيين  يتمنون  باخلاص ان يسود الوئام والسلام على الدوام بين الكرد والعرب في العراق , لأن ذلك يخدم الجانبين , وستثبت الايام ذلك .
المحطة الثالثة
القائد العام للقوات المسلحة فتح  منذ سنين مكتباً عسكرياً  له في رئاسة مجلس الوزراء يدير من خلاله حركات الجيش العراقي . السيد وزير الدفاع بالوكالة منهمك في دوامه بين وزارتي الثقافة والدفاع . بالنسبة للحركات العسكرية فقد مضى على الجيش العراقي اكثر من سنة ونصف وهو يفرض حصاراً على مدينتي الفلوجة والرمادي بالدبابات والهمرات والمدفعية والمشاة من دون ان يتمكن من تحقيق موطيء قدم فيهما مكتفياً بضربها بالمدفعية والبراميل المتفجرة . في الموصل تمكن الجيش من اخلاء المدينة من الجنود والضباط تاركاً الاسلحة والدبابات والآليات والمدافع والارزاق والمخازن والقاعدة الجوية سالمة في اماكنها . في تكريت يقوم الجيش منذ شهر بالسيطرة على مداخل المدينة من دون ان يدخل او يخرج , في جرف الصخر فشل الجيش في ثلاث هجمات للسيطرة على المدينة .
بعد هزيمة الموصل احيل قائد القوات البرية الى التقاعد مع زمرة من الفرقاء والالوية والعمداء  , وفي ذات الوقت تمت ترقية ثلة جديدة من الفرقاء والالوية والعمداء .
فعاليلت الجيش مستعرة بين كر وفر , وهجوم وانسحاب , ونصر وهزيمة , بقيادة رئيس الوزراء الذي هو القائد العام للقوات المسلحة ,  كل هذا مفهوم , لكن الشيء غير المفهوم هو … أين رئيس اركان الجيش ؟  في كل جيوش العالم هناك رئيساً للاركان يعتبر القائد الميداني الفعلي ,  وفي العراق يوجد رئيس اركان للجيش برتبة فريق اول , ولكن اين هو ؟ لماذا لا يدلي بتصريحات عسكرية ؟ ولا يظهر في وسائل الاعلام ؟ ولا يشرح الموقف العسكري للشعب العراقي  ؟