7 أبريل، 2024 9:43 ص
Search
Close this search box.

محطات تأريخية وتحولات كبرى في عراق 2017

Facebook
Twitter
LinkedIn

طي صفحة داعش

لايختلف اثنان على ان اعلان رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، النصر النهائي والشامل على تنظيم داعش الارهابي في التاسع من شهر كانون الاول-ديسمبر، مثل الحدث الاهم والابرز حلال عام 2017، مثلما مثّل اجتياح ذلك التنظيم الارهابي لمناطق مختلفة من العراق، الحدث الاخطر في عام 2014.

وفي واقع الامر كان اعلان النصر النهائي، حصيلة لانتصارات كبيرة ومهمة حققتها القوات العراقية بصنوفها وعناوينها المتنوعة، حررت خلالها مدنا عديدة من بينها، الموصل والرمادي وتلعفر والحويجة وراوة وعانة والقائم والبعاج وعكاشات، وغيرها.

افشال مؤامرة الانفصال

ولعل الانجاز الاخر، الذي يقل اهمية عن النصر العسكري على تنظيم الارهابي، هو افشال واحباط التوجهات الانفصالية التي اريد من ورائها تقسيم العراق عبر بوابة الاستفتاء الكردي، الذي اجري في الخامس والعشرين من شهر ايلول-سبتمبر الماضي، رغم المعارضة الداخلية والاقليمية والدولية الواسعة.

فالتحرك الحازم والجريء للحكومة الاتحادية لاعادة بسط سيطرتها على ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، لاسيما محافظة كركوك، اعاد للدولة هيبتها من جانب، وفوت الفرصة على اصحاب اجندات التقسيم والاستحواذ وفرض الامر الواقع من جانب اخر.

في نفس الوقت فأن مجلس النواب سارع الى اتخاذ موقف حازم من خلال تصويت اغلبية اعضائه قبل اسبوعين من موعد اجراء الاستفتاء على رفض اجرائه والاعتراف بنتائجه.

وفيما بعد، وتحديدا في السادس من شهر تشرين الثاني-نوفمبر، اصدرت المحكمة الاتحادية العليا قرارا يقضي بعدم وجود نص دستوري يجيز اجراء الاستفتاء في اقليم كردستان.

وقد راهنت بعض القوى الكردية على الاستفتاء، ليكون الخطوة الاولى نحو انفصال اقليم كردستان عن العراق، ولعل التداعيات السلبية للاستفتاء وعموم المواقف الكردية في تعاطيها مع الحكومة الاتحادية، كان يمكن ان تتسع وتتفاقم لو لم تبادر بغداد الى وضع حد للتوجهات الانفصالية.

تراجع الارهاب الداعشي

وما شخصته المؤسسات الحكومية المعنية والمراقبون، هو انخفاض معدلات العمليات الارهابية داخل المدن العراقية خلال عام 2017، وقد اوعز ذلك الى حالة الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له الجماعات الارهابية المسلحة، عسكريا واستخباراتيا ولوجيستيا وبشريا، مما افقدها زمام المبادرة، والعجز عن التحرك وتحقيق الاختراق بنفس المستويات السابقة.

ولاشك ان الامر المهم يتمثل في انه الى جانب العمليات العسكرية ضد داعش في الميدان، كان هناك جهدا استخباراتيا وامنيا كبيرا ومهما، ادى الى وضع اليد على الكثير من الخلايا الارهابية ومصادر تمويلها وعناصرها، ومعرفة طبيعة ارتباطاتها.

لكن كل ذلك لم يحل دون وقوع عمليات ارهابية دموية، كما حصل في التفجير الارهابي المروع بمنطقة الكرادة الشرقية في التاسع والعشرين من شهر ايار-مايو، والتفجير الارهابي الاخر الذي وقع بعد يوم واحد امام مديرية التقاعد العامة قرب جسر الشهداء، والتفجيرات الارهابية التي وقعت في كل من كربلاء المقدسة وقضاء المسيب في التاسع من حزيران-يونيو، والتفجير الارهابي المزدوج الذي استهدف نقطة تفتيش عسكرية ومطاعم سياحية في قضاء البطحاء بمحافظة الناصرية في الرابع عشر من ايلول-سبتمبر الماضي،وتفجير جامع النوري ومنارة الحدباء التأريخيتين، في الثاني والعشرين من حزيران-يونيو، وتفجيرات في كركوك في الخامس من تشرين الثاني-نوفمبر، وفي سوق شعبي بطوزخورماتو في الحادي والعشرين من ذات الشهر. وقد حصدت تلك التفجيرات ارواح عشرات الناس من المدنيين الابرياء.

حراك سياسي ودبلوماسي فاعل

والى جانب الانتصارات والمكاسب العسكرية المهمة على تنظيم داعش الارهابي خلال عام 2017، كان هناك حراكا سياسيا ودبلوماسيا حيويا بين بغداد وعواصم عربية واقليمية ودولية مختلفة، بدا انه انعكاسا ايجابيا لما تحقق في الميدان.

فالتحديات والمخاطر التي واجهها العراق من تنظيم داعش وعموم الجماعات الارهابية المسلحة طيلة اربعة عشر عاما، ونجح في تجاوزها وتخطيها، واجهتها ومازالت تواجهها بلدان اخرى في اوربا واسيا واميركا وافريقيا، ومن مصاديق ذلك، هو العمليات الارهابية التي وقعت في فرنسا وبلجيكا والمانيا وروسيا والمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة الاميركية ومصر واستراليا وباكستان وافغانستان وايران وتركيا، وغيرها، لذلك فأن تلك الدول تحتاج الى الاستفادة من تجربة العراق في التعاطي مع التحديات الارهابية، في ذات الوقت، فأن استعادة العراق سيادته واستقلاله واستقراره، وانفتاح افاق جيدة له، جعله محط اهتمام المحيط الاقليمي والمجتمع الدولي.

وكما كان ذلك الحراك السياسي-الدبلوماسي نوعيا، فأنه من ناحية الكم، تميز بالزخم الكبير، وتعددت عناوينه، سياسيا واقتصاديا وامنيا وثقافيا.

واذا اردنا ان نستحضر امثلة ونماذج من ذلك الحراك، فيمكننا الاشارة الى، زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لفرنسا في الرابع من شهر تشرين الاول-اكتوبر الماضي، ومشاركته في قمة المناخ التي عقدت في باريس، وجولاته الاخرى التي شملت مصر والكويت والسعودية وايران والولايات المتحدة الاميركية والمانيا والاردن.

وهناك زيارات اخرى قام بها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم للجمهورية الاسلامية الايرانية، ورئيس مجلس النواب سليم الجبوري للكويت والسعودية والاردن وتركيا والولايات المتحدة، وزيارة نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لروسيا.

ومن ابرز الشخصيات السياسية التي زارت العراق خلال عام 2017، رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية اية الله السيد محمود هاشمي شاهرودي، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية السعودية عادل الجبير، ووزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، ووزير الدفاع اللبناني يعقوب رياض، والامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط، ووزير الخارجية الاردني ايمن الصفدي، ووزير الخارجية البحريني خالد بن احمد بن محمد ال خليفة، ورئيس اركان الجيش السعودي الفريق اول ركن عبد الرحيم بن صالح البنيان، ومساعد وزير الخارجي الايراني للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح.

وقد يكون خروج العراق من الفصل السابع من ميثاق منظمة الامم المتحدة، وفقا لقرار مجلس الامن الدولي المرقم 2390 والصادر فيالثاني عشر من شهر كانون الاول-ديسمبر الجاري. المتحدة، انعكاسا لدبلوماسية عراقية فاعلة، وتعبير عن واقع متغير نحو الافضل في العراق.

رحيل ساسة وانشطارات سياسية

وشهد مسرح الاحداث السياسية في عراق 2017 انشطارات سياسية عديدة، وكذلك مغادرة زعماء وشخصيات سياسية مختلفة الى الرفيق الاعلى.

وكان الانشطار السياسي الابرز، هو خروج السيد عمار الحكيم من المجلس الاعلى بعد ان ترأسه منذ عام 2009 خلفا لوالده الراحل السيد عبد العزيز الحكيم، واعلن عن تأسيس تيار الحكمة الوطني في الرابع والعشرين من شهر تموز-يوليو الماضي. ليتولى الشيخ همام حمودي رئاسة المجلس الاعلى، وخروج القيادي الكردي برهم صالح من الاتحاد الوطني الكردستاني، وتأسيسه كيانا سياسيا جديدا تحت عنوان التحالف من اجل الديمقراطية والعدالة، وخروج رئيس مجلس النواب سليم الجبوري من الحزب الاسلامي العراقي، وتصدع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الى معسكرين، الاول قادته هيرو احمد، عقيلة الرئيس الراحل جلال الطالباني، مع ولدها بافيل وشخصيات حزبية اخرى من الاتحاد الوطني، في حين تزعم المعسكر الاخر النائب الاول للامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني كوسرت رسول علي، والذي هو طريح الفراش حاليا بسبب المرض.

في مقابل ذلك، فأن من ابرز الزعامات والشخصيات السياسية التى رحلت الى العالم الاخر، هي المنسق العام لحركة التغيير الكردية(كوران) نوشيروان مصطفى(19 ايار)، ورئيس الجمهورية السابق والامين للاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني(3 تشرين الاول)، والزعيم الاسبق للحزب الشيوعي العراقي عزيز محمد(31 ايار)، وعضو مجلس النواب ووزير التخطيط الاسبق مهدي الحافظ(2 تشرين الاول).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب