عندما تعود بلاد الرافدين الى وضعها الطبيعي تجد خيراتها من كل المجالات تتصدر المنتجات في الاسواق العالمية وكذلك تجد ان القطاع الزراعي قد حقق الاكتفاء الذاتي للمنتجات الغذائية…
ان هذه الارض المباركة قد انعم الله عليها بالخيرات الكثيرة وقد كانت بالأمس القريب هي مصدر الغذاء لأغلب الدول المحيطة بالعراق عندما كان بالأمس يصدر انواع الحبوب وقسم من الفواكه والخضروات اضافة الى بعض الصناعات الغذائية الاخرى الى دول المنطقة عموما وكانت الزراعة العراقية تنعم بخيرها الوافر وتجد دوما الخزين الاستراتيجي الغذائي في العراق موجود وبكميات كبيرة جدا وكان ابناء الشعب العراقي لا يعرفون استيراد لتلك المواد الغذائية سواء من الحبوب وغيرها من اغلب السلع الضرورية التي تخص قوت الانسان….
اليوم وفي ظل دعم وتشجيع القطاع الزراعي سواء من قبل القطاع الخاص او القطاع الحكومي نجد ان العافية قد عادت وبصورة تدريجية الى هذا القطاع الحيوي المهم حيث اننا اصبحنا نشاهد الاراضي الخضراء وبكثرة في المحافظات العراقية بعد ان كانت اغلبها صحراء متروكة لسنوات طويله….لقد عادت الزراعة اليوم وبطرق تكنولوجية حديثة وبخبرات وتجارب جديدة من خلال عملية نقل المعلومات والاستفادة من الخبرات الاجنبية في تطوير هذا المجال الحيوي المهم…
نعم ان فلاحنا اليوم يسخر كل الامكانات المادية والطرق الحديثة للزراعة من اجل زيادة الانتاج وتحسين نوعية المحصول والوصول الى عالم الجودة العالمية…
انما نلاحظه اليوم من وسائل وطرق حديثه باستخدام المكائن والمعدات التي تتطلبها الزراعة الحديثة مثل المرشات الزراعية ومكائن توزيع الأسمدة الكيمياوية ومكائن حراثه الارض الحديثة اضافه الى الحاصدات الزراعية التي اصبحت من الوسائل المطلوبة للمحافظة على المحصول واصبح التنوع مطلوب جدا بالزراعة من خلال وضع جداول خاصة للفلاحين يحدد فيها اوقات زراعة الكميات والنوعيات من المحاصيل الزراعية كافه…
لقد حقق العراق في هذا العام انتاج وفير وصل الى ستة ملايين طن تقريبا من الحنطة بفضل الزراعة الحديثة وقد حقق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الغذائية المهمة بعد ان كان يعتمد على توفيرها بالاستيراد من خارج العراق من دول مثل استراليا وكندا والولايات المتحدة وروسيا اما اليوم واذا استمرت هذه الحالة لسنوات قادمة فان العراق سوف يصبح من بين البلدان المصدرة للحبوب وخاصة الحنطة مثل ما كان في السابق وسوف تعود الحنطة العراقية بكافه انواعها وروائحها العطرة اثناء تحضير مادة الخبز فبلاد الرافدين ولادة في كل شيء ولا يمكن ان يجوع اهلها ولديهم دجلة والفرات وهم يمران فوق اراضيه من شماله الى جنوبه..
نعم ان الشعب العراقي اليوم استطاع ان يوفر غذائه بمجهوده الخاص وسوف نرى في المستقبل القريب ان اغلب الانواع من المواد الغذائية سواء الفاكهة او الخضروات سوف تكون متوفرة في اسواقنا المحلية ويكون انتاجها كله من القطاع الزراعي العراقي وهذا ما نأمله ونشجع عليه… ونتمنى ان تستمر الحكومة على دعم هذا القطاع الحيوي المهم لان البلاد التي لا تستطيع ان تؤمن غذائها لا يمكن في يوم من الايام ان تكون دولة ذات سيادة كاملة….