17 نوفمبر، 2024 10:24 م
Search
Close this search box.

محسن علي فليح‏/78

محسن علي فليح‏/78

{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}‏
إستشهد محسن علي فليح، يوم 22 أيار 1981؛ مستشهدا في سبيل تعبيد طريق الحرية، للآتين، بدمائه الزكية، فـ “الجود بالنفس أسمى غاية الجود”.
 رحل ضحية كلمة حق قالها نظما شعريا خلابا وإستشهد في سبيلها.. كلمة عادلت ثورة في حسابات أمن الطاغية المقبور صدام حسين؛ لذا قتلوه ورموه في نهر “الغراف” بعد ان نقلها اليهم الوشاة.. ساء ذكرهم ومقاهمهم أنى وجدوا.
 
الغراف
وفاء النهر تجلى، من عدم إخفائه آثارالتعذيب البشع، الذي تعرض له الشهيد فليح، في هاليز معتقل أمن “الشطرة” ظلمات ركبت فوق بعضها، مثل سدف مضاعفة، فضحها “الغراف” وفيا.
عثر عليه بلام طروب، تهادى مع جاري الماء، مغنيا: “يا خوخ يازردالي.. بدذات مالك تالي” فوجيء بالجثة النورانية طافية، وملائكة السماء حافين بها، يزفون محسن الى حوريات الجنة.
 
الشطرة
مدينة الجمال.. رهافة وعي رقيق عذب، في “الشطرة” ورهافة أنوثة رقيقة السحر.. طاهرة الذيل.. فيها؛ لذا فارقت روحه الجسد المنهك جراء التعذيب على يد كلاب الامن البعثي في الدائرة، وانتشلت جثته من حنو الامواج الرخية، في مدينة “الغراف” ودفن موؤدا بدعة وهدوء، في وادي السلام، جوار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مترحما عليه كل من يعرفه، لكن جثث قاتليه أستقرت في بطون الكلاب تلاحقها لعنة كل من يعرفهم.
 
خوذة
قبل ان يعتقل للمرة الاخيرة، كان يردد بأستمرار وفي كل مكان: “خذ كأسا واقبع في زاوية من هذا الوطن.. واشرب.. أشرب نخب التعذيب.. نخب الحزبي ونخب الثورة.. فهذي الثورة من طور لا يعرف”.
منددا بقوات تأكل شعبها، بدلا من أن تحميه: “أنا الذيب وآكلهم… لا أم لنا فتحمينا؛ ما دام جيشنا يذلنا لأجل تدعيم جبروت الطاغية” مؤكدا: “للجيش قنابل ودبابات.. له خوذ من حديد.. جيش أرعن ياهذا.. تسبقه اللحظة لا يسبقها”.
طالما الجيش يضرب شعبه؛ فهو متخلف عن قدر العراقيين الذين رسموا ملامح المستقبل الزاهي، وهم في راهن عصي جعله الطاغية كابوسا عسيرا.. هذا ما أشره محسن بقصائد فائقة الجمال فنيا، إستقاها من ترافة خيال بيئته القاسية.
طبت مقاما محسن وطاب ثراك.

أحدث المقالات