فـي العام الثالث عشر من البعثة النبوية الشريفة وفي شهر محرم كان الأيذان بهجرة المسلمين من مكة المكرمة الى يثرب ، والمــوافق للعام 622م ، والذي اعتبر فيما بعد بداية لتقويم عُرِف بالتقويم الهجري ، وكانت الغاية من هذه الهجرة هو لنشر الاسلام وتعالميه في مجتمع من الممكن ان يتقبل انشاء دولة الحكم الرشيد (الدولة العادلة) ، والتي تعتمد تشريعاتها وتطبيقاتها على منهجية واحكام السماء فكان مـحرم عنواناً للبدء بالسعي لإقامة الحكم الرشد ، والذي جسده الرسول الاعظم (ص) من خلالالمؤاخاة بين المهاجرين والانصار ، والشورى في الامر ونشر العدالة والمساواة بين المجتمع في المدينة المنورة فضلاً عن مساعدة الضعفاء ، والمعاملات الانسانية حتى في وقت الحرب ، ومحاربة الكفار والفاسدين حيث استمرت هذه المنهجية كما يرى العديد من الباحثين لغاية وفاة الرسول (ص) ثم تجددت ظهور هذه المنهجية في ايام حكم الامام علي ابن ابي طالب (ع) ، وعندما اتخذ من مدينة الكوفة عاصمة للدولة الاسلامية حيث سعى لتطبيق منهجية الحكم الرشيد التي جاءت رسالة الاسلام على لسان خاتم الانبياء الرسول الاعظم محمد (ص) ، ويتجلى هذا النهج في وصية أمير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) لمالك الاشتر عندما ولاه مصر حيث اوصاهبـ (استصلاح اهلها و جباية خراجها و عمارة ارضها و جهاد عدوها) حيث بّين الامام (ع) من خلال وصيته بضرورة وضع برنامج لادارة الحكم قائم على البناء المعرفي للفرد والمجتمع وايجاد بيئة معرفية فضلاً عن الجانب الاقتصادي والجوانب الاجتماعية والخدمية ولاسيما الجانب العسكرية أو الامني . ولكن الفاسدون استمروا في محاربة منهجية السماء وعملوا من اجل تشويهها وتحريفها وسرقة ما تحقق من بناء على المستوى الديني والاجتماعي والسياسي واتبعوا سياسة الترهيب والترغيب في الزيف والتحريف ؛ ولكن محرم مستمر في دعوته لمناهج السماء ففي سنة 61هـ جاء محرم ليؤكد استمرار دعوة الرسول الاعظم (ص) في السعي لإقامة الدولة العادلة
(الحكم الرشيد) ، ولتصحيح كل ما افسده المفسدين وخير استدلال على دعوة الامام الحسين (ع) قول الرسول الاعظم (ص) (حسين مني وانا من حسين) ليبزغ محرم الحسين (ع) الذي لا ينتهي بدعوته للاصلاح الحقيقي والسعي لايجاد الحكم الرشيد ومحاربة الفساد والمفسدين . ولكــــــــــن الســــــــــــؤال هــنـا هل نحن مستمرون في السعي ببقاء محرم عنوان للصلاح والاصلاح ، وهل نعمل من اجل السعي لايجاد دولة عادلة وحكم رشيد ومجتمع رشيد ، وهل نحن جاهدون من اجل توظيف ذكرى ثورة ابي الاحرار (ع) للاصلاح والمراجعة ومعالجة الظواهر السلبية في مجتمع تسيل منه الدماء قبل الدموع لذكرة ثورة الامام الحسين (ع) ،
ومـــا هــــي التدابير التي يجب ان نتخذها من اجل معالجة الظواهر السلبية في مجتمعنا مثل ظاهرة التجارة في دماء وأمن الناس وظاهرة الرشوة والفقر والعوز والحرمان وانعدام التكافل الاجتماعي . وكـيـف نوظف الذكرى لأستلهام العبر وتطبيق الماكنة الاعلامية التي اعتمدتها وزيرة الاعلام للثورة الحسينية السيدة الحوراء زينب (ع) في بيان مظلومية الاسلام واهل بيت النبوة من خلال المنبر الحسيني وتطبيق هذه المنهجية في وسائل الاتصالات المختلفة ولاسيما وسائل التواصل الاجتماعية لنشر وتوضيح كل ما هو مفيد للمجتمع عموماً وللاسلام خصوصا من مواضيع تزيد من العفة والفضلية والنزاهة والسعي لايجاد مجتمع رشيد ، كل هذه تساؤلات وطروحات تحتاج منا التفكر والتأمل لاعداد الخطط والسعي لتطبيق من اجل ان يستمر محرم في دعوة للسعي لإقامة الحكم الرشيد.