22 نوفمبر، 2024 9:23 م
Search
Close this search box.

محرم بين الشعائر والمضامين

محرم بين الشعائر والمضامين

جاءت الأديان ومعها شعائرها ومضامينها وجاء الإسلام ليختمها ومعه أركانه وشعائره ومضامينه الفكرية وجاءت الأحزاب ومعها شعائرها ومضامينها الفكرية وجاءت البحوث ومعها شعائرها ومضامينها الفكرية
عندما كنا نناقش البحوث نعطي للجوانب الشكلية ( الشعائر) دقائق كالالتزام بالإشارة إلى المصادر وفقرات المقدمة إما الأساس الذي هو المضمون فكنا نعطيه الجزء الاكبر من الوقت , وهكذا الأحزاب فهناك ترديد الشعار ودفع الاشتراكات وهناك المضمون الذي هو الفكر وما يقدمه الحزب للمجتمع والإنسانية , إما الأديان فقد تلقفها الفقهاء ليتمسكوا بالشعائر ويعطوها الارجحية على الفكر فهم يركزون هم والمتندينين وليس الدينين على الصلاة ويتحدثون دائماً عن إن الصلاة عماد الدين ولايركزوا على قوله تعالى (( من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله ألا بعداً )) وفي أية أخرى (( فلا صلاة له ))
نرى إن الشعائر ليست إلا شكلاً في الأديان والأحزاب وهي وسائل وليست غايات فلم يخلقنا الله لكي نصلي ونحج ونزور ألائمة بل خلقنا لنبني المجتمعات ونحقق مبادئ العدل والمساواة ونبني الحضارات في ارض الله ونقسم أرزاق الله بالتساوي على عباده حسب سعيهم ولذلك نرى إن العبادة التي وصفتها الآية الكريمة (( وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون )) ليوضح العبادة بعدها (( مجلس علم ساعة خير من عبادة ستين عام )) هذا فضلاً عن إن تلك العبادات محددة رقمياً فالصلوات خمس والزكاة 140 والصوم أيام معدودات إما العلم فكان من المهد إلى اللحد (( وقل ربي زدني علماً )) (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً ))
هذا فضلاً عن وجود ضروف معينة لتأجيل الصيام مثلاً في حالات المرض والسفر وتأجيل الصلاة في حالات والتيمم بديلاً للوضوء المعروف بل حتى القبلة المقدسة وطريقة الصلاة تتغير في حالات الحرب (( صلاة الخوف )) أو في حالات المرض
إما المضامين فهي ثابتة فلا يمكن إن تقهر التيمم تحت أي حالة ا وان تقتل دون حق في أي حالة ولا تبات شبعان وجارك جائع في كل الأحوال ولا تسعى إلى الفتنة في أي حالة
وهكذا الأحزاب فليس المهم إن تدفع الاشتراك الشهري ومشروع القرش ذلك القرش الذي دفعناه لأكثر من أربعين عاماً ولم تعرف لماذا سمي القرش حتى جاء الاحتلال الذي أحد أفضاله انه فتح الحدود المغلقة بيننا وبين سوريا لنعرف إن مشروع القرش هو سوري القيمة بل المهم هو إن تسعى لتحقيق أهداف الشعب وتعيش بين إفراده وتعلمهم وتتعلم منهم
ندخل بيت القصيد والذي هو شعائر زيارة الائمة الأطهار وخصوصاً في المناسبات نناقشها على نفس المنطق أعلاه وبغض النظر عن خلفياتها الدينية ونقول اهي غاية أم وسيلة؟؟ ونسأل سؤالاً افتراضيا وهو .. هل إن سيدنا الحسين عليه السلام اختار الشهادة (( اختياراً مع سبق الإصرار )) وبتلك الطريقة البطولية لكي نزور جثمانه المقدس أم لكي يرسخ درسا بل دروسا في الإيمان أولا وفي أهمية التضحية لتحقيق المبدأ وترك لنا ما يكفينا في طلب الإصلاح (( لم اخرج أشراً ولابطرا بل خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي)) (( وهيهات من الذلة )) وغيرها الكثير .
لو بعث سيدنا الحسين عليه السلام حياً اليوم وبمناسبة  ورأى بأم عينه حال الشعب العراقي الذي وقع عليه الظلم من دول وحكومات وأحزاب ومرجعيات دينية وسياسية ولحقت به الفتنة والجوع والمرض والبطالة (( والذلة )) ورأى إن تلك الزيارة يتصيد فيها الإرهاب وان أموال الفقراء تصرف بالمليارات على زيارته ويدخل البلد كله بالإنذار وتتوقف عجلة الإنتاج والبناء لفترة شهر تقريبا في العراق لتنفيذ زيارته فما الذي كان سيصدر منه عليه السلام
انه بالتأكيد سيحزن علينا وعلى مأسينا التي فاقت مأسيه واعتقد انه ( عليه السلام ) يقول لنا الأتي : خرجت للإصلاح فأرجوان تخرجو  للإصلاح : قلت هيهات منا الذلة فأخرجوا النفوذ الايراني والتركي من بلدكم ولا تسكتوا على ظلم أو باطل ولا تهنو وانتم الأعلون
إذا كانت زيارتي تكلف كل هذه الدماء والأموال فاجلوها إلى إن تصلحوا حالكم واستبدلوها في الوقت الحاضر بأن تتمسكوا بالمباديء والقيم التي استشهدت في سبيلها
عندما تتصالحون يا أبناء أمتي ستكون زيارتي سهلة وسأكون بأنتظاركم في حينه
إذا أيها الإخوة علينا إن نصلح حالتنا ونتصالح فعندما نتصالح ستولي كل مفرزات الاحتلال إلى حيث ألقت رحلها وسنصبح يداً واحدة وعلينا إن نعي إن رموزنا العظيمة لم تصبح هكذا لأنها زارت او صامت بل لأنها  تمسكت بالمبادئ والأهداف العظيمة وقبلت التضحية في سبيلها

أحدث المقالات