انه حلال ومباح وكل جرم فيه ثواب مادام ينفذ بنفس طائفي، مادام الهدف تمزيق المسلمين وتصعيد لغة العنف بينهم، ينبغي للحكومة أن تفكر مليا أن البحث عن من يرمي في البندقية أو يفخخ السيارة أو ينصب العبوة الناسفة أو من يمول تلك العمليات ليس كافيا على الاطلاق، أن اجتثاث الفكر المتطرف الذي يكفر آلاخر ويدعو إلى قتله أمر أهم من كل المفخخيين.
تنوعت منابع الفكر الطائفي أو فكر العنف ولم تعد المساجد الطائفية وحدها من تفرض هذه اللغة بل أن المضايف والمقاهي ومجالس البيوت وحتى أحاديث الاطفال باتت الطائفية تشكل غذاءا غنيا لذوي الاعاقات الفكرية الذين لايستطيعون العيش من دون أن تسود الاجواء الطائفية في البلاد.
في شهر محرم الحرام يراد من حكماء القومين (الشيعة والسنة) أن يثقفوا المجتمع على نبذ الطائفية والعقل المنتج لها بغض النظر عن اسمه وانتماءه، نحن في خطر كبير، نتجه نحو بوصلة الافتراق والتفريق والعنف المستدام، والمواطنة ضاع لونها في بحر التطرف، فالحقيقة التي لاهروب منها أن الخوف من الاخر هو الفكر السائد، الشيعة يتخوفون من السنة والسنة يتخوفون من الشيعة بينما يمكن حل ذلك في أن نطبق المواطنة قولا وفعلا وكف الحديث عن المكونات.
اخفق الوقفان الشيعي والسني في انتاج مجتمع عراقي مسالم ومحاور وانشغلا فقط في بناء مساجد تشابه القصور بينما المرحلة لاتطلب ذلك وأنما تتطلب إعادة النظر بمنابع العنف في بطون الكتب ويتحملان جزء من انتشار الفكر الطائفي المكفر للاخر والداعي لقتله باي طريقة وفي اي وسيلة، لقد بات واضحا أن مدارس التفكير أقوى من مدارس العقل ومدارس التفريق اقوى من مدارس التقارب والحوار بين المذاهب، نعاني من تفاقم الحديث الطائفي واتساع رقعته وانتشاره بين الناس وساهم في ذلك ولادة فضائيات طائفية فهناك اكثر من 150 فضائية تتحدث عن الشيعة وتدافع عن السنة وهناك اكثر من 29 قناة تتحدث عن السنة وتدافع عن الشيعة بينما نفتقد لقناة واحدة تتحدث بلغة اسلامية عامة غايتها التقريب وتقليص الفجوات فضلا عن مئات الموقاع الالكترونية وصفحات الفيسبوك التي تنشر الطائفية جهارا ليصبح الانتماء الطائفي الفيصل الاول مع الاخر.
اذا اردنا أن يكون محرم الحرام في هذه السنة وأن لاتنفذ داعش والمجاميع الارهابية الاخرى عملياتها الاجرامية لتستبيح دماء الابرياء والفقراء والمساكين يتطلب من رجال الدين العقلاء والمؤثرين في المجتمع أن يتحركوا باتجاه تقليص الفجوة المذهبية والعمل على التقريب الفكري بين المذاهب وانهاء جريمة تكفير آلاخر المختلف مذهبيا أو فكريا ليس لدينا وقت ليقتل بعضنا الاخر…ليكن هذا الشهر محرم الحرام فعلا أو محرم المصالحة بدلا من محرم القتل وسفك دماء الابرياء تنفيذا لنظريات طائفية بالية!.