23 ديسمبر، 2024 5:55 م

محرم الحرام … دروس وعِبر

محرم الحرام … دروس وعِبر

في كلّ عام ٍ يشهد العالم ُ الإسلاميّ إطلالة شهر محرّم الحرام , معلنا ً بداية سنة  هجريّة جديدة , مطلعهُا قداسة ٌ تشير ُ إلى اليوم الذي بدأ به تأريخ ُ مختلف ٌ في حياة البشريّة , ارتبط بالقمر , وتحوّلاته , وولادته , فهو يهلّ على العالم ليعلن بزوغ شهر شهد تحوّلات ٍأولّها ثبات الرسالة الإسلاميّة بعد استقرار الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلّم في يثرب , التي تحوّل اسمها لحظة دخوله فيها إلى “المدينة المنوّرة” , وثانيها , أن هذا الشهر شهد ثورة الحسين عليه السلام في العاشر منه , ليصحح الانحراف الذي حدث في مسيرة الإسلام , حيث قال الحسين عليه السلام وهو متوجه إلى كربلاء ” إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرجت لطلب الاصلاح في امة جديً  ” …إذن لم يكن خروج الحسين غرورا وتكبرا او من اجل مصلحة شخصية او حزبية ولم يكن عليه السلام ممن ارادوا ان يعيثوا في الارض فسادا رغبة في سلطة او جاه فهو ابن محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا يحتاج الحسين لجاه اكثر من ذلك , وهو سيد شباب اهل الجنة ولا سلطة اعلى من هذه وهو امام ان قام او قعد ولا مُلك اكثر من هذا التمليك الذي اعطاه الله تعالى له على لسان نبيه الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى (الحسن والحسين امامان ان قاما او قعدا) (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة).
وهذه المكانة التي كتبت له الخلود , ولواقعة الطف في كربلاء البقاء حيّة في أذهان الناس وضمير التاريخ , لا تحتاج جهدا كبيرا , في معرفة معطياتها الدينية والإنسانية , ولا تحتاج إلى إقناع ٍ فيها , فهو ليس طامعا أو طامحا بسوى رضا الله وتصحيح مسار الرسالة الإسلامية , لذلك أعطت ثورته دروسا وعبرا كبيرة وما إحياؤها كلّ عام بالمواكب الحسينية والزوار إلا جزءا من الوفاء والولاء , لمنهج الحسين عليه السلام , وجده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم , وآل بيته عليهم السلام .
السلام على الحسين , وعلى علي بن الحسين , وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين , سلام الإيمان وطلب الشفاعة , وأن يرحمنا الله تعالى بجاه هذه المناسبة العظيمة , وأن يحمي العراق وأبناءه وكل المؤمنين وأن نبقى دائما سائرين تحت راية أبي عبد الله , لنقول “هيهات منا الذلّة ” و”لبيك يا حسين ” .