20 مايو، 2024 3:58 ص
Search
Close this search box.

محرقة الطائفية نظرية الحكام

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحُدثنا التأريخ عن تحرير العراق، وأن حضارته الأسلامية بدأت من هنا، ولم يذكُر أن الأنسانية والأحساب العربية لم تكُن موجودة فيه، فقد كان في العراق العديد من القبائل العربية المعروفة، ومنها القبائل التي قاتلت الفرس؛ في معركة (ذي قار) بقيادة(هاني بن مسعود الشيباني، وأياس بن قتيبة الطائي).
كانت أرض العراق تسمى بـ(أرض السواد)، وسميت بهذا الأسم عند بداية دخول الجيوش الأسلامية اليه، في العهد الساساني، فعندما خرج الجيش المُحرر من أرض الجزيرة القاحلة، بأتجاه العراق، ظهرت الخضرةُ والزرع والأشجار، على أبواب وادي الرافدين، ولكون الخضرة توهم الناظر من بعيد، باللون الأسود،لذلك أطلق عليه المسلمون هذا الأسم.
فمتى أصبح العراق سنياً؟ اذا كانت جذوره عربية قبل الأسلام، وهل أصبح شيعياً؟ عندما نقل الآمام(علي بن ابي طالب)(ع) مركز الخلافة من الحجاز الى الكوفة،أم أن عدالة أمير المؤمنين كانت مقتصرة على أتباعه وأنصاره، ولم يكن في العراق والحجاز من يقفون بالضد منه؟ فكيف تحقق العدل في دولة علي(ع) مع وجود الظلم؟ حتما كانت العدالة العلوية متساوية على الجميعمع عدم وجود الظلم، فمن الذي قام بعد ذلك بأفراز الطوائف وأوجد التنافر بينها؟ ولو تتبعنا التأريخ لوجدنا أن الحكام الظالمين، من فعل ذلك وأوجدوا الفتنة بين المسلمين، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، ابتداً من دولة بنو أمية، وبنو العباس، وليومنا هذا، وقول يزيد بن معاوية(سعت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل)، أعتراف صريح بالكفر وتكذيب القرأن، من أجل المُلك، والحكام ينظرون الى كل من يقف بالضد منهم بأنه ينازعهم على ذلك،والثارات الدينيّة، غالباً ما تُستغل من قبل السلاطين، للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها، فالحكام هم المسؤولون عن أخماد او تأجيج الطائفية، بتقريب طائفة على حساب أخرى.
أن تعددت الوسائل بأختلاف الوقت فالهدف واحد(كرسي الحكم)، فالعراق يشهد تفاقم طائفي كبير مع كل أزمة، التي تجعل من الصعب الوقوف على الحيادية، لمن لا يريد أن يكون جزء من الصراع، وأخرها عمليات الأنبار، التي آشعلت العداء الطائفي والسياسي، بل أنها بدأت تُفرز تركيبة غريبة من الأحقاد التي لم يسبق لها نظير في تأريخ العراق.
أخر الكلام: بالرغم سواد المشهد ، إلا أن ما يشهده العراق اليوم ليس إلا ظرفا سيمضي، حاملاً معه دموعه و مآسيه، تماما مثلما مضت حقبات أخرى، وأخذت معها الغُزَاة والمستبدّين، فقد ذهب المغول، وبقيالعراق العريق بحضارته و تاريخه،وأنجب بعد ذلك العلماء و المفكرين والمثقفين،المحفورة ذكراهمبالتأريخ، وذهب البعث والنظام وأخذ معه جميع طواغيته وأذنابه بسقوط الصنم، وبقي العراق، وأن(غداً لناظره قريب)، لم يبقى على الأنتخابات ألا أيام معدودات وسينفذ الشعب عقوبته بحق ظالميه، وسيذهب نــــ…! ويبقى العراق.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب