5 نوفمبر، 2024 2:02 م
Search
Close this search box.

“محبة أهل البيت” بين رؤية المعصومين … وانتهازية المستأكلين

“محبة أهل البيت” بين رؤية المعصومين … وانتهازية المستأكلين

من اخطر التحديات التي واجهها الإسلام عموما ومذهب أهل البيت خصوصا هو ظاهرة التسطيح في طرح المفاهيم والمواقف والتي تركز على القشور بعيدا عن الجوهر ، والأخطر من ذلك هو التفسير الخاطئ لها.
إن عملية تسطيح المفاهيم الإسلامية والالتفاف عليها وتحريفها ليست وليدة الصدفة وإنما هي عملية مقصودة ومُدَبَّرة أسس لها الانتهازيون من رجال الدين والحكام الذين توافقت وتلاقت مصالحهم فصاروا قطبا واحدا قائما على أساس توظيف الدين وفقا لما درَّت معايشهم ، وهنا نسلط الضوء على اخطر مظاهر التسطيح والتفسير الخاطئ ، تتعلق بقضية “محبة أهل البيت” التي فُسِّرت تفسيرا خاطئا يتنافى مع ثوابت الإسلام وما صرح به الأئمة الأطهار حتى صارت ،تجارة و شماعة لتمرير المكر والخداع ، والاحتلال، وتسلط الفاسدون والظالمون ، وسُرِقت الأموال والحقوق وخُدِع الناس ، واتُخِذَت الطائفية منهجا وسلوكا ، وغيرها من ممارسات يرفضها أهل البيت بأي حال من الأحوال ، ونحن إذا راجعنا تراث الأئمة “عليهم السلام” نجد بكل وضوح أنهم صرحوا في موارد عديدة أن مجرد “محبتهم” أو “مودتهم” أو “ولايتهم” ، لا تكفي ولا تنجي من النار ما لم تكن مقرونة بالطاعة والعمل وفي هذه العجالة نأخذ شاهدا على ذلك ، فعن الإمام الصادق “عليه السلام ” قال : ((افترق‏ الناس‏ فينا على ثلاث فرق: فرقة أحبونا انتظارَ قائمنا ليصيبوا من دنيانا، فقالوا وحفظوا كلامنا، وقصروا عن فعلنا، فسيحشرهم الله إلى النار. وفرقة أحبونا، وسمعوا كلامنا، ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا، فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منا ونحن منهم)) ومن هذا الحديث نستنتج إن الإمام “عليه السلام” قسم الناس إلى ثلاث فرق كلها تحب أهل البيت “عليهم السلام” ، اثنان منها في النار، وواحدة في الجنة وهي التي تمثل التشيع الحقيقي ،.
هذا ما كشف عنه المرجع الصرخي في المحاضرة السادسة والعشرين ضمن سلسة محاضرات “تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الإسلامي” والتي ألقاها مساء يوم الجمعة الموافق 24 / 10 / 2014 مستدلا بالحديث المذكور أعلاه ، حيث قال سماحته مشيرا إلى الفرقة الأولى بقوله : ((أمثال أئمة الضلالة، أمثال مَن أشرنا إليه ، الذي يخدع الناس وينافق على الناس، أمثال أصحاب الدعاوى الباطلة : بابن الإمام، والمهدي، وأول المهديين، والقحطاني، وشعيب، وغيرها من دعاوى ضالة ، هذه الفرقة “فرقة أحبونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا” ، ليس هذا هو الحب الحقيقي وإنما من أجل الدنيا، من أجل المال، من اجل المنصب، من أجل العمالة، من أجل الفساد)) ،وعلّق سماحته على الفرقة الثانية بقوله : ((لم يقصروا عن فعلنا، تمثلوا بفعلنا، عقدوا المجالس للحسين، التكايا، وزعوا الطعام والشراب، أحيوا ذكر الإمام “سلام الله عليه” ، كما فعل أئمة الهدى، كما فعل الإمام الصادق “عليه السلام” ، ارتقوا المنابر وحكوا مع الناس بمظلومية أهل البيت “سلام الله عليهم”، لكن ماذا في هؤلاء ، أين البأس؟، أين الضرر ؟أين الخلل؟، قال الإمام : ” ليستأكلوا الناس بنا” ، هؤلاء ليس لله فعلوا هذا الشيء ، وإنما ليستأكلوا الناس، رياء، لا يطبقوا على أنفسهم ما يقولون، من أجل استئكال الناس، من اجل الارتزاق، هؤلاء الذين نسميهم بالمرتزقة و المستأكلين، هؤلاء هم الذين سمعوا الكلام ، وأحبوا أهل البيت ، وسمعوا كلامهم ، ولم يقصوا عن فعلهم ، لكن كل هذا لاستئكال أموال الناس ، ولسرقة أموال الناس ولخداع الناس، والله سبحانه وتعالى ينصر دينه على يد العالم الفاسق)) ، وواصل سماحته تحليل الحديث بقوله : ((أما الفرقة الثالثة ، وهي : “فرقة أحبونا وحفظوا قولنا”، إذن المحبة والحفظ وبعد هذا تأتي الخطوة الثالثة “وأطاعوا أمرنا” ، ليس فقط تحب ، وتحفظ الكلام ، وإنما عليك أن تطبق، عليك أن تطيع وتنتهي مما يصدر من أئمة الهدى “صلوات الله عليهم”، “وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فأولئك منا ونحن منهم”))

أحدث المقالات

أحدث المقالات