9 أبريل، 2024 8:02 ص
Search
Close this search box.

محاولة للنبش في الذاكرة المعطوبة!

Facebook
Twitter
LinkedIn

عاش العراق مابين عامي  2006و 2007, مرحلة صعبة جداً وهي الطائفية, لا يكاد بيت عراقي يخلوا من فقدان أعز أنسان منه, حيث نشطت القاعدة و المليشيات(فرق الموت) كما كان يطلق عليها, مع غياب تام لدور الحكومة في ردعهم.
هذه السنوات العجاف أخذت منا ما أخذت, ففيها فقدنا الأب وفيها فقدنا  الأخ, ومنهم من فقد المال الذي دفعه, ديةً ليخرج أباه أو أخاه أو ولده.
الشعب العراقي لم يرى الراحة, ففي النظام المقبور أدخله في حروب وصراعات, ليس لها حلول ففي حرب النظام مع الجارة أيران فقد الشعب كرامته, ولا يوجد مفر منها سوى أنك تواجه الحرب, أو الهروب وفي الحالتين تأتي جثة الى أهلك.
خرج الشعب العراقي من حرب أيران, وقد أعطى ما أعطى من تضحيات الأ وبالنظام الدكتاتوري, يدخله في حرب مع الجارة الأخرى الكويت, وأيضاً حرب لا معنى لها سوى أستنزاف وضحايا من الجانبين بسبب تعنت ورعونة النظام.
أنتفض الشعب ضد النظام المقبور, للتخلص من استبداده و سطوته, وكان الرد من الطاغية هي المقابر الجماعية لأبناء بلده, أذا كان هو من البلد أصلاً.
جاء الأحتلال الأمريكي على العراق عام 2003, وراح ضحيتها الشعب ولا كاد ينفك من نار الأحتلال, دخلنا في دوامة الحرب الطائفية لا نعلم من المستفيد منها, وأيضاً دفع ثمنها الشعب المسكين.
حرب الطاغية كما يتكلم عنها البعض, أرحم من العنف الطائفي بشء واحد, وهي أن جثة أبنك أو والدك أو اي شخص من عائلتك, تأتيك الى المنزل حتى وأن أعدمهم المقبور, لكن الطائفية لا نعلم أين ضحاياها ومن هو الصح ومن الخطأ, فالجميع تصرخ بـــ(التكبير) والحمد لخالقهم قبل أن تقتل ضحيتها.
أنتهت الحرب الطائفية وأستبشر الشعب خيراً, لكن مكتوب على هذا الشعب أن لا ينعم بالأمن والأستقرار, فدخل في دوامة المفخخات والأغتيالات, لا على شيء سوى أنه عراقي, يحمل الجنسية العراقية, فبدأت التفجيرات في جميع المناطق لا تستثني أحد حيث وجدنا العدالة فيها, وما زالت مستمرة.
نسينا الحرب والأعتداء على الجوار, وعسكرة المجتمع ونتفاجئ بدخول في حرب داخلية, مع محافظاتنا من أجل البقاء في السلطة, وتعنت ورعونة جديدة لشخص أقتبس مساوء المقبور, بقتل أبناء شعبه لا يفرق عنه شيء, سوى ذاك المقبور يلبس (زيتوني) والطاغية الجديد (بدلة مع حبل في رقبته) وأيضاً من يدفع الثمن الشعب المغلوب على أمره.
إذا الشعبُ يوماً أراد الحياة, هكذا قال أبو القاسم الشابي, الحياة للتخلص من العبودية والثورة ضد الظلم والطغيان.
يجب أن ينتفض الشعب لا بالسلاح, ولا بالعنف, عليه أن ينتفض ويقول كلمته في صناديق الأقتراع, ويطرد من يريد أن يأسس صرحً له ولعائلته, فالماضي القريب خير دليل للشعب, لا نريد أن نصنع طاغية بأيدينا ونحرم أولادنا من الحرية كما حرمنا أبائنا بسكوتهم عن المقبور.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب