10 أبريل، 2024 10:20 م
Search
Close this search box.

محاولة الإنقلاب في تركيا وأثرها على العرب 

Facebook
Twitter
LinkedIn

فعلا لا يوجد في السياسية ثوابت ولا صداقات ولا أخلاقيات وكأنما كل الذين يدرسون السياسة الوضعية قد رضعوا من ثدي الشيطان , ولكي نعرف من وراء الانقلاب في تركيا علينا أن نعرف مقدار الدور الذي تعارض فيه تركيا الندين المتخاصمين إيران وأميركا بالإضافة إلى روسا, فتركيا تدعم المعارضة السورية للإطاحة ببشار الأسد وهذا ما لا تريده أميركا أو روسيا أو إيران  فأما روسيا فتعتبر حكومة بشار موطئ القدم الأخير المتبقي لها في الشرق الأوسط أما إيران فتعتبر بشار حليفها الاستراتيجي المتواجد على الحدود اللبنانية وشواطئ المتوسط والامتداد الرئيسي لما يعرف بالهلال الشيعي , أما أميركا فلا تريد إسقاط بشار وإنما تريد تقطيع سوريا إلى أجزاء ,قسم للمعارضة وقسم للأكراد وقسم لبشار الأسد  وهذا المشروع الأميركي يعتبر المدخل الرئيسي لمشروع الشرق الأوسط الكبير وسايكس بيكو جديدة تمتد لتصل إلى باقي دول الخليج وهذا نفسه ما تسعى إليه إيران من خلال أنشاء كيانات شيعية ضعيفة خاضعة لولاية الفقيه, وإن كانت إيران لا ترحب بقيام دويلات آو دولة كردية وهذا يتناغم مع الرغبة التركية في المنطقة لكن إيران تعتبر تركيا المنافس الرئيسي لها والحليف الكبير في التحالف الإسلامي الذي تعتبره إيران تحالاً ضدها , وسقوطها أو إحداث انقلاب جوهري في سياستها أهم من القضية الكردية, ولهذا نددت الدول العربية بهذا الانقلاب لأنها تعتبر تركيا حليفاً رئيسياً, وهنا يمكن أن نقول انه بات وضحاً جداً أن أمريكا تتعاون مع إيران لإحداث فوضى في المنطقة غايتها الأساسية الهيمنة الكاملة, أما إيران فلا خيارا لها غير ذلك وهي حتى وان أدركت أن القادم عليها لكنها تحاول أن تدفع ذلك بنفس الفوضى التي تخلقها أمريكا إي بإطالة أمدها في المنطقة ومحور هذا الصراع هو الطائفية ولا يمكن علاج الكارثة القادمة والمخطط الكبير الأميركي في المنطقة إلا بإنهاء الصراع في العراق  بأسرع وقت من خلال إنهاء الدور الإيراني في العراق والذي سيؤدي بالنتيجة إلى نهايته في سوريا من خلال  السعي لإقامة حكومة إنقاذ في العراق برعاية أممية ورفع الوعي الشعبي وإعطاء الدور المرجعية العربية المعتدلة وخصوصاً مرجعية الصرخي الحسني في راب صدع الطائفية في البلاد والتي تسعى إليها وتنفذها إيران وأميركا من خلال جهازي مخابراتيهما وما الأحداث الأخيرة في السعودية والكويت والبحرين إلى دليل على ذلك, بينما لا زلت الحكومات العربية  تعتمد على أميركا التي لا يعرف سياسيو العرب ما يُحاك ويُخطط ضدهم وليست تركيا بذات أهمية لأميركا فمشروع الشرق الأوسط الكبير يستحق التضحية بعشرات الدول مثل تركيا . ويبدو أن الطائفية أصبحت الوباء الذي اسقط الجمل العربي وأن لم يتم علاجه فستعتوره سكاكين القصابين وسوف لن ينفع الاعتماد على التحالفات سواء كانت تركيا موجودة أم غير موجودة.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب