نقيض النباهة الإستحمار وهو ببساطة محاولة بعض السياسين من الهيمة والتحكم في عقول المواطنين بان يفقدوهم نباهتهم ويتحكموا بهم بوعي منهم او بدونه , وظاهرة الاستحمار تنطوي على خبث في باطنها كمن يضع السم في العسل مع الطعام حتى يفتح الشهية للاكل … ففي منتصف التسعينات روجت اذاعة الشباب وجريدة بابل خبرا ان عدي صدام حسين فقد بطاقته التموينية ونشرته خبرا في المفقودات ودعت المواطنين للبحث عنها في الشوارع والازقة والممرات في بغداد لان هذا المواطن المسكين الوديع سوف لا يتمكن ان يستلم الحصة المقررة له من وزارة التجارة من طحين ورز ودهن اسوة بالمواطنين العراقيين , بقي الاعلام ينشر الخبر كمفقودات لمدة اسبوع والجوقة الاعلامية والمنتفعين يتباكون على هذا المصاب الجلل , في حين كنا نحن نرى على شاشة التلفزته عدي يتجول في منطقة الكرادة ويدخل الى مطعم البحر الابيض ليقدم الى نمره الوجبة الشهية , في حينها قلنا مع انفسنا سرا لقد استحمر عدي عقولنا ولكن لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …الحالة تكررت بعد التغير عندما صرح احد المسؤولين ان مشكلة الكهرباء ستحل مطلع عام 2013 بل سيكون العراق مصدرا لها بعد اكتفائه منها وقد مرت السنة المزعومة والان نحن تجاوزنا النصف الثاني من عام 2015 والكهرباء من سيء الى اسوء رغم الخط الناقل للطاقة لنا من ايران وبمبالغ مالية من العملة الصعبة تدمي القلب , في هذا التصريح لم نشك بان الكهرباء لا تحل مشكلتها بل شككنا في قضية التصدير وقلت الى من نصدر الكهرباء ؟ هل الى الكويت التي تمتلك محطات توليد في ابراج البحر ؟ ام الى السعودية التي في كل محافظة من محافظاتها محطة توليد ؟ او الى تركيا التي لا ترمش فيها الكهرباء لحظة واحدة ؟ او الى سوريا والاردن حيث كهرباءهما على قدر حاجتهما وحتى وان احتاجوا لذلك سياخذوه من جيرانهم غيرنا ؟ ما بقيت امامنا الا ايران ونحن نستورد منها الكهرباء , فقلت مع نفسي وتحثت مع اصدقائي ان تصدير الكهرباء ما هو الا خبر كاذب يراد منه استحمار عقولنا … قبل ايام استدعى مجلس النواب وزير الكهرباء للوقوف على سبب نقص الطاقة وملفات الفساد في مؤسسات الوزارة وقد سمعتم ما قاله الوزير بان نصف اهالي بغداد لازالوا في الصيف يستخدمون الكيزر كلام الوزير ترافق مع موجة الحر التي وصلت الى اكثر من 50 درجة مئوية بحيث الحكومة عطلت الدوائر الرسمية اربعة ايام متوالية واكثر الناس لجات الى تغليف خزانات المياه في السطوح بالسليفون الابيض لتقليل اثر الحرارة عليها , فهل كلام الوزير يقبله مجنون قبل ان يقبله عاقل ؟ اليس هذا الكلام هو الاخر استحمار لعقولنا … وفي الاخير تحية ود وتقدير واعتزاز ودعوة بالشفاء الى كاتبنا العزيز احمد الشمري الذي حاليا في الولايات المتحدة الامريكية مع عائلته لتلقي العلاج حيث هو من اطلق اصطلاح كلمة الحمير على الذين يريدون استحمارنا اليوم.