19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

محاولة أغتيال الرئيس الكاظمي تبقى الحقيقة غائبة؟

محاولة أغتيال الرئيس الكاظمي تبقى الحقيقة غائبة؟

مقدما أقول أن محاولة أغتيال رئيس الحكومة السيد ( الكاظمي) يوم الأحد الفائت 7/11/2021 سوف يطويها النسيان وتبقى حالها حال أي حدث مر وبمر في حياة العراقيين لا أقل ولا أكثر! بعد أن تأخذ حيزها في وسائل الأعلام والفضائيات وتأخذ نصيبها من تحليلاتالمراقبين والمحللين السياسيين! ، فعلى سبيل المثال نسينا ما تعرضت له قرى ديالى قبل أسبوع !! من مجازر رهيبة ومرعبة على يد تنظيم داعش الأرهابي والذي راح ضحيته العشرات من الرجال والنساء والأطفال الذين تم قتلهم بدم بارد وببشاعة وحرقت بساتينهم وقتلتمواشيهم واغنامهم، ألم ننسى ذلك الحدث المرعب ألم يطويه النسيان؟!!0 وقبل أن يطوي النسيان حادثة الأغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة لا بد من تسليط الضوء عليها، فقد أثارت الحادثة جدلا كبيرا وردود أفعال أكبرعلى كل المستويات المحلية والأقليمية والدولية، حيث أدان العالم أجمع وأستنكر حادثة الأغتيال وعدوّها عملا أرهابيا 0 من جانبها لم تكتفي الجارة أيران برفضها وشجبها للحادثة الذي أعتبرته عملا أرهابيا ، بل أرسلت السيد (قائاني) ، ممثلا عنها ليعبرعن تعاطف أيران حكومة وشعبا مع الحكومة والشعب العراقي ومع الكاظمي تحديدا ، وذلك عبر اللقاء الذي جمعه مع الكاظمي بعد الحادث يوم الأثنين 8/11/2021 مبدية أستعدادها لتقديم أية معونة وأية خدمات للحكومة العراقية 0 الغريب في الأمر أن السيد الكاظمي لم يتعامل مع الموقف بغضب أو بتهور وعصبية ولم ينجر ويرتكب أية حماقة! ، رغم معرفته للجهة التي أرادت قتله حسب ما صرح بذلك للأعلام!! ، بل تعامل مع الموقف ببرود أعصاب يحسد عليه!! وطالب الجميع بالهدوء وضبط النفس ، ووعد العراقيين والعالم بأنه سيقدم من قاموا بالمحاولة للعدالة!!0 من جانب آخر كانت الحادثة مادة دسمة للاعلام المحلي والأقليمي والعربي والدولي ، ولو أن العراق ومنذ الأحتلال الأمريكي له في 2003 أصبح من أهم المواد لدى الأعلام الدولي والصحف العالمية وأكثرها أثارة! ، فقد نقلت الفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي أخبار الحادثة بصور وصيغ وتحليلات مختلفة! ، فمن الفضائيات من ذكرت يأن الطائرات التي أستهدفت  الكاظميهي ثلاث طائرات  تم أسقاط  طائرتين منها! ، وبعض الفضائياتذكرت بأنها (طائرتين) تم أسقاط واحدة منها!؟، ولم يتم تحديد الجهة التي أسقطت الطائرات يشكل دقيق؟؟؟!، ومثلما نفت الأخبار أن يكونوا حماية الرئيس الكاظمي هم من أسقطوا الطائرات! ، أستبعدت بعض الفضائيات والأخبار الى حد النفي بتدخل منظومة الدفاع الأمريكية ( سيرام) بالأمر! ، لكون أن الطائرات كانت خارج مدى منظومة ( سيرام) الصاروخية!!؟ ، ولا أدري هل هذا يعقل أم لا؟ رغم أن الطائرات المسيرة كانت تستهدف المنطقة الخضراء عموما وبيت الرئيس الكاظمي تحديدا؟ ، وهل أن منظومة (سيرام) نصبت للدفاع عن السفارة الأمريكية فقط من أية أعتداء؟ أم هي نصبت للدفاع عن المنطقة الخضراء عموما ؟ لكون غالبية بيوت المسؤولين وكبار الدولةوالسفارات والبعثات الدبلوماسية كلها هناك؟؟، ولا أحد يعرف لحد هذه اللحظة وعلى وجه الدقة!، عدد الطائرات التي قامت بمحاولة الأغتيال؟  ومن أسقطها؟ ، وأظنها ستبقى غائبة وغير معلومة؟؟ 0 ومن الجدير أن نذكر هنا أن أختلاف الروايات وتحليلات المراقبين وتكهناتهم بخوص حادثة الأغتيال، دعت بعض الأعلاميين  الى أن يذهب بعيدا معتبرا ما حدث هو سيناريو متفق عليه لغرض وهدف معين؟؟! ، مشبهين ما حدث للكاظمي مثل  تعرض الرئيس المصري الراحل ( جمال عبد الناصر)!! عام 1954 لمحاولة أغتيال مزعومة! ، في الأسكندرية من قبل الأخوان المسلمين، فأضافة الى أعلان الأخوانعدم تينيهم للحادث أصلا، فلم تثبت التحقيقات والوقائع التاريخية رغم مرور فترة طويلة على الحادثة على قيام الأخوان المسلمين بذلك!! ،ومثلما جعلت الحادثة من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بطلا وطنيا وعروبيا وقوميا وحببته الى الجماهير المصرية أكثر! ، لا سيما أنه في بداية الثورة ( ثورة الضباط الأحرار التي قادها جمالعلى النظام الملكي في مصر حدثت في تموز 1952) ، فان الحادثةبالوقت نفسه أعطته الحجة والفرصة والمبرر للأنتقام من الأخوان المسلمين ، حيث انتقم منهم شر أنتقام وأعدم جميع قاداتهم وزعاماتهم!! 0 أقول ورغم أستبعادي من وجهة النظر الشخصية لهذا التشابه بين الحدثين! ، ألا ان الكاظمي أذا لم يكسب تعاطفا محليا شعبيا عراقيا بذلك ، فأنه كسب تعاطفا عربيا وأقليميا ودوليا يذلك!!0لنأتي الى الفقرة الأهم في المقال وهو أن السيد الكاظمي منذ توليهرئاسة الحكومة خلفا للسيد ( عادل عبد المهدي) الذي أستقال من منصبه أثر تداعيات مظاهرات (ثوار تشرين) ، ورغم أن الكاظميجيء به (كمرشح تسوية!) وبأتفاق اراء كل الأحزاب والكتل السياسية عليه ، فأن الرجل سرعان ما صار له خصوم سياسيين وأعداء ! بأعتباره محسوب على الأمريكان ولأنهم هم من فرضوه رئيسا للحكومة!! ، كل ذلك صارله وقيل عليه لكونه قام ببعض الأجراءات في محاولة لأعادة هيبة الدولة والحكومة والأصطفاف الى جانب الشعبوتحقيق مطالبه!0 ورغم ذلك التصور وما قيل عليه ، ألا أننا لم نلمس أن الأمريكان كانوا سندا وعونا له فعليا؟! ، فقد سبق لفصائل مسلحة قبل أشهر أن أقتحمت المنطقة الخضراء على أثر تداعيات موقف معين أتخذه ( الكاظمي)! ، وأستعرضت بكل قواها أمامه ولربما لو ظفروا به لقتلوه! ، ولم يستطع أن يفعل لهم أي شيء رغم كونه القائد العام للقوات المسلحة!؟ ، ولم يخرجوا من المنطقة الخضراء ألا بتوسط  ورجاء رئيس وزراء سابق! ، حسب التسريبات الأعلامية بذك وما تناقلته مواقع التواصل الأجتماعي حينها ، ( والكل يعرف ماكو شي ينظم بالعراق!)، وحدث كل ذلك أمام مرأى ومسمع الأمريكان الذين وقفوا يتفرجون عليه! ، فهل يعقل أن يحسب على الأمريكان وهم من فرضوه كرئيس حكومة ويتركوه بهذا الحال الذي لا يحسد عليه؟؟0  من جانب آخر أن الأمريكان منذ أحتلالهم للعراق عام 2003 هم يسيطرون على كل شيء في العراق جوا وبرا وبحرا ، فالعراق أكبر غنيمة لهم بل هو أكبر المغانم في التاريخ الحديث أن لم أقل على مر العصور!! ، وممكن أن تشعل أمريكا حرب عالمية ثالثة بسبب العراق!!؟، كما وأن الأمريكان يتباهون بانهم يسمعون حتى دبيب النمل على الأرض العراقية عبر أجهزتهم التنصتية المخابراتية والأستخبارية! ، وليس فقطيعدون أنفاس المسؤولين العراقيين وكل الطبقة السياسية؟؟!! ، والسؤال هنا أين كانت راداراتهم وأقمارهم وكل أجهزتهم التنصتية والبصرية من الطائرات المسيرة التي نفذت محاولة الأغتيال (للكاظمي) المحسوب عليهم والمتهم من قبل أعداءه وخصومه السياسيين بأنه يعمل بأجندة أمريكية ؟؟ ، ألا يفترض أن يمنعون ويعترضون الطائرات قبل قيامها لتنفيذ المحاولة ، حسب ما يقولهالمنطق والعقل؟ ، لا سيما وأن الطائرات أنطلقت ( من على جسر الجمهورية؟! ، وأخبار تقول من شارع فلسطين؟!) يعني من وسط بغداد؟؟ ، ولنترك كل ذلك ، ونسأل ، كيف سمحت أمريكا للطائرات أن تحوم قرب اجواء المنطقة الخضراء لمدة 3 الى 4 دقائق حسب ما نقلته الفضائيات ووسائل الأعلام؟ ، وهي تنتظر دخول الرئيس الكاظمي الى منزله لأنه كان خارج المنزل لتطلق صواريخها عليه؟؟!0 هذه الأسئلة تطرح نفسها على صورة المشهد برمته وبكل تفاصيله، وتحتاج الى أجوبة!؟ ، أضافة الى السؤال المهم بعد حادث الأغتيال هذا ، هل يبقى الكاظمي ، محسوب على الأمريكان؟؟ ، وهل سيتعرض الى محاولات أغتيال أخرى؟ لا سيما أن هناك تسريبات أعلامية من بعض الفضائيات ومواقع التواصل الأجتماعي ذكرت بأن الكاظمي قبل أسبوع من محاولة أغتياله الأخيرة ، تعرض الى محاولة أغتيال ب (4) صواريخ كاتيوشا!؟ أنطلقت من منطقة البياع وأستهدفت مبنى المخابرات العراقية حيث كان في زيارة هناك؟ وسقطت الصواريخ بعيدة عن الهدف!!؟0 أخيرا نقول تبقى الحقيقة غائبة عن الكثير منتفاصيل محاولة الأغتيال كما بقت الكثير من حقائق الأحداث التيوقعت وجرت بالعراق منذ الأحتلال الأمريكي له عام 2003 ولحد الآنغائبة بلا جواب؟؟!0 اللهم أحفظ العراق وشعبه ورد عنه كيد الكائدين0