الشيخ ؛ لماذا تنوي ان تهاجر.
الشاب ؛ ولم لا ليس هناك قانوناً يمنع ذلك ولا شرعاً يحرمه .
الشيخ ؛ نعم هذا صحيح ولكن وطنك أولى بك.
الشاب ؛ ان شئتم الا أهاجر فَعرِفوني به.
الشيخ ؛ الوطن هو الارض التي تنتمي اليها.
الشاب ؛ وماهو سر الانتماء الى ارض ما حتى تكون وطن.
الشيخ ؛ هذا ليس سراً فلقد عشت وترعرعت على هذه الارض فهي وطنك.
الشاب ؛ لو أني عشت وترعرعت في ارض غير هذه الارض فهل تكون تلك الارض وطني.
الشيخ ؛ لا طبعا ولكن هنا عائلتك وأصدقائك.
الشاب ؛ أتظن ان مفهوم الوطن يتحدد بالعائلة او بالصديق.
الشيخ ؛ أكيد الامر لايقتصر على ذلك فالوطن اكبر من ذلك بكثير فهو شعور وإحساس.
الشاب ؛ ولكن ياشيخي الكريم هل الامر يتعلق بالشعور والإحساس يعني الا يوجد شيئاً ماديا يربطني بالوطن ماذا لو أني فقدت هذا الشعور والإحساس.
الشيخ ؛ ياولدي الوطن هو الذي يوفر تلك القطعه من الارض التي نسميها بيت.
الشاب ؛ وعندما لا أملك تلك القطعه من الارض فهل هذا يعني انه ليس وطني.
الشيخ ؛ ولكن انت تعيش تأكل وتشرب وتعمل على هذه الارض.
الشاب ؛ وعندما أعيش وآكُل واشرب على ارض ما بشكل أفضل فهل يعني هذا أني في وطن أفضل.
الشيخ ؛ ولدي العزيز الوطن ليس فندقاً تغادره ان ساءت الخدمة فيه تغادره الى فندق اخر.
الشاب ؛ ولكن يا شيخي فما هو الوطن لقد اختلط الامر علي ولم أعد افهم.
الشيخ ؛ يبدو ان مفهوم الوطن صعب عليك ولكن هو بحاجة الى طاقاتكم لتبنوه وتعمروه.
الشاب ؛ شيخي أرجو ان لا تؤاخذني ولكن لماذا لم تبنوا الوطن وأين كانت طاقاتكم حين كُنتُم شباباً فلماذا يتحمل جيلنا هذا المسؤوليه وأنتم لاتتحملوها.
الشيخ ؛ من قال ذلك انظر الى الشوارع والمدن والابنيه من تظن الذي بناها.
الشاب ؛ عفواً أرجوك انا لم اقصد هذا النوع من البناء المادي وكثير من الدول اعتمدت على العماله الأجنبيه في عمليات البناء والتعمير فهل يعني ان العمال الأجانب هم صاروا ينتمون للوطن الذي عملوا به.
الشيخ ؛ إذاً ماذا كنت تقصد.
الشاب ؛ انا اقصد لماذا لم تساهموا في بناء الوطن ككيان ومفهوم ارتباطي وكغايه ساميه لا مجرد بنايه او شارع او بيت فذلك أساس بناء الاوطان.
الشيخ ؛ وبرأيك كيف يتم ذلك.
الشاب ؛ عذراً ياشيخ من هو المعني ببناء الوطن.
الشيخ ؛ هل تقصد المواطن يعني الانسان.
الشاب ؛ بالضبط ياشيخ هذا ماقصدته فالاساس في بناء الوطن هو الانسان لكي نسميه بعد ذلك بالمواطن.
الشيخ ؛ والله هذا تمام الصواب. انا متفق معاك في هذا طيب دعنا نقوم بذلك الان.
الشاب ؛ حسنا لنفرض أني على استعداد لعمل ذلك فمن أين ننطلق.
الشيخ ؛ ان كنت تقصد الأوضاع السياسيه التي نعاني منها الان فهي في طريقها للتغيير ولا بديل عن ذلك والاوضاع الاقتصاديه ستتحسن تبعا لذلك.
الشاب ؛ وهل في رأيكم ان عملية التغيير التي تقصدها ستؤدي الى عملية تغيير جوهريه وبالتالي سنتخلص من كل التبعيات التي صاحبت تأسيس تلك العمليه السياسيه.
الشيخ ؛ لم أعد قادراً على فهم ماتريد بالضبط أوضح لي ما تقصد.
الشاب ؛ عندما كنت صغيرا قرأت قصه لم ولن أنساها هل تسمح لي بأن احكيها لكم.
الشيخ ؛ لابأس فلابد ان نصل الى تفاهم او نقطة للانطلاق منها.
الشاب ؛ حسناً شيخي إليكم القصه
يحكى انه كان هناك بلدٌ يحكمه ملكٌ عادل وكان الجميع يعيش في وفاق وعداله وقوانين تضمن حقوق الجميع. وكان الملك شيخاً كبير السن فتوفاه الله فاختار القوم وزيراً كان عند الملك ولم يعترض احد على ذلك. وتم تتويج الوزير وأصبح ملكاً.
وفي يوم اجتمع الملك بالحاشيه وقد بايعوا الملك جمعياً وكان للملك صديقاً قديما فأرسل بطلبه وقربه اليه وفي يوم سأل الملك صديقه ماذا يقول القوم عنا فأجابه كل خير يامولاي ولكن أني ارى انهم لا يزالوا يوالون سلفكم قال الملك نعم لقد كان عادلا قال الصديق وهذا ليس خيرا يا مولاي قال الملك وكيف ذلك اجاب الصديق فلا ارى القوم سيطيعون أوامركم يامولاي قال الملك وما الرأي ياصديق قال لو أذنتم يا مولاي أصدروا أمرا بأن يجلب كل نَفَر صاع من الطحين ويضعوه في مكان واحد ففعل الملك وفعل القوم حتى صار الطحين كوماً. استدعى الملك صديقه ليؤنبه على ما ظن بالقوم فقال الصديق يامولاي هل لك بان تأمر بان يأخذ كل نَفَر صاع الطحين الذي جلبه. فعل الملك ذلك ليرى ما الحكمه من ذلك فما كان من القوم الا ان اختلفوا وتضاربوا وقام اقويائهم بأخذ حصة ضعيفائهم.
أرسل الملك بطلب صديقه وقال له ماذا بعد أجابه الصديق والله يامولاي اليوم فقط قد ضمنت ملكم وقد انتهى ولائهم لسلفكم بأنتهاء ولائهم لبعضهم.
الشيخ ؛ أحسنتم لقد فهمت الان ماذا تقصد.
الشاب ؛ أحسن الله لكم يا شيخي الكريم.
توضيح ما اراده الشاب من تلك القصه ان عمليه التغيير يجب ان تكون شامله ويجب ان تمس التركيبة البنيوية للمجتمع وعلى رأسها الانسان.