23 ديسمبر، 2024 5:30 ص

محامي القضاة يبتهج بالفلوجة مصطفى العذاري نبوأة تحققت

محامي القضاة يبتهج بالفلوجة مصطفى العذاري نبوأة تحققت

إبتهاجا بتحرير قواتنا المسلحة لـ “الفلوجة” إستعدادا لتطهير ثرى “الموصل” من دنس “داعش” ريثما يتوهج كامل تراب العراق بنقاوة صفاء عين الديك… سأكتب بإعتباري قاضي يعمل محاميا، ومحامي يصيغ قانونا، يحدد مصطلحاته، بـ “هم – يعني داعش وأتباعها وداعميها، من داخل وخارج العراق” و”نحن – أي أهل الفلوجة والجيش والشرطة وأبناء الجنوب المتطوعين في الحشد الشعبي، يقاتلون الى جانب عشائر الغربية، تحت بيرق العراق”.
فالـ “نحن” صف وطني مخلص للعراق، تأسيساً على ألم الشهيد مصطفى العذاري، حين أسر، وعومل بلا رحمة، يشهق لله، وحيدا جريحا كسيرا ظمي، بين يدي أناس بالغوا في التطرف عداوة، يطلقون شعارات طائفية.. مجتمعين حول وحيد.. “ولية غمان” والجبان إذا تولى لا يعف!
قبل أن ألج منطقة الـ “هم” أتساءل: ما الذي أجبرهم على التطواف به في شوارع الفلوجة؟ وما الذي حدا بصاحب الكوفية لضربه وإسماعه شتائم طائفية؟ وما الذي دفع النساء للزغاريد، يهلهلن ناثرات “الجكليت”؟ هل هذا بأمر “داعش”؟ أم تطوع للتنكيل بفئة ترفعت عن معاملتهن بالمثل، عندما سيطرت على المدينة؟
إذا كانت “داعش” تدعي إسلاما يلتزم سنة الرسول “ص” والخلفاء الراشدين “رض” ألم يقل.. صلى الله عليه وآله: “إياكم والمثلة، ولو بالكلب العقور”؟
“هم” حين حررهم الحشد الشعبي، بإسم العراق، أعادهم للصف الوطني، بعد خيبة مضاعفة بالولاء لـ “داعش” الذي لم يندى جبين رجولته خجلا، عن إتخاذ الأطفال والنساء دروعا بشرية، يحمي بها نفسه!
أهذا هو الذي هلهلتن له، وهو يستولي على جريح أعزل؟ نظير رجال أشداء جاؤوا من الجنوب، يقاتلون لحمايتكن من “داعش” وتمكنوا فعلا من تحقيق النصر عليه؛ حينها لم يقف.. ولا جندي واحد.. لا من بني “عذرة” ولا “الجنوب” عند زغاريد الجكليت المنثور، إنما جعل من ظهره سلما لتضع تلك التي “هلهلت” قدمها عليه وتصعد للحافلة التي نقلتها الى مكان آمن.. طعام وشراب وثياب ومقام كريم.. كل إناء بالذي فيه ينضح و”كل نفس بما كسبت رهينة” وكل يعمل بأخلاقه.
تضع قدمها على ظهره، وزميله يرضع طفلها، وثالث يحمل والدتها بيديه ورابع يتكئ على كتفه والدها، فهل عرفت الفرق بين دناءة “داعش” الذي زغردت له، وشهامة الجنوبي الذي أهانته أسيرا، ونثرت “الجكليت” تشفيا به، وهم يعلقونه على الجسر، بينما وحوريات الجنة يرددن: “آن لهذا الفارس أن يمتطي المدينة”.
الطواف بمصطفى في الفلوجة، نبوأة خير، إذ ها هو الحشد يحج إليها فعلا، بعد أن إمتطاها العذاري معلقا “يتلولح” من الجسر، فوق موجات النهر الذي يشربون منه ويسقون سنابلهم.. فإستشهاده بشرى نصر مؤزر بملائكة السماء.. عندما طاف حاجا الفلوجة، وإمتطى نهرها.. أبشر مصطفى فأنت النبوأة التي تحققت!
إذن “نحن – العراق” إنتصرنا في الفلوجة، على “هم – داعش وأتباعها” شرا يسفي من وراء الحدود، مع رمل الصحراء.. أفاعي وعقارب وغيلان، دحرناها “نحن” رادين سم “هم” الى ظهورهم المدبرة هاربين.. “قل جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقا”.