اكاذيب السياسة الأمريكية بصنفيها الداخلي والخارجي متعددة الأوجه الكالحة والمضلمة ومتنوعة النوايا الصفراء ولديها طرق لا عد لها ولاحصر في طمس بعض الحقائق وتزييف البعض ألآخر بالأتجاه الذي يخدم مصالح الأدارة الأمريكية عمليا واعلاميا في داخل امريكا وعلى المستويين العالمي والأقليمي 0
فالأمريكان بحكم أنَّ دولتهم دولة استعمارية بامتياز وهي تتربع اليوم على عرش القطبية الأحادية للقوة السياسية والعسكرية والأقتصادية والدبلوماسية وأخرى غيرها لا بد لهم من ان يجعلوا انفسهم وخاصة على مستوى ادارة البلاد في موقع التأثير القوي والمستمر في مجرى الأحداث في العالم وهذا مطلب ملح من مطالب السياسة الخارجية الأمريكية ويشكل ركيزة حيوية من ركائزها 0
وبما أن َّ الحقيقة المعروفة عن ألأمريكان أنَّهم يتمتعون بخبرة طويلة وعميقة في سياسة طمس الحقائق وممارسة الألاعيب على مستوى الداخل والخارج والسيطرة على مسارات الأحداث الداخلية والأقليمية بالأتجاه الذي يخدم مصالح أمريكا ونفوذها على المستوى الدولي حتى ولو كان ذلك من طريق تزييف الحقائق وتعميم الأكاذيب 0
ومن طرق الأدارة الأمريكية الملتوية لخدمة أغراضها هي تسخير اللف والدوران القانوني والتشريعي والمناورة القضائية والتنفيذية وتوظيفها بشكل مدروس ومخطط له بعناية فائقة في قضية تهمة الرئيس السابق دونالد ترامب لكي تنتشر بين آفاق العالم على أنَّهأ هي أعظم دولة ديمقراطية على وجه الارض وأنّ الانسانية ما ولدت ولن تلد نظيرًا لها على ألأطلاق0
لأنَّها دولة تحاكم رئيسها بهذا الشكل وكأنه انسانا عادياً ليس لثقله السياسي السابق في ادارة البلاد وتسيير عجلة السياسة فيها أي اعتبار لأن منزلة أمريكا ومقامها كدولة عظمى والتي اساء اليها ترامب تقتضي إحالته الى القضاء ومحاسبته على تلك الأساءة بشكل قانوني ومن ثم إنزال به العقاب الذي يستحقه على هذه الأساءة 0
ينضاف الى ذلك أنَّ الرئيس الامريكي السابق ترامب يجيد التمثيل بشكل بارع في التظاهر وبشكل مسرحي وكأنه مهدد من قبل القانون الأمريكي ويتظاهر عبرتصريحاته وطريقة حركاته اثناء جلوسه وسيره وتقاطيع وجهه على أنّه مظلوم بشكل لا يصدق 0
ولكن لا بلد له في واحة الديمقراطية العالمية وهي الأرض الأمريكية وهو واحد من مواطنيها أنْ يستجيب للقضاء وتدويانته في التهم الموجه اليه وهي حسب علمي تصل الى ملا يقل عن (70 ) تهمة مكذوبة من بين اهمها حيازته على وثائق سرية والأحتفاظ بها في داره الى التدخل في انتخابات ولاية جورجيا لتغيير بوصلة حراكها نحو المسار الذي يخدم قضاياه الشخصية 0
وهناك تهم جنائية أخرى تتعلق بممارسته ضغوطا سياسية على آخرين للاصطفاف الى جانبه وهي تهم تصب في مجرى استكمال سيناريواللعبة من خلال اضافة غطاء من المصداقية ومسحة من المشروعية لقبولها لدى عامة الناس0
وفي نفس الاتجاه ولنفس الغرض أنشأ فريق الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب صندوق تبرعات لتمويل التكاليف القانونية للقضايا التي تلاحقه 0وهم بذلك يسيرون على طريق المثل الصيني القائل :- (أُكذب أُكذب حتى يصدقك الناس )0
وكذلك وفي اطار تكرار الكذب وتكثيفه ليصدق الناس فإنَّ ترامب ادلى بتصريح يخص الأنتخابات في ولاية جورجيا العام 2020م بأنَّ لديه ادلة تثبت أنَّ هذه الأنتخابات قد تم التلاعب بنتائجها أي تزوير هذه النتائج ، وأنه سينشر تقريراً في وقت لاحق عن تزويرها0
ولقد أكد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب أيضاً ، على أنَّه سيسلم نفسه للسلطات القانونية لمواجهة الأتهامات المقدمة ضده في ولاية جورجيا، بعدما وجهت له لائحة اتِّهام تتضمن محاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية المذكورة 0
هذا فضلا عن اتهامه بانَّه يشكِّل تهديداً لأمن الدولة وبناء كيان تآمري عليها وهذا أمر لا يصدق لأنّ العالم كله يعرف على أن الأمريكان شعبا وحكومة هم اكثر اهل الأرض توافقاً وتماسكاً على ان مصلحة امريكا ونفوذ امريكا وقوة امريكا فوق كل اعتبار داخلي او خارجي وهم يعملون ويثابرون ليلاً ونهاراً في الحفاظ على هذا المقام العالي لدولتهم وأمتهم 0
وقد وفى الرجل بكلامه لكي يكتمل فصل من فصول اللعبة الأمريكية بنجاح لدعم كذبتهم من أن امريكا دولة الديمقراطية وذلك من قبل طرفي اللعبة هو وادارة بايدن فقد قام ترامب بتسليم نفسه الى الشرطة وبقي دقائق قليلة قضاها في سجن فولتون بولاية جورجيا0
ونقلت وسائل الاعلام المختلفة أنَّه خلال هذه الدقائق القليلة التي قضاها ترامب في السجن فقد اتبعت الشرطة الأجراءات الطبيعية القانونية معه وطبقتها بحقه بالكامل حيث أخذت بصماته وقياساته الحيوية وحصل على رقم جنائي ثم التقطت له صورة جنائية هي الأولى لرئيس أمريكي سابق أو حالي في التاريخ ( إنها الكذبة الديمقراطية) 0
وأكتفي بهذا الخبرالذي يتعلق بالأجراءات القانونية المتخذة من قبل الجهات ذات العلاقة والمسخرة للعمل على مسرح لعبة الأدارة الأمريكية متخذة من سيناريو توجيه الأتهام للرئيس السابق ترامب مادة دسمة في استقطاب المتلقين للتصديق بأنَّ امريكا ام الدنيا العذراء في الديمقراطية 0
ولولا ذلك ما وجهت هيئة محلفين فدرالية في واشنطن، لائحة اتهام إلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تتعلق بالجهود المبذولة لألغاء نتائج انتخابات الرئاسة عام ألفين وعشرين. وتضمنت لائحة الأتهام بحق ترامب التآمر ضدّ الدولة وقد ذكرت ذلك قبل اسطر0
والمقصود من وراء كل ذلك من الكم الهائل من التدلسيات ومتاهات تضليل الراي العام داخل امريكا وخارجها وقلب صور الحقائق هو من اجل رسم صورة زاهية لأمريكا في العالم وتحسين سمعتها تحت اعين واذواق الناس واهتماماتهم 0
وكلّي ثقة من أنَّ قادم الأيام سيكشف للقاصي والداني صحة ما ذهبت إليه في أنّ زوبعة محاكمة ترامب ما هي إلاّ زوبعة خلَّبيَّة هدفها تحسين الصورة الديمقراطية لأمريكا ورفدها بعوامل القوة والمناعة امام الرأي العالم العالمي0
ولسوف تنتهي بالتصالح والوفاق والوئام بين ترامب وادارة الرئيس الحالي جو بايدن وسيرشح نفسه للتنافس في الأنتخابات الرئاسية القادمة مع بايدن ومع المرشحين ألآخرين 0