تتكشف كل يوم خيوط لعبة تشكيل حكومة عادل عبد المهدي قبل عام وكيف كانت صفقة اعمدتها كل من (مقتدى الصدر ومحمد رضا السيستاني وبرعاية قاسم سليماني) بعد ان عجزت الكتل الشيعية عن تشكيل الكتلة الاكبر عقب انتخابات 2018 وفق ما نص عليه الدستور وكيف تدخلت ايران الراعي الرسمي للكتلة الشيعية في تحديد مواصفات رئيس الوزراء بتنسيق عال مع مرجعية النجف وهذا معلوم بحقائق ووقائع دلت على دعم مرجعية النجف لقوائم الكتلة الشيعية (169-555) وما بعدها وكذلك توجيه الناس على التصويت بنعم للدستور الحالي , لهذا نقول تدخل مرجعية النجف بدعم مرشح التسويه عادل عبد المهدي الذي اعتكف عن السياسة مدة طويلة بعد تولي العديد من المناصب في حكومات ما بعد 2003 كوزير مالية ونفط ونائب رئيس الجمهورية وبما انه يمثل المرشح الاقرب والمفضل لايران ومرجعية النجف تم الضغط على مقتدى الصدر للقبول به كمرشح تسويه لتسجيل خرق جديد للدستور في تجاوز اعتماد الكتلة الاكبر وقد حصل تجاوز سابق في 2010 عندما تم رفض فوز اياد علاوي وكان الفائز بالكتلة الاكبر لتميل الكفة لمرشح ايران نوري المالكي لهذا نجد ايران حاضرة في رسم السياسات الحكومية وهي المعنية في تردي اداء تلك الحكومات لانها الراعي لها وبتنسيق مشترك مع مرجعية النجف في شراكة سياسية متعددة المنافع والمصالح على الرغم من الاختلاف في التقليد العقائدي واختلاف مرجعية النجف التي لا تؤمن بولاية الفقية فيما مرجعية ايران تؤمن بها لكن يبدو المصالح تذيب كل ذلك !!, وهنا نقول لماذا ايران تجاوزت الدستور في تشكيل الكتلة الاكبر لانها تلعب بالوقت الضائع امام صراعها مع اميركا لهذا سارعت في عقد الصفقة من دون تقدير النتائج واعتقدت انها كسبت الجولة مع الولايات المتحدة في تشكيل الحكومة وتناست ايران ان الولايات المتحدة تطبخ الامور على نار هادئه ولا تستعجل النتائج المحسوبه , لهذا سمعنا بعد تشكيل الحكومة من قبل كتلتي سائرون والفتح انهم راحوا يدعي كل منهم انه الكتلة الاكبر للحصول على المناصب الثانوية لتنطلق الحكومة عرجاء محمله بعبء ثقيل من تركات الحكومات السابقة التي حضيت بدعم ايران و (مرجعية النجف) التي لم تستطع ابعاد نفسها عن الشبهة على الرغم من تصريحاتها المتكررة بعد التدخل او رفض استقبال كبار القادة السياسيين!! لكن ايران لن تستغني عنها في تمرير عادل عبد المهدي وقد حصلت على مرادها وجعلت مرجعية النجف في صدارة الاستهداف من قبل الشارع العراقي وما هي إلا اشهر معدودات حتى ظهرت عيوب وعورات حكومة عبد المهدي لنجد الراعي ايران يدفع بقوة لحمايتها لانها استوعبت (مليشياته المسلحة في المناصب العليا) وشكل العراق رئة ايران وعمقه الاستراتيجي امام مواجهة شديدة مع الولايات المتحدة في المنطقة لهذا سارعت ايران في الضغط على العراق لمعالجة الازمة الاقتصادية التي تعاني منها في ضوء العقوبات القاسية التي فرضها المجتمع الدولي ضد ايران ليكون العراق ساحة الصراع الاميركي الايراني وحدث ما مخطط له ان تكون المواجهة في العراق لان اميركا تدرك جيدا ان قوة ايران في العراق وحرق اوراق ايران في العراق مقدمة لاضعافها وتقهقرها للداخل الايراني فبدا الاعداد لاثارة الاحتجاجات في العراق بعد ان زادت النقمة الجماهيرية في تفاقهم الفساد في العراق وتغلغل النفوذ الايراني عبر مليشياته المسلحة وهنا اصبحت ايران تحرك الداخل العراقي عبر منافذ مقتدى الصدر ومرجعية النجف وحكومة عبد المهدي دون الاهتمام او إعارة الشان العراقي اهمية وسط تنامي الفقر والقهر والتخلف , ومن يسمع تصريحات مقتدى الذي منح حكومة عبد المهدي عام للتغير لم يكن جاد بل يبعد عن نفسه شعارات التسويف في الاصلاح الذي رفعه وهو يعلم ان ايران لا تقبل بتغيير عبد المهدي وتنكر مقتدى عن توقيعه لتنصيب عبد المهدي بحضور محمد رضا وسليماني لكن شعبنا العراقي يعلم حجم المخطط عندما كشف الاعيب مقتدى بالاصلاح والتهديد بمظاهرات مليونية لان ايران لن تسمح له لهذا قرر الشعب الخروج بتظاهرات شعبية في 1/10/2019 التي تفاجىء العالم بحجمها وتنظيمها وشكلت صدمة لمقتدى ومرجعية النجف وايران عندما حققت انتصارا للارادة الشعبية المليونية لهذا وجهت ايران (ذيولها) بقمعها وقطع كل خطوط التواصل معها في سابقة خطيرة بحجب النت والقتل الهمجي وصمت مخزي لمقتدى ومرجعية النجف عن جريمة قمع ثورة 1 اكتوبر وقامت ايران باستدعاء مقتدى لمنع اتباعه المنفلتين عن دعم التظاهرات ووجهت خطيب جمعة النجف التركيز على الزيارة الاربعينية وتحشيد ايران للملايين من زوارها في خلط الاوراق ليخرج ثوار العراق بوقت مستقطع لتزامن الزيارة والوعد على استئناف التظاهرات يوم 25/10 لتكون تظاهرات مليونية صادمة لذيول ايران وحكومة المحاصصة لتجد ايران نفسها في حيرة من امرها لتطلب من مقتدى ركوب الموجة ففشل لتسارع الى سحبه الى طهران لتعيد طلبها من مرجعية النجف بركوب الموجة لتجد نفس الرد امام شعارات وطنية تنادي مرجعيتنا العراق ونريد وطن فتعيد ايران الكرة بلقاء محمد رضا السيستاني ومقتدى الصدر وقاسم سليماني في طهران لتوقيع اتفاق تبقى فيه حكومة عبد المهدي مقابل بعض الاصلاحات لتنكشف خيوط الصفقة ويستمر الزحف الشعبي للساحات والجسور والطرقات تنادي (ايران بره بره بغداد تبقى حرة.. ولا مقتدى ولا هادي حرة تضل بلادي.. واني عراقي اني خل يسمع سليماني) لتشتبك الامور على ايران ومرجعية النجف ويتضح حجم المخطط عندما ينسحب مقتدى من التظاهرات ويقول عندي (سبب عقائدي) ويرفض عادل عبد المهدي الاستقالة بحجة (تفويض شرعي) كل هذه الحجج تؤكد ان مرجعية النجف هي من اتت بهذه الحكومة وقد اكد ذلك العديد من وكلاء السيستاني ان عادل عبد المهدي هو (مرشح المرجعية ) واليوم وبعد كل المجازر التي لم تهز مشاعر واحاسيس عبد المهدي لتقديم الاستقالة التي هدد خصومة بوضع شاشات كبيرة ومصارحة الشعب في حال الضغط عليه لتقديم الاستقالة مما يعني ان مرجعية النجف هي من تحميه امام تساقط عشرات ومئات الشهداء حتى جاءت مجزرة الناصرية التي هزت مشاعر العراقيين ولم تهز الكتل السياسية لكنها جعلتهم يرضخون لصوت الشارع ليطل علينا وكيل مرجعية النجف بخطبة مشفرة للتنصل عن المسؤولية ودعوة عبد المهدي لتقديم الاستقالة وهذا ما يشير له السطر الاول من رسالة الاستقالة باعلان الطاعة لطلب المرجعية من دون اي اعتذار عن دماء الشهداء او تحمل المسؤولية عن ما جرى !! لينتصر الشعب على خيوط المخطط ليفتح الباب امام الشعب لمحاكمة الجناة والمتسترين بالدين.