23 ديسمبر، 2024 5:55 م

محافظ ذي قار وملف الكهرباء وحديث المكاشفة

محافظ ذي قار وملف الكهرباء وحديث المكاشفة

لربما هو المحافظ الوحيد الذي شد الرحال الى العاصمة بغداد ليضع مطالب ابناء محافظته امام وزارة الكهرباء، وليعلن أنه سيقف في اول صفوف المطالبين من ابناء المحافظة بوجه وزارة الكهرباء التي تماطل وتسوف منذ  عشرة اعوام دون ان تحل ملف الكهرباء الذي اصبح مثار سخرية وغضب لدى الناس في وقت واحد.
نعم بثت القنوات المحلية تفاصيل اللقاء الذي جمع محافظ ذي قار يحيى الناصري مع وزير الكهرباء كريم عفتان، حيث كان المحافظ واضحاً جداً مع الوزير ولم يتردد لحظة واحدة في مقاطعة الوزير الذي حاول التملص من المسؤولية والقائها في حضن المحافظة، لكن المحافظ اكد له ان وزارة الكهرباء وحدها المسؤولة عن الاوضاع المتردية التي تشهدها المحافظة في مجال الكهرباء وان حلولها الترقيعية ما عادت تجدي ولا تنفع ولا تغني ولا تسمن، وان عليه ان يكون واضحاً وصادقاً مع الناس، وقال له بالحرف” الناس خلفي تنتظر حلاً”، ولذا لن اغادر مكاني مالم احصل على ما اريد، فوجود وزير الكهرباء عفتان نفسه حائراً امام اصرار الرجل وقوة موقفه وثباته، فرد عليه انه سيرفع حصة المحافظة 50 ميكا اضافية، فما كان الا ان تلقى رداً اقوى حيث قال المحافظ للوزير أن حصة ذي قار 750 ميكا وان تريد ارضائنا بـ50 ميكا الان يعني تصل حصتنا الى 650 ميكا وهذا غير مقبول ايضاً، نحنُ نريد حصتنا كاملة غير منقوصة!
ولعل وعود الوزير كغيرها، الا انه وجد نفسه هذه المرة امام محافظ لا يخشى شيئاً وهو يحمل مطالب ابناء محافظته ويقول الحق ولا يجامل، وسيظل هذا الموقف هو المطلوب من كل مسؤول يضع نفسه ممثلاً امام ابناء المحافظة، فعليه اذا مان مؤمناً بهم وبمطالبهم ان يكون مصراً وقوياً وشرساً حتى في الدفاع عن مصالحهم، اما اذا كان همه الوحيد وهاجسه الاوحد هو الحفاظ على المنصب والغرق في مكتسباته الرخصية سيجد نفسه يركع وينحي امام اي ضغوط جانبية ويتجاوز اهله وناسه الذي اوصلوه الى ما هو عليه وحينها سيخسر نفسه اولاً وسيخسر مجتمعه الذي كان ينتظر منه ان يكون صوته لا ان يتحول الى صوت تبرير للفاشلين والمخفقين في اداء واجباتهم تجاه الناس والوطن والله وراء القصد .