افرز موضوع الامطار التي اجتاحت العراق وادت لغرق احياء عديدة من العاصمة بغداد وهو امر كان متوقعا نتيجة لتراكم الاخطاء الادارية والفنية وعدم وجود حلول واقعية لتصريف مياه الامطار بل كانت اغلب حلول امانة بغداد تشبه الى حدٍ كبير اصلاحات السيد العبادي الترقيعية او الاعلامية والتي لا اثر لها على ارض الواقع ، وبالعودة الى عنوان المقال فإن محافظ بغداد كان اول المسؤولين الذين نزلوا للواقع الميداني على الرغم من انه لايملك الحلول المثالية بسبب تداخل الصلاحيات مع امانة بغداد المعنية الاولى بهذا الموضوع والمسؤولة عن الخدمات في مركز بغداد اضافة الى قلة التخصيصات المالية لمحافظة بغداد بل انعدام وجودها تماما ولكن الرجل لم يستطع ان يبقى جليس الدار حاله حال اغلبية المسؤولين بل فضل ان يكون قريبا من المواطنين وواصل الليل بالنهار يشارك المنكوبين الامهم ويساهم في التخفيف عن معاناتهم في حين غاب الجميع عن مشهد الامطار وغرق الكثير من مناطق بغداد ولا اعلم اين المسؤولين الذين انتخبتهم هذه المناطق وقد كانوا يجوبون ازقتها رافعين شعاراتهم البراقة ليخدعوا بها بسطاء الناس في المواسم الانتخابية ؟؟؟ ومما يؤسف له اننا لم نسمع صوتا مشجعا او داعما لهذا الرجل بل لاحظنا تغييبا مقصودا لدوره من قبل بعض القنوات الفضائية لغاية في نفوس القائمين عليها فماذا لو كان التميمي هو المقصر في موضوع غرق العاصمة؟؟ اما كانت بعض الاصوات لتقيم الدنيا ولا تقعدها تشهيرا وتسقيطا وتعنيفا ولكن السنتهم اصبحت خرساء امام مواقفه الايجابية وهذه طبيعة النفوس المريضة التي يُستعصى علاجها ، ومن اللافت للانتباه الحضوره الاعلامي للاخ محافظ بغداد في اغلب القنوات الفضائية في تغطياتها لهذا الموضوع وغياب تام لامينة بغداد المسؤولة المباشرة عن هذا الملف الخدمي والذي هو من صميم واجباتها، فحضور الرجل اعلاميا فيه اكثر من دلالة اهمها انه واثق من عمله اضافة لتحفيزه لبقية المسؤولين ومناشدته المباشرة لرئاسة الوزراء وللمنظمات الدولية بضرورة مساعدة العاصمة والوقوف مع سكانها في تجاوز محنتهم بسبب الامطار وكذلك كشف للبغداديين عن المقصر الحقيقي في هذا الملف المهم والخطير الذي يمس الحياة العامة للعاصمة بغداد. ان تفاعل محافظ بغداد مع هذا الموضوع لايعود بالضرورة الى ماذكرت من الدلائل فهي نتائج طبيعية لعمله المشرف وانما يعود بالاساس الى احساسه بالمسؤولية كمحافظ لبغداد وانتمائه لكتلة قريبة من المواطنين تعمل على ثوابت ارساها القائد والملهم لجميع ابنائها فتراهم لايحيدون عنها مهما كانت الظروف. ان غرق العاصمة في اول موجة امطار تجتاحها يعطي صورة واضحة للشعب العراقي
ويكشف له عن الفرق بين مسؤول ميداني قريب منه واخر لايهزه غرق الشوارع وماساة النازحين واستغاثة المنكوبين واعتقد ان المواطن يتحمل جزءا كبيرا مما وصلنا إليه لانه لم يحسن اختيار ممثليه وعليه ان يتحمل مخرجات اختياره السيء لبعض الوجوه القبيحة.