23 نوفمبر، 2024 6:47 ص
Search
Close this search box.

محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق نموذجا لفساد الحكم في العراق

محافظ بغداد السابق صلاح عبد الرزاق نموذجا لفساد الحكم في العراق

بعد إعلان نتائج الانتخابات المحلية الأخيرة وفقدان ائتلاف دولة القانون للأغلبية المطلقة في بغداد والبصرة تحديدا , قلت حينها أنّ أي حكومة ستأتي خلفا لحكومات ائتلاف دولة القانون في بغداد أو باقي المحافظات الأخرى , ستفتح بابا من أبواب جهنم على ائتلاف دولة القانون , وستعلن للرأي العام عن كل ملفات الفساد في هذه الحكومات , وهذا التوقع لم يكن مبنيا على على أساس عاطفي أو جزء من صراع سياسي على السلطة , بل كان يقينا قائما على معطيات ودلالات تتعلق بإنجازات هذه الإدارات التي شكّلها ائتلاف دولة القانون في بغداد والبصرة وباقي المحافظات الأخرى , فتدني مستوى الخدمات وانعدام المشاريع الستراتيجية , كان مؤشرنا الوحيد على فساد هذه الإدارات , ولذلك فمن الطبيعي جدا بعد تغيير هذه الإدارات أن يعلن للرأي العام العراقي وبالوثائق والأدلة الدامغة عن حجم الكارثة وحجم الفساد والنهب للمال العام الذي جائت به حكومات دولة القانون في بغداد وباقي المحافظات الأخرى .
واليوم سنسلط الضوء على حكومة بغداد ومحافظها ( الدكتور ) صلاح عبد الرزاق تحديدا كنموذجا لفساد الحكم في العراق بقيادة ائتلاف دولة القانون الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي , ف ( الدكتور ) صلاح عبد الرزاق هو أحد قيادي حزب نوري المالكي , ولا اعتقد أنّ أحدا من العراقيين في إيران أو سوريا أو هولندا لا يعرف صلاح عبد الرزاق وكيف كان يعيش , فعموم العراقيين ووسائل الإعلام وكل الوطنيين كانوا ولا زالوا يتسائلون أين هي الأموال وأين هي المليارات التي تخصص سنويا للبناء والإعمار ؟ وأين هو هذا البناء والإعمار ؟ وأين تذهب هذه التخصيصات الضخمة من الأموال ؟ فالأرقام الفلكية التي ترد في الموازنات العامة سنويا والمخصصة للبناء شئ , والواقع على الأرض شئ آخر , ولا أحد يعرف ماذا يجري ؟ والذي ساعد على استمرار هذه الكارثة هو انعدام الرقابة على المال العام , سواء كان ذلك من قبل مجلس النواب ولجانه المختّصة وتقاعسة في أداء دوره الرقابي , أو من قبل الهيئات الرقابية في الدولة العراقية كديوان الرقابة المالية أو هيئة النزاهة العامة .
ومنذ اليوم الأول الذي استلم فيه السيد علي التميمي مهامه كمحافظ جديد لبغداد , أعلن عن عزمه بكشف كل ملفات النهب والسلب للمال العام وتقديمها بالأدلة والوثائق للشعب العراقي كي يطّلع على حجم الكارثة التي ألمّت به جراء سيطرة حزب المالكي على مقاليد السلطة في العراق , وهذه الملفات التي تعرض يوميا في القنوات الفضائية العراقية عن محافظة بغداد ومحافظها السابق صلاح عبد الرزاق , تمثل نموذجا ساطعا لفساد دولة اللا قانون و اللا أخلاق , وإذا كان الشعب العراقي قد تهيأت له الفرصة في معرفة هول المصيبة في بغداد بفضل محافظها الجديد , فإنّ أهوالا ومصائبا أكبر بمئات المرّات ستنكشف للشعب العراقي حين يأتي رئيسا جديدا للوزراء خلفا لنوري المالكي , وحينها سيرى الشعب العراقي أهوال جهنم الحقيقية .
إنّ ما يعرض من فساد عن حكومة بغداد المحلية السابقة , قد شكّل صدمة حقيقية للوجدان والضمير العراقي , وستبقى ذاكرة الوطن تتندّر على ( زلاجات صلاح عبد الرزاق ) كشاهد على هذه الحقبة المظلمة التي مرّت على العراق , فمن من العراقيين يتوقع أنّ هذه القيادات التي رفعت شعار الدعوة الإسلامية والمجتمع الإسلامي الفاضل هي مافيات وعصابات للفساد والسرقة ونهب المال العام ؟ فماذا ستقول لله يا نوري المالكي حين تقف بين يديه عن هؤلاء الأصحاب الذين سلطتهم على رقاب ومقدرات الناس ؟ وهل لازلت تفكر بولاية ثالثة للحكم ؟ .
أنا شخصيا يا نوري المالكي ادعوا الله تبارك وتعالى أن لا يسلطك أنت وحزبك وأصحابك الفاسدون على رقاب ومقدرات الناس والبلد مرة أخرى , وأدعوا الشعب العراقي أن لا ينخدع مرة أخرى بشعاراتك وشعارات حزبك .

أحدث المقالات

أحدث المقالات