لانريد هنا أن نظلم قيادتنا (الحكيمة) في تبريرها لقراراتها المتعلقة بتحويل قضائي تلعفر وطوزخورماتو الى محافظات ونقول تلك أهداف ( شيعية ) بامتياز .. وكما هو الحال لقيادتنا تلك في معركتها مع داعش والتي حاولت أن تصورها معركة ( سنيّة ) ضد الدولة والقانون .. وفق الشعار التاريخي الخنفشاري المكعكل الذي أطلقه سيد الفسادَين ( السياسي والمالي ) المغلف بتصريحاته الهجينة والذي يخص فيه بالذكر أنصار الحسين وأنصار يزيد .
لكننا ننبه القائد الضرورة بأن قراره هذا سيفتح آفاق الفرقة والتقسيم والتشرذم أمام جغرافية العراق الطبيعية والسياسية والأجتماعية .. وستسارع كل المناطق التي تتلون بأكثرية ما ، لكي تنادي بالأستقلال السياسي والجغرافي والأداري .. فالزبير في البصرة مثلا لن تكون بعيدة عن تلك الأحلام ، وكذا مدينة الصدر في بغداد .. والمحمودية أيضا .. والسعدية في ديالى وغيرها كثير .. وماكو واحد أحسن من واحد .. وبدل أن ( نلم ) العراق الذي خلّ طشارة ماله والي مشكول الذمة بوش .. راح تساهم بصورة فعالة بأنجاح المخطط البايدني المشؤوم .
وقد ورد الى مسامعنا الأستحضارات الكبيرة التي يقوم بها سكان منطقة قنبر علي في الرصافة من بغداد ، بعد أن سارعوا الى تشكيل لجنة لتنسيق ( المخارج ) القانونية المحبوكة التي سيطالبون من خلالها تحويل منطقتهم الى المحافظة الخامسة والستون .. لكن جهودهم ما زالت تجد نفورا وأعتراضا كبيرا من سيدة كبيرة في السن أسمها أم اسراء .. وكما يروي أهالي المنطقة ، فأنها تقوم بأعداد وجبة يومية من البيض المسلوق لـ ( عربيد ) كبير يعيش منذ مائة عام في مرقد خرب تابع لليهودي ( ابو اسحق الجويني ) الكائن في تلك المنطقة ، التي كانت معروفة بالكثير من العوائل اليهودية التي تسكنها .. وفي لقاء صحفي مع تلك السيدة .. برّرت رفضها القاطع بتحويل المنطقة الى محافظة قائلة .. أن عربيدها يشبع بوجبة واحدة يوميا .. وليس بأمكانها أن تتعامل مع عربيد العراق الأكبر لأنه لا يشبع ولا يمل من اللفط ولا يهجع .