الجغرافية التي تحكم محافظة ديالى عبارة عن ألغام قابلة للتفجير في أي لحظة كان قد رسمها النظام البعثي السابق في نهاية ثمانينانت القرن الماضي امتدادا الى سقوط ذلك النظام في العام 2003 حيث التعرية والتغيير الديمغرافي الذي مورس طيلة الفتنرة الانفة الذكر في تحييد وعزل المناطق جغرافيا جعل من المحافظة عبارة عن كتلة بركانية قابلة للاحتراق في أي وقت وربما كان التخطيط قائما من اجل تلك المراحل منذ التهديدات باسقاط صدام وعصابته مع قرود البعث الذين لم يتوانوا ابدا في اشعال المشاكل مجتمعيا بين الاديان والطوائف والعرقيات وهذا ما حصل بالفعل لمحافظة مثل ديالى المتنوعة سكانيا حيث قام البعث بعزل مراكز المدن التي تضم الاغلبية الشيعية واحاطتها بالعديد من القرى التي تضم الاغلبية السنية مع التحفظ على اطلاق تلك المسميات ولكنها اصبحت واقعا بحكم ما يجري من احداث ترتبط بتلك التوليفة الخبيثة التي رسمها نظام البعث القذر فترة حكمه لتكون سكينة الخاصرة في قلب العراق ونظامه المجتمعي ولو لاحظنا مدن مثل مدينة الخالص التي تحيطها عدد من القرى وهي تضم تنوعا من المتشددين التكفيريين وكذلك مثل مدينة خان بني سعد التي تحدها قرى شبيهة بما يحيط بالخالص وكذلك مناطق اخرى مثل بعقوبة مركز محافظة ديالى التي تقع على مقربة منها مناطق مثل الحديد وحي المعلمين وبهرز وغيرها والتي يتواجد فيها ارهابيي التنظيمات المسلحة كما هو الحال في مناطق مثل قرية ابو تمر وناحية هبهب ولذلك فان تلك القرى والنواحي مطلوب منها ان تجعل من المحافظة عبارة عن قنبلة موقوتة في أي وقت يمكن استغلاله وما يحدث اليوم في خان بني سعد وهبهب والحديد وغيرها من المناطق هي مؤشر واضح على ان سياسة البعث ومخططاتهم اخذت تتجه نحو اقامة فتنة واحتراب طائفي في تلك المحافظة لتخفيف الضغط
على ما يتعرضون له من عمليات عسكرية في الرمادي وصلاح الدين وهي آليات وأساليب شيطانية لا يمكن لغير البعث القيام بها وما ترشح من معلومات وافادات المجرم عبد الباقي السعدون واضحة انهم في أتون المعركة التي يخوضها داعش بل هم داعش بعينهم حين جاؤوا بالمرتزقة العرب أبان التحضير للحرب على العراق عام 2003 وبأعداد كبيرة ليكونوا الأداة التي يضربوا بها عامة المجتمع العراقي وهو بالفعل ما قاموا به طيلة الفترة الواقعة منذ سقوط النظام السابق الى يومنا هذا وقد كنت قد كتبت رسالة مفتوحة الى المحافظ السابق عامر المجمعي في الايام الاولى لتسلمه منصبه وحذرت من تلك المخططات وان يتعامل مع الواقع في المحافظة بروح الانتماء الوطني بعيدا عن التمحور الطائفي وان يلتصق بترابها الذي عاش عليه منذ طفوالته حتى تسلم زمام حكمها كمحافظ ولكن للاسف لم يوفق في ذلك والدليل هو ما وصلت اليه المحافظة اليوم من تواجد الكثير من الخلايا النائمة لتنظيم داعش ضمن حواضن لهم في المناطق التي قبلت على نفسها ان تكون حاضنة لهم .