في صباح يوم امس الثلاثاء وبعد مرور يومين على سيطرة حركة طالبان الافغانية على الحكم في كابل فتحت بريدي الالكتروني فوجدت رسالة مفصلة من national union of journalists تحدثوا فيها عن تفاصيل كثيرة حول وضع الاعلام ووسائله في افغانستان ومصير العاملين فيها خصوصا من يعملون في اطار المؤسسات الاجنبية القادمة من دول الغرب وكذلك من دول المنطقة التي تختلف ايديولوجيا مع فكر طالبان.
من خلال قرائتي لحيثيات الرسالة الالكترونية والتخوف الكبير الذي يعتري المؤسسة المسؤولة عن الصحافة في بريطانيا أجد ان هذه الحركة ومهما قيل عن تغييرها لثوبها المتطرف ودخولها الى عالم الحداثة الفكرية فذلك يبقى في مساحة الامنيات ليس اكثر من ذلك حيث انها سوف تتودد لدول العالم وتطرح نفسها على انها ليست الحركة المتشددة التي عرفها المجتمع الدولي في الماضي كانت تقوم على فكر القتل والتدمير وسلب الحريات وانما هي بقالب جديد اليوم ، لما هو الظاهر منها اليوم حتى تتمكن فيما بعد من السيطرة على كامل البلاد وتحظى باعتراف المجتمع الدولي وسرعان ما تعود الى فكرها الايديولوجي المتطرف وتعود الى تصرفاتها السابقة ، ولكن وسائل الاعلام التي تمتلك الحرية الكاملة في كشف تصرفات طالبان واسلوبهم في التفكير المتشدد اعلنت بشكل واضح ان هؤلاء القوم ومنذ اليوم الاول لسيطرتهم مارسوا أسوأ انتهاكات لحقوق الانسان وأصبح الرعب يلازم كل العاملين في مجال الاعلام ومؤسسات حقوق الانسان والمنظمات الدولية ومؤسسات المرأة وغيرها وقد شاهدنا بشكل واضح عملية الفرار الجماعية لابناء الشعب الافغاني رغم تعرضهم لمخاطر عمليات الهروب الا انهم يفضلون الهرب على البقاء في دولة تحكمها جماعة متطرفة كالتي سيطرت على مقاليد الحكم في كابل .
حيث طالب السيد ميشيل رئيس نقابة الصحفيين البريطانيين حكومة المملكة المتحدة بتقديم تأشيرات طارئة لتمكين الأشخاص الأكثر عرضة للتهديد من المغادرة، دعت NUJ إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في وقت سابق من هذا الشهر لجلب الصحفيين الأفغان الذين عملوا في وسائل الإعلام البريطانية إلى المملكة المتحدة. على الرغم من استجابة وزير الخارجية دومينيك راب بشكل إيجابي لهذه الدعوة في السادس من أغسطس ، إلا أن حكومة المملكة المتحدة كانت بطيئة في تنفيذ هذا المخطط والوفاء بالتزاماتها. نتيجة لذلك ، يظل العديد من الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام ممن لهم صلات واضحة ووثيقة بالمملكة المتحدة في أفغانستان كما يقول السيد ميشيل.
لان المعلومات التي تحدثت عنها NUJ البريطانية تشير الى انه ((تم إغلاق وسائل الإعلام بالقوة أو الاستيلاء عليها من قبل طالبان لبث دعايتها الخاصة. حيث هرب الموظفون أو يختبئون. تُمنع الصحفيات من العمل ويخشين على حياتهن. قلصت العديد من وسائل الإعلام المتبقية تقاريرها بسبب المخاوف الأمنية – ونتيجة لذلك حتى الآن فقد أكثر من 1000 من الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام وظائفهم.))
هذه المخاوف تدلل على ان القادم سيء جدا ولا صحة في الافق لمقولة ان طالبان غيرت ثوبها المتطرف الى جماعة “”كيوت”” ويؤمنون بالديمقراطية وحرية الاخر في رأيه ومعتقده بل انهم يتجهون لتثبيت إمارة اسلامية وفقا لفكرهم ومقاساتهم ولو ارادوا أن يطبقوا تعاليم الاسلام المحمدي الصحيح فذلك خير وافضل لشعبهم والمنطقة والعالم ولكنهم سيتعاملون بفكرهم المتطرف العنيف وهو ما لم يقره القرآن او الرسول ص ولا تعاليم الاسلام الصحيحة .
يبدو ان القادم سيء والمنطقة متخوفة من زعزعة اوضاعها الى التدهور بعد عودة طالبان والسيطرة على حكم افغانستان ، انها سياسة تجار الحروب وصناعة امراء الحرب الجدد.