في الحقيقة أنا ضدّ اعتصام الرمادي ولا زلت , و لعدّة أسباب أهمّها برأيي لا يعدو عن “تسخين خليجي” لتعويض فشلهم في سوريّا حين أدركوا ليس من السهل إسقاط نظامها ولو استمرّوا لسنوات طويلة مع فرض حصار لإسقاط النظام وبنفس الطريقة الّتي ساهموا فيها مع الغرب في أسقاط نظام صدّام حسين , وفشلهم يهمّني ويهمّ الكثير من العرب والعراقيين لأنّهم هم من ساهم بتدمير بلادي بحجّة صدّام حسين كما هدّموا قبل مئة عام مدينتي النجف وكربلاء وعاثوا فيهما فساداً وهدّموا أضرحة آل البيت , مع التقدير العالي للمعتصمين في الأنبار ولطلباتهم المشروعة بكلّ تأكيد لولا تدخّل دول الخليج هذا والواضح برأيي , وهو اعتصام ثبت بشكل قاطع اليوم وبعد المواجهات المستعرة أنّه اعتصام كان ولا يزال وبشكل كبير الآن يشكّل قلقاً كبيراً للسيّد المالكي الّذي بدوره لم يدّخر وسعاً في العزم على إنهاءه في أكثر من مناسبة لإنهائه “بس باقي يتوسّل” ! , وبغير مناسبة , يختلقها أحياناً ! , فلو صبر السيّد المالكي “كما كان أن يصبر القاتل على قتيله لمات لحاله” وانشغل ببناء العراق وتحقيق أمنه واستقراره وجعل ذلك نصب عينيه وضرب للعراقيين مثلاً في التضحية والإيثار ومثلاً في عهد ديمقراطي حقيقي مقبل عليه العراق وأوفى طلبات أهل الأنبار ولم ينجرف متزحلقاً في كارثة الحويجة , لكان الآن لربّما كسب ثقة جميع العراقيين ومن المؤكّد سينتخبونه بعد أربع سنوات لولاية جديدة ولكان أصبح هو المعيار لنجاح أيّ رئيس حكومة عراقي مقبل ..
اعتصام أهل الأنبار اعتصام شرعي شرط عدم تدخّل أيّة جهة خارجيّة تفسد كفاحهم الّذي هم فيه , وهل أفشل ثورة السوريين غير التدخّل الخليجي ! ولا أدري لحدّ اللحظة لماذا لم يجاهر السيّد المالكي بحقيقة التدخّل الخليجي في الأنبار ؟ , رغم أنّ قناعتي بهذا الأمر أنّ السيّد المالكي لا يُريد انهيار جهوده في كسب رضا مشايخ الخليج وإلاّ لأعلن ذلك صراحةً ذلك ولربّما سيجدها فرصة من أقوى الفرص لإنهاء الاعتصام , بدل أن يتوه في خلق الأعذار الغير منطقيّة لإنهاء الاعتصام فنراه تارةً يدّعي “أنّ المعتصمين يرفعون أعلام النظام البائد” وعليه يجب إنهاء الاعتصام ! بينما يعلم هو قبل غيره أنّ العلم لازال هو علم العراق الرسمي وإنّما تمّ استبداله “مؤقّتاً” ! .. وثانيةّ بدعاوى “أنّ البعض يرفع شعارات طائفيّة” فيجب إنهاء الاعتصام ! , وأخرى “اندساس عناصر من القاعدة بين المعتصمين” وعليه يجب إنهاء الاعتصام ! , فيما ادّعى في مناسبة هوجاء “أنّ الاعتصام يشجّع على احتضان عناصر إرهابيّة سوريّة ستقدم للعراق وتعمل فيه فوضى وتفجير وإرهاب” ! وكأنّ العراق مستقرّ أمن وأمان ولا خروقات ولا تفجيرات وعال العال !! إنّه التخبّط والقلق بعينه يكاد يؤثّر صحّيّاً على السيّد المالكي بما لا تحمد عقباه !.. واستمرّ قلق السيّد المالكي مستنفراً نفسه ويزداد قلقه كلّما اقترب موعد الانتخابات , فبات يدور حواليّ خارطة العراق والمنطقة في الآونة الأخيرة يبحث ويدقّق في العثور على ثغرة يستغلّها قد ينفرج لها همّه الثقيل المتمثّل باعتصام أهل الأنبار في حين الانتخابات تقترب ورصيده الانتخابي لا أمل فيه رغم الحشد الاعلامي لصالحه للذروة آخرها صورة انتخابيّة له نشرت تقليداً لصورة سابقة للانتخابات الإيرانيّة قبل خمسة سنوات “لأحمدي نجادي” لمساندته لانتخابه ثانيةً يظهر فيها جالساً على الأرض على فرش “ماكيت” ملتف هو وعائلته حول “صينيّة” طعام بسيطة ! وأخرى ظهر فيها يغطّ بنوم عميق نومة “قرفصاء” على الأرض وعلى نفس الفرش ! , والصورة الجديدة لانتخاب المالكي لدورة ثالثة تظهر فيها صينيّة طعام “عراقيّة” على الأرض في ممرّ خارج بيت على ناصية حديقة دار يظهر داخل الصينيّة حول صحون الطعام “شيفين رقّي” ! وهي نكهة عراقيّة مشهّية معروفة ! , من انتقاها يضرب “على الوتر” يعني ! , وننتظر صورة اخرى للسيّد المالكي نائماً على ممرّ الحديقة أسوةً بنجادي ! فمن الواضح أنّ من اختار صور انتخاب أحمدي نجاد هو نفسه من يريد مساعدة السيّد المالكي .. ولماذا هذا اللف والدوران يا معالي رئيس حكومتنا ؟ ها العراق أمامك تستطيع كسب ودّ العراقيين وأنت لا زلت في منصبك تحثّ برلماننا البرجوازي التوقيع على قانون التقاعد والمسحوقين وقانون النفط والغاز والبنى التحتيّة الخ من قرارات تهمّ شعب العراق وتضرب على وتره الحسّاس , بدل هذا اللف والدوران تبحث عن المنصب ليس عن خدمة العراق , ولكن كيف ! ” .. هذا ما لم يكن في بالكم بسبب انشغالكم طيلة 8 سنوات كيف تبقى في منصبك وتركت حياة العراقيين عرضة للجحيم ..
الطائرات المروحيّة الروسيّة الّتي استوردها العراق مؤخّراً , كانت صفقة مقصودة يبدو أنّها أعدّت من فترة طويلة فكان واضحاً أنّها عالية التقنية الهجوميّة والرصد ومخصّصة لأن تعالج أهدافاً في وسط مساحات واسعة “صحراويّة” ! فكما تبدو هي صفقة ترضية بين روسيا والعراق “بعد كشف سرقات الصفقة السابقة” وبعد موافقة “كانت مستعصية” تعهّد على ما يبدو السيّد بوتن مساندة المالكي في الحرب على الإرهاب , يبدو انّها أيضاً فتحت شهيّة السيّد المالكي لتعقّب “المنغّصات” الّتي تواجهه وتعكّر عليه صفو الانتخابات الّتي تؤشّر باحتمال فشله فيها ..
الصور الّتي التقطت لقطعات الجيش العراقي “وهي تطارد فلول الإرهاب” وسط صحراء ممتدّة لم تسعف وضع السيّد المالكي في وضعه الانتخابي , فسارع لقلب وجهة الجيش تجاه الأنبار “وهو يعلم برأيي أن لا جدوى المطاردة في صحراء مترامية الطراف” ولكنّه يضمر من هذا الحشد عدوّه القاهر “الاعتصام” هو هدفه في حقيقة مسعاه لمطاردة الارهابيين ! .. قول الحقيقة يغني عن حبال طويلة من الأكاذيب سيادة رئيس الحكومة ..