18 ديسمبر، 2024 7:47 م

محاربة الفساد والنوايا الصادقة

محاربة الفساد والنوايا الصادقة

حملة  أبدأ بحزبك اولا

يبدو ان شعار مكافحة الفساد قد سرق  هو الآخر في ظل أنعدام المسؤولية والمتابعة وغياب أي مرجعية اخلاقية أو قانونية داخل الاحزاب العراقية  ،  وتحول الموضوع الى مادة اعلامية للتسقيط السياسي بين الكتل والاحزاب ،كل حزب يبرأ ساحته ويتهم قيادات الطرف الآخر بالفساد ويحملهم مسؤولية هدر المال العام ، والسؤال المنطقي المطروح ،، اذا كانت الكتل والاحزاب الحاكمة المتمثلة  بالتحالف الكردستاني  ومتحدون والتحالف الوطني  ،، اذا كان كل هؤلاء شرفاء….  نزيهون ، من الذي سرق العراق ومن يتحمل مسؤولية هدر المال العام , وكيف يمكن ملاحقة المفسدين ،،؟؟؟؟ الشعب العراقي المتضرر الاول والاخير قد سأم لعبة  حرب الملفات التي تشهدها الفضائيات العراقية التي اصبحت  هي الاخرى طرفا في الصراع  بعد ان تم  تسيس هذا الملف الخطير  والصاقه بطرف دون الاخر ،،

وبالرغم  من حجم الملفات المهربة من مافيات الفساد في حرب التسقيط وتصفية الحسابات ،  الا ان ذلك  لم ينجح  في استرجاع  جزء ولو بسيط من الاموال المنهوبة  أو سجن اي مفسد ، 

لذلك فان الاحزاب السياسية كلها بدون استثناء مطالبة بأثبات صدق نواياها  في محاربة سراق المال العام عبر قيامها بحملة داخلية  لتطهير المفسدين ، فاذا كان التوافق السياسي والاداء السيء للقضاء وعدم توفر الارادة الوطنية الحقيقية لمكافحة الفساد تقف عائقا امام جهود  بعض الشخصيات الحزبية الخيرة  في مكافحة الفساد ، مالذي يمنع هذه الشخصيات من القيام بحملة تطهير ذاتي ضد المفسدين من داخل الاحزاب  التي  ينتمون اليها ،، مالذي يمنع ايضا قوى وطنية مثل الاحزاب الكردية او الدعوة او التيار الصدري او المجلس ،، ان تقوم هذه الاحزاب بانتفاضة حقيقية داخل تنظيماتها ضد الحرامية بعد ان اصبحت رائحة البعض منهم تزكم الانوف!!!!  واصبح السكوت عنهم مشاركة حقيقية في الجريمة  ، مالذي يمنع حزب مثل حزب الدعوة او التيار الصدري  او المجلس الاعلى ان تكون لديهم لجنة اخلاقية  داخل الحزب لمتابعة المفسدين  ، وتعلن في مؤتمرها السنوي العام عن فصل بضعة اسماء  وطردهم من الحزب لانهم تاجروا بالمباديء واساؤا لاسم الحزب مثلما يحصل في كل الاحزاب ثورية كانت ام ديمقراطية   ،  لتبرئة ساحتهم امام الجماهير والتأريخ الذي لايرحم ؟؟؟؟ وان كانت هذه الاحزاب  قد تورمت بفعل الفساد وفقدت القدرة على تصحيح او تنقية مساراتها ؟؟؟  ، لماذا تسيء  الى  رموزها ونضالها وتضحياتها الكبيرة وتأريخها الوطني ، وتسكت بشكل مهين عن المفسدين  الذين تاجروا بهذه الاسماء الكبيرة وسرقوا اموال الفقراء والارامل والايتام  ،،

الشارع العراقي سأم  المهاترات التي تمارس على الفضائيات والتي تتاجر بشعار مكافحة الفساد ،، نحن لانشكك بجهودالاخوة المتصدين لهذه المهمة الوطنية ،، ولكننا نطالبهم بأن يبدأوا بتطهير احزابهم اولا  من الفاسدين وسارقي المال العام حتى يثبتوا صدق نواياهم  ويبعدوا هذا الملف المهم عن حملات التسقيط السياسي  والمكاسب الحزبية  ، لذلك سنرفع شعار ،  ابدأ بحزبك اولا ، لان فاقد الشيء لايعطيه  سنرفع هذا الشعار بوجه كل المتصدين على الفضائيات  ، وًلانعتقد  ان هنالك حزب عراقي يخلو من  قائمة من المناضلين المقاولين الذين يستحقون الطرد والتشهير… والمحاكمة العلنية  ..