23 ديسمبر، 2024 10:15 ص

مجنزراتهم تحميهم..فمن يحمينا؟!

مجنزراتهم تحميهم..فمن يحمينا؟!

الحكومة تعني السلطة ضمن مفهوم الدولة, والسلطة معنية بالأمن؛ وتمسك بزمام المبادرة بعد إستلامها لمهامها, وهي صاحبة صلاحيات مطلقة في هذا المجال, إذ ليس كل شيء يخضع للتصويت أو التفاهم والتوافق, وإلا فما معنى أن تكون لنا حكومة؟!
وثمة من يقول: إن الحكومة تعاني من فرملة الشركاء لبرامجها. ويصحّ هذا القول عندما يتعلق الأمر، بعقد المعاهدات الدولية، أو إقرار الموازنات، أو وضع القوانين اللازمة لتنفيذ البرنامج الحكومي.
بيد إن الأمر لا يندرج على الواجبات البديهية, والتي يقع الأمن في مقدمتها, لما يمثّله من ركيزة أساسية، تقوم عليها سائر الواجبات الأخرى, وأي قصور في تحقيق ذلك الواجب, لن يلام عليه غير صاحب السلطة المفوّض بتلك الصلاحيات، والتي لا تحتاج إلى تشريع أصلاً, ولعل الكثير من سبل توفرها عُبّد دون رجوع إلى برلمان؛ فلماذا الإصرار على زجِّ الآخرين بما ليس لهم؟!
قد يحتاج الفشل إلى آباء آخرين إن لم يبق يتيماً, فبعد إفتضاح الأمر, شرعت الماكنة الإعلامية تلصقه بهذا وذاك دون مشروعية..مئات الشهداء تستقبلهم أرض العراق يومياً, ولا جديد سوى الإدانات والخطابات، حيث تلقى اللائمة على الحدود أحياناً وعلى الداخل حيناً, دون إعتراف بعجز، أو سعي لمعرفة علّيَّة ما يجري من إباحة للمدن والدماء..وكثرت التحليلات, وتعددت الرؤى, للوقوف على أسباب ذلك الإنحسار الرتيب في الأنفس البريئة, فيما لم تزل قنوات السلطة ترقص على الجراح؛ بمحاولة باردة لحرف الإبصار عن الحقيقية, كونها ذاتها لا تُدرك ما يجري, فكيف لها أن تبيّن؟..لذا لاذت بصمتٍ خجول, لتتعداه إلى لامبالاة نزقة، بما ينزفه الشعب من دماء.
تلك الدماء البعيدة عن مراكز القرار, بشقيه الأمني والسياسي, ليس بمقدورها أن تحرك ساكناً في الضمائر الخابية خلف نزواتها, وأحلامها, فباتت جلّ زمان تسلطها، تشحذ بإسلحتها الفتّاكة ليومِ العسرة!
هذا هو السر إذن: الدماء أنواع, وما تثور تلك الطائرات إلا حين يدهم الخطر أصحاب الدم الملكي!..
دُكَّ الإرهاب في حصونه, وتشتفى بعض غيضنا بمشاهدة صور أولئك الوحوش، وهي تقع فرائس لقواتنا البطلة..لكن بقيت حسرة تتكسر في صدورنا؛ فإين تلك الشراسة عندما يكون الضحية هو الشعب وحده؟!