23 ديسمبر، 2024 5:40 ص

مجلس ذي قار تسكنه الاشباح

مجلس ذي قار تسكنه الاشباح

في نهاية شهر نيسان من العام الماضي اجريت انتخابات مجالس المحافظات العراقية لدورتها الجديدة وطبعآ لم نحصل من هذه المجالس اي فائدة تذكر منذ تشكليها ولحد الان بل كانت عبئ على كاهل ابناء العراق بسبب ما يصرف عليها من مبالغ طائله من اموال الشعب العراقي والتي اولى بالدولة ان  توزيعها لمن هم  اكثر عوزآ لها , المهم انتهت الانتخابات وادا الاعضاء  اليمين بالولاء للعراق وخدمة المواطن والحمد الله لا ولاء ولا خدمة للمواطن , تسلم الاعضاء السلطة ووزعت الجان وطبعآ خضعت للمحاصصة والمساومات  بعد ذلك جاء كل عضو مجلس بحاشيته فاصبح كل عضو ملكآ يجمع من حوله الحاشية من الاقارب والاصدقاء يتنعمون بالوظائف ولهم الاولوية بالإيفادات  والنثريات وما يأتي من اموال  من هنا وهناك .
بعد اشهر قليلة  بدا المجلس كبيت مهجور لم تبقى فيه الا الاشباح لماذا لان اغلب أعضاءه رشحوا لمجلس النواب والبعض الاخر انشغل بمصالحة الشخصية والبعض الاخر ايفاد خارج القطر فما كان منهم الى اعطاء الصلاحية لعضو او اثنين من اعضاء المجلس بالتوقيع على المعاملات والصرف وما الى ذلك من الامور , تغيرت الاجراءات في المجلس فكان الدخول في السابق الى اليه  يتم بالتدقيق والاسئلة والتفتيش وقد يسمح لك بالدخول او لا يسمح اما بعد انشغال الاعضاء  بالانتخابات البرلمانية اصبح المجلس وكالة بدون بواب تدخل كيفما تشاء وتخرج كيفما تشاء ولا زال الحال على ما هو علية .
طبعآ هنالك اعضاء احتياط للمجلس فما مصيرهم لا خوق عليهم ولا هم يحزنون فقد عقدت صفقات مسبقة في كل الاحزاب المتنفذة في المحافظة لاختيار البدلاء الذين سيملئون الفراغ بعد فوز الاعضاء المرشحين للبرلمان وخاصة منصب رئيس المجلس الذي حسم مسبقآ للحزب الفلاني وللشخص الفلاني .
انتهت الانتخابات البرلمانية منذ شهر نيسان وصعد مجموعه من اعضاء المجلس الى البرلمان رغم انهم لا يستحقون الصعود لانهم لم يلتزموا بالقسم الذي ادوه ولم يخدموا ولم يقدموا للمحافظة ما يؤهلهم للوصول الى البرلمان , وبقى الحال على ما هو علية وبقي المجلس مسكن لأشباح وبدئت النزاعات حول رئاسة المجلس الذي حسم مسبقآ وتحركت الوساطات ووضع المنصب بالمزاد لمن يدفع اكثر خاصة وان المناصب في العراق اصبحت تشترى بالمليارات منذ سقوط الدكتاتور ولحد الان  وفي نهاية المطاف وفي الربع الاخير من شهر اب سلم المنصب لنفس الشخص الذي حدد مسبقآ ومن نفس حزب رئيس المجلس السابق .
تسلم الرئيس الجديد المجلس وبدئت التهاني تنهال علية من هنا وهناك من المنافقين والمتملقين ملئت صفحات التواصل الاجتماعي بالصور والتهاني اما الاتصالات فحدث ولا حرج , المهم ان المحافظة لن تتغير والاتي ليس بأفضل من السابق والكل يلهث وراء المصالح والامتيازات وما دام هنالك احزاب وكتل لا تهتم لما يريده المواطن بل تهتم لما يفيد اعضائها وجماعاتها فلا تستبشروا خيرآ لان الحال لا زال على ما هو علية وسيبقى كذلك لان بعض الاعضاء لا زالوا محتجين في منازلهم لانهم لم يحصلوا على منصب الرئيس والبعض الاخر يتمتع بالعطلة الصيفية والمحافظة عليها السلام لان الامر لم يعد يهمهم لانهم حققوا ما ارادوا ووصلوا الى غاياتهم وقبل الانتخابات القادمة بعدة اشهر سيعملون لمناطقهم لقراهم لأقضيتهم من اجل كسب اصوات الاقارب والاصدقاء وابناء عشائرهم للفوز بالانتخابات  لان الاحزاب نفسها باقية في الساحة والمرشحون هم انفسهم اعضاء المجلس القادم .