5 نوفمبر، 2024 4:47 م
Search
Close this search box.

مجلس حسيني ولادة الأمام الحسين {ع}حدث وعطاء

مجلس حسيني ولادة الأمام الحسين {ع}حدث وعطاء

قَدمتُ وعَفْوَكَ عن مَقدَمي ****** حسيراً ، أسيراً ، كسيراً ، ظَمي

قدِمتُ لأ حـــرِمَ في رَحْبَتيْك ************سلامٌ لِمَثواكَ من مَحرَم

فَمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين *******مَناراً إلى ضوئهِ أنتَمــــــي

ومُذْ كنتُ طفلا ًوجَدتُ الحسين*** مَـــــلاذاً بأســـــوارِهِ أحتَمي

وَمُذْ كنتُ طفلاً عرفتُ الحسين******رِضاعاً.. وللآن لم أفطــــَمِ!

سلامٌ عليكَ فأنتَ السّـــــــَلام ****وإنْ كنتَ مُخْتَــــــــــضِباً بالدَّمِ

وأنتَ الدَّليلُ إلى الكـــــبرياء **** وإنْ كنــــــــتَ مُختَضباً بالدَّمِ

لقد قلتَ للنفسِ هذا طريقُكِ ******* لاقِي بِهِ الموتَ كــي تَــسلَمي

سأطلع ثغري على موطئيك ********* ســلام لارضــــــك من ملثم

لا يمكن لأي امة ان تعيش على وجه الأرض ولا تسمع بأفكار الآخرين سواء كانت امة, او كانت عائلة .. لا يمكن للأبوين ان يمنعا ابناءهما من عدم الاستماع للآخرين.(حتى على مستوى الشخصي لا يمكن أن تعيش في الأرض من دون أن تتأثّر بالآخرين)،لا بد ان تسمع وترى تصرفات البعض رغما عنك. ينقسم الناس الى قسمين منغلق ومنفتح .!

اولا : الانسان المنغلق :الانسان المنغلق عادة يميل للخصوصية, ومعنى الخصوصية( هي معلومات تخص صاحبها فقط معلومات خاصة به) ولا يهم اذا كانت صحيحة او خطأ .. وغالبا المنغلقون لا يظهرون افكارهم للعلن لانهم يخافون الطعن بتلك الافكار او مناقشتها . مثال على ذلك .. جميع الناس تقريبا يحرصون ان لا تظهر معلومات موبايلهم الخاص والكومبيوترات فهي معلومات كتبها بما تتلائم مع توجهاته ورؤاه , ولا يظهرها الى العلن.. وهذا مثال على الانغلاق. مثال اخر هناك اسماء يعبر عنها مغلقة .. مثل اجتماع مغلق . حتما يجري فيه مناقشات يراد بها الاضرار بالأخرين, والان نعرف ان جميع رؤساء الدول حين يتصلون فيما بينهم يتصلون من خلال غرفة مغلقة لا تلتقطها اجهزة التواصل العادية. والمجتمع المنغلق غالبا يحب الهدوء وعدم الظهور أمام الاعلام حركته منقطعة عن المجتمع يمارس هواياته الشخصية، بمعزل عن الآخرين..

ثانيا: الامة الحية : اما الأمة الحية هي أمة تتفاعل مع غيرها، تسمع وتستمع، تعمل، وتتأثّر وتؤثر (مع فارق واحد أنها تتأثّر بالخير ولا تتأثّر بالشر) تتعلم من الاخرين كيف تبني نفسها .ولا تتأثر بالفساد؛ القرآن الكريم يقول ( الذين يستمعونَ القولَ فيتّبعونَ أحسنَهُ) .ــــ لا يوجد مانع أن تتعرّف الأمة على الثقافات الأخرى وتقرأ تاريخ الأمم تتعرف عقائد الآخرين ــ هذا ليس فيه مشكلة، ولكن المشكلة تقع في الامة { إذا لم تكن فيها مناعة} اذا رأيت مجتمعا يقلد اعداء تراثه ودينه واعرافه .. هذا مجتمع أصيب جهاز مناعته بعطب..

**اشبه شيء جسم إذا أصيب بأي ميكروب ضار ،يشكل ذلك المكروب خطرا عليه تتأثر صحته وعافيته .ويكون في خطر كذلك الأمة التي لا تملك جهاز مناعة. وجهاز مناعة المجتمع تتحدد في الرؤى والعقل والثقافة .

{يتوهم البعض ان معنى الثقافة هو تكدس القراءات الادبية ومعرفة القصائد والقصص العلمية وغيرها هذا وهم هؤلاء مجرد مخزن يحشر فيه معلومات لا تفيد الاخرين دخل رسول الله{ص} يوما المسجد فرأى المسلمين يجلسون بين يدي رجل يحدثهم .. سألهم من هذا ..؟ قالوا علامة . قال وما علمه ..؟ قالوا يعلم تاريخ الانساب والعشائر وتاريخ الحروب التي وقت بين الامم .. فقال{ًص}” ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من تعلمه) إنما هذا نوع فضيلة يصطاد به حطام الدنيا ويكسب به قلوب العوام، وما كان هذا شأنه لا يعتد به ولا يعد صاحبه علامة.(ثم قال لهم (ص) معرفا لهم العلم هو العلم الذي يضر من جهله يوم المعاد، وينفع يوم يقوم فيه الأشهاد (إنما العلم) الذي يستحق إطلاق اسم العلم عليه هو ما ينفع في الدين والدنيا “.أي الدنيا والاخرة”.(شرح أصول الكافي – محمد صالح المازندراني – ج ٢ – الصفحة ٢٢. يقول امير المؤمنين {ع} ..

مَا الْفَضْلُ إِلَّا لِأَهْلِ الْـعِلْمِ إِنَّهُمُ *** عَـلَى الْهُدَى لِمَنِ اسْــتَهْدَى أَدِلَّاءُ فَـفُـزْ بِـعِـلْـمٍ وَلَا تَجْهَلْ بِهِ أَبَدًا *** النَّاسُ مَوْتَى وَأَهْلُ الْعِلْمِ أَحْيَاءُ

فَقَوْلُهُ: النَّاسُ مَوْتَى. أَيْ: ِعَدَمِ النَّفْعِ بهم، كَالأَرْضِ المَيْتَةِ التي لَا تُنْبِتُ، قَالَ تعالى:﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتَاً فَأَحْيَيْنَاهُ﴾. أَيْ: جَاهِلَاً فَعَلَّمْنَاهُ ﴿وَجَعَلْنَا لَهُ نُورَاً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ﴾. بعكس الجَاهِلُ الغَارِقُ في ظُلُمَاتِ الجَهْلِ./ َقال النبي {ص} «إِنَّ الْحِكْمَةَ تَزِيدُ الشَّرِيفَ شَرَفَاً، وَتُرْفَعُ الْعَبْدَ المَمْلُوكَ حَتَّى تُجْلِسَهُ مَجَالِسَ المُلُوكِ» ** بعد هذه الجولة اعود الى التوضيح للامة الحية ..

أنتم تعرفون أن الشخص لو قيل له انت مصاب بمرض السرطان ستنهار معنوياته.. السبب لعلمه.. إن بعض خلايا جسم الإنسان تتمرّد على النظام العام للجسم تعمل خارج نظام الجسم. .لكن الجسم القوي الصحيح يطرد الخلايا السرطانية ولا يسمح لها تنمو على حساب الجسم وتتمدد فيه لكن الجسم الضعيف، غير قادر دفع هذه الخلايا السرطانية تنمو في داخله تنمو فيه خلايا أخرى تتمرّد على النظام العام للبدن.

**الأمة الحية المنيعة ليست هي الأمة التي لا تدخل فيها خلايا سرطانية، لكنها أمة قوية قادرة على دفع تلك الخلايا والافكار السرطانية المتمثلة بالعادات التي تسمى من قبل المرضى انها ثقافة ،وهي ثقافة وعادات وانحراف بعنوان ثقافة ومعرفة وتنوير فكري .. فتبدا تلك الامة بالإصابة بتقاليد وعادات ضارة، لا ن المجتمع سمح لها ان تدخل في تصرفه وصار يمارسها كما جاءت من جهة سرطانية غلابية منحرفة تبيح انتهاك الاعراف والاعراض .. فاذا تاثر المجتمع بمثل هذه الاعراف المسمومة وصار يقلد الغرب بقص الشعر وارتياد الثياب , وصارت المراة تصدق انها مثقفة حين تستعرض مفاتنها وتنتهك الاسلام .. والشاب يتحول الى اشباه الرجال , هذه امة تغيرت عندها بوصلة المناعة وصارت هشة يمكن لاي فرد ان يقودهم من داخل مجتمعهم ومن خارجه . هذه امة بلا مناعة.

*** إذن المناعة من أين تأتي في الأمة؟.. تأتي المناعة من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،(نظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الأمة يمثل جهاز المناعة في جسم الإنسان الفرد. ميكروبات تدخل، فيروسات تدخل، افكار غريبة على المجتمع تدخل،ومن اول الامراض التي تعرف المجتمع انه مصاب بمرض الفكر السرطاني . حينما يستثقل سماع القران . ويأنف سماع كلمة حق بحق ممارسة فاسدة في المجتمع ويحاول خلط الاوراق. فيدافع عن موقفه بقوله اذا تامرني بالمعروف لماذا لا تامر الفاسدين.؟ ومن قال اني مؤيد للفاسد . كلاكما فاسدان بطرق مختلفة.

ــــــــــ : ما هو العلم الذي يشير اليه امير المؤمنين{ع} بان حامله حي وبقية الناس اموات .؟ الجواب متعدد الجوانب ولكن الامة التي تفرح وتحزن لحزن ال محمد{ص} لان هؤلاء معرفتهم واقتفاء اثارهم تفيد الانسان في الدنيا والاخرة .. وصراحة حين يستهدفنا اعداءنا بالافكار التحلل ونبذ الاسلام لانهم لا يملكون دينا ولا كتابا ولا نبيا ولا اماما كما تمتلك امتنا هذه الانوار والاقمار القدسية ..

نحن نعطي كل امة الحق ان تعظم وتحتفل بالعظماء وممن ترك اثرا شريفا للامة وهذا حق كل أمة من الأمم أن تحتفي وتبتهج وتعظم قادتها وأمتنا الإسلامية زاخرة برموز أناروا الوجود بعلمهم وجهادهم وتضحياتهم قل نظيرهم في أمم أخرى.. لذا من حقنا أن نجلهم ونحتفل بسيرتهم لكي تستلهم الأجيال من معينهم الهمة والعزم والتضحية والفداء والقيم فكيف أذا كانت تلك النجوم المتلألئة والرموز الناصعة هم من شجرة النبوة الطاهرة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء ؟الذي أنزل الله فيهم آية التطهير وآية المباهلة وآية المودة وغيرها من الآيات البينات ؟

قال رسول الله {ص} ( مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى )وقال:( أني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء ألى الأرض وعترتي أهل بيتي ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض )يقول الأمام علي{ع}:”لا يقاس بآل محمد من هذه الأمه أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا . هم أساس الدين . وعماد اليقين . . وبهم يلحق التالي . لهم خصائص الولاية . وفيهم الوصية والوراثة “.

فِدَاءً لمــــــثواكَ من مَضْــجَعِ تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ

وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ

وحيثُ ســـــــنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ

وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ

وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ

كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ حمراءَ ” مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ”

تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـــرَعِ

فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي

 

ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ

ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ

ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ

بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ

** في مناسبة ولادة الامام الحسين {ع} لا بد ان نمر على حياته الكريمة المباركة .. التي ملآت الدنيا عطاء وكرامة ودروس وعبر…لقد تربى الأمام الحسين وأبنه الأمام علي بن الحسين وأخيه الأمام العباس عليهم السلام في المدرسة النبوية الطاهرة فساروا على خطها المستقيم اليوم أتناول شخصية الأمام الحسين{ع} على أن أتطرق ألى الشخصيتين الأخريين بعد حين أن شاء الله تعالى.

الحسين بن علي {ع} هو سبط رسول الله{ص} وأحد الأئمة الأطهار الذين باهل به رسول الله نصارى نجران وجعله حجة على أمته كونه أمام الهدى وشهيد الدين الذي توافرت له من التربية والتكوين الروحي والفكري في مدرسة جده وأبيه علي بن أبي طالب{ عليهما السلام} فهو يحمل صفات لا يحملها غيره في الارض من الاولين والاخرين .. في زيارته تخاطبه السرم عليك يا وارث علم رسول الله.. وتربى في حجر فاطمة الزهراء {ع} بضعة رسو ل الله سيدة نساء العالمين فتلقى منهم أرقى وأسمى تربية إسلامية فكان تقربه ألى الله . فاصبح منشدا لميراث جده فكان موقفه كجده وآبيه. وبقي ألى آخر لحظة من حياته حربا على الظالمين على رأسهم يزيد الذي كان يمثل الفسق والانحراف عن الدين .

لقد وضعت فاطمة الزهراء{ع} وليدها الطاهر في مدينة الرسول{ص} فلم أزكى ولا أنور منه. وتردد في أرجاء المدينة صدى تلك الولادة فهرعت أمهات المؤمنين والكريمات من نساء المسلمين ألى دار فاطمة الزهراء ع وهن يباركن لها وليدها ولما بشر رسول الله {ص} بالوليد خف مسرعا ألى بيت ابنته وهو مهموم ثقيل الخطى وبدت على وجهه آثار حزن عميق ونادى بصوت حزين ( هلموا ألي بأبني )فناولته أسماء الوليد فاحتضنه وقبله ثم بكى بحرقه فذهلت أسماء وقالت فداك أبي وأمي يا رسول الله لم بكاؤك ؟ فأجابها والدموع في عينيه ( من أبني هذا ) تملكتها الحيرة ولم تدرك المعنى فقالت أنه ولد الساعة !!فأجابها بصوت متقطع النبرات: هذا قتيل المبدأ ..تقتله الفئة الباغية من بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ).

ثم نهض وهو مثقل بالهم وأسر ألى أسماء قائلا ( لا تخبري فاطمه فأنها حديثة عهد بولادته) ثم أجرى النبي {ص} المراسيم الشرعية لولادته أذن ص في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى وسماه حسينا مثلما سمى أخاه حسنا وبعد أن مضت سبعة أيام على ولادته .. عتق عنه بكبش ووزع لحمه على الفقراء كما أمر أن يعطى فخذا منه للقابلة وأن يحلق رأسه ويتصدق بزنته فضة على الفقراء ..وأمر أهل بيته بأجراء الختان له

لقد شاءت أرادة الله أن يكون هذا الوليد أمتدادا لرسالة جده رسول الله {ص}وأن يدافع عنها وضحى من أجلها بروحه ودمه وكل أهل بيته ليكون قدوة للثوار الأحرار الذين لن يناموا على ضيم ولم يرضخوا لطاغوت يحاول أن يسرق الإسلام ويفرغه من محتواه وينصب نفسه صنما متحدثا باسم الإسلام .

لقد وقف الأمام الحسين ع بكل صلابة وشموخ وكل عنفوان وقال قولته الخالدة- أن مثلي لا يبايع مثلك – لان عقيدة الحسين{ع} مسؤولية رسالة جده التي حملها في روحه وقلبه كأعظم ما تكون الأمانة ..أراد الأمام تخليص الامة من {عوامل الضعف والفساد الذي يمثله شخص يزيد بكل انحرافاته}عن الدين وتبذيره لأموال المسلمين وهو القائل ( لم أخرج بطرا ولا أشرا أنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي ) أنه الإصلاح ليس على مستوى العشيرة والمنطقة بل على مستوى الأمة كلها التي أراد يزيد ومن سبقه ومن جاء بعده طمس هويتها وإطفاء وهجها .فخلق الله الحسين {ع} ليحمل رسالة الانبياء . وكانت هذه المسؤولية باهظة الثمن.ووقف ابو عبد الله{ع} بكل شرف الرسالة وتمكن ان يكتب اسمه على اشرف صفحات التاريخ.. كان يردد ابياتا اصبحت مدرسة للثوار واصحاب العقيدة :

ومن شعاراته يوم عاشوراء: ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله، والمؤمنون وجدود طابت، وحجور طهرت، وأنوف حمية ونفوس أبية من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام،(ألا وإني زاحف بهذه الأسرة، على قلة العدد، وكثرة العدو وخذلان الناصر). ثم أنشأ يقول:

فَإِنْ نَهْزَمْ فهزَّامون قِدْماً***وَإِنْ نُهْزَمْ فغيرُ مُهَزَّمينا**وَمَا إِنْ طِبُّنا جُبُنٌ ولكنْ**مَنَايَانا وَدَوْلَةُ آخرينا** إِذَا ما الموتُ رَفَّعَ عن أُناس**بكَلاَكِلَهُ أَنَاخ بآخرينا** فلو خَلُدَ الملوكُ إذاً خَلُدْنا** ولو بقي الكِرَامُ إذاً بقينا**فأفنى ذالكم سَرَوَاتِ قومي**كَمَا أفنى القُرُونَ الأوَّلينا**فَقُلْ للشامتين بِنَا أَفيقوا** سَيَلقى الشامتون كَمَا لَقِينا.. دخل ابو عبدالله بشعاراته التي هزت عروش الطغاة .شعارات علم الدنيا دروس الصمود والثبات ومقارعة الطغاة : كل كلمة قالها يوم العاشر تستحق ان تكون درسا للكرام .

حمل رسالة جده وابلغها في ساحة الميدان “بين رائحة الدم والاشلاء المقطعة وصرخات النساء والاطفال . قدم من اجل اهدافه القرابين العظيمة {ظهرت حقيقة الحسين {ع} في طف كربلاء}.. جاء للدنيا بشعار(أيها الناس أني سمعت جدي رسول الله (ص) يقول من رأى منكم سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله ناكثا لعهد الله يعمل في عباد الله بالأثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل أو قول كان حقا على الله أن يدخله مدخله) فكان لزاما عليه نصر دين جده والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس ليبلغ رسالته للأمة وتتحقق نبوءة جده المصطفى{ص}(أن أبني هذا ستقتله الفئة الباغية ) في هذه الايام نحتفل بولادة مؤسس الشيعة الثاني الامام زين العابدين وسيد الساجدين الذي له صولات مع عمته بعد شهادة ابيه وبهذه المناسبة ناخذ موقفا جاءنا من الفرزدق الذي كان من حاشية هشام بن عبد الملك حين انكر الامام زين العابدين في الكعبة وهو ابنها . لما حجّ هشام بن عبد الملك في أيام أبيه، طاف بالبيت وجهد ان يصل إلى الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك بسبب كثرة الزحام، فنصب لنفسه كرسيّاً وجس عليه بنظر إلى الناس مع جماعة من أعيان الشام، فبينما هو كذلك إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فطاف بالبيت. فلما انتهى إلى الحجر تنحّى له الناس حتى استلمه، فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي هابه الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه، وكان الفرزدق حاضراً فقال: أنا أعرفه، ثمّ اندفع فأنشد هذه القصيدة التي أغضبت هشاماً فأمر بحبسه بين مكّة والمدينة.

يا سائلي أين حل الجود والكرم ؟// عندي بيان إذا طلابه قدموا هذا الذي تعرف البطحاء وطأته*** والبيت يعرفه والحل والحرم/هذا ابن خير عباد الله كلهم /هذا التقي النقي الطاهر العلم/إذا رأته قريش قال قائلها/ إلى مكارم هذا ينتهي الكرم/ يكاد يمسكه عرفان راحته/ ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم/ وليس قولك : من هذا ؟ بضائره /العرب تعرف من أنكرت والعجم /ما قال : ” لا ” إلا في تشهده /لولا التشهد كانت لاؤه نعم /هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله / بجده أنبياء الله قد ختموا / من معشر حبهم دين وبغضهم كفر/ وقربهم منجى ومعتصم / ان عد اهل التقى كانوا اائمتهم /وان قيل خير اهل الارض قيل هم …. وفي هذا الشهر الفضيل تطل علينا مناسبة ولادة قمر العشيرة ابي الفضل العباس {ع} الرجل الذي علم الانسانية الوفاء والاخلاص والشجاعة .. حين اردت ان اتكلم عن اخلاص ووفاء العباس تزاحمت الكلمات والقصائد كلها وجدتها لم توفيه .. فلجأت الى اقوال المعصومين عنه .الامام زين العابدين{ع} عاصر عمه العباس في كربلاء وشاهد مأثره ..فكان يترحم على عمه العباس ويذكره بمزيد من الإجلال والإكبار لتضحياته في سبيل اهداف أخيه الحسين ومما قاله في حقّه هذه الكلمات القيّمة:{رحم الله عمّي العباس، فلقد آثر وأبلى، وفدى أخاه بنفسه، حتى قطعت يداه، فأبدله الله بجناحين، يطير بهما مع الملائكة في الجنّة،وان للعبّاس عند الله منزلة يغبطه عليها الشهداء يوم القيامة).

** هم النور نور الله جل جلاله * هم التين والزيتون والشفع والوتر

مهابط وحي الله خزان علمه ***** ميامين في أبيـــــاتهم نزل الذكر

وأسمائهم مكتوبة فوق عرشه * مكنــــــــونة من قــبل أن يخلق الذر

ولولاهم لم يخلق الله آدما ***** ولا كان زيد في الأنــــام ولا عمرو

ولولاهم نار الخليل لما غدت *** سلاما وبردا وانطفــــى ذلك الجمر

هم سر موسى والعصا لما عصى *** أوامره فرعون والتقف السحر

سرى سرهم في الكائنات وفضلهم *** وفي كل نبي من سرهم سر
عبد الحافظ البغدادي

أحدث المقالات

أحدث المقالات