22 ديسمبر، 2024 9:41 م

مجلس حسيني ــ ذم الجهل في القران والسنة

مجلس حسيني ــ ذم الجهل في القران والسنة

عبد الحافظ البغدادي
بسم الله الرحمن الرحيم

{قَالَ إنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} [الأحقاف: 23]

هذه الآية تذم الذين لا يهتمون بالعلم . ولا يعيرون اهمية لما عند الله من علوم عظيمة وردت في القران, اغلب المجتمع اصبح يحلل الاحكام ويفسر القران بدون علم. ويتحدث عن الطب والزراعة . ويتحدث كل منا بغير اختصاصه . وهذا بسبب الجهل.

**يقول تعالى{وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} المعنى يدل على الطريقة الموصلة لنيل الرحمة بالقرآن ثم الحصانة من نزغ الشيطان لان الشيطان ليس مخلوقا بذاته انما الشيطان هي الهواجس في نفس الانسان . وتنتفي هذه الهواجس عند الاستماع والإنصات مدة القراءة ،[الاستماع أبلغ من السمع]لأن الاستماع يكون بتوجيه حاسة السمع للكلام لإدراكه ،اما السمع فهو يحصل بغير قصد ،اما الإنصات: هو [السكوت لأجل الاستماع] حتى لا يكون مشغولا عن الإحاطة بما يقرأ . فمن استمع وأنصت كان جديرا بالفهم ، وهو الذي يرحم . والآية تدل على وجوب الاستماع والإنصات للقرآن إذا قرئ.

هناك اية ابلغ في هذا العنوان وهي قوله تعالى:[كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ].ما معنى { وليتذكر اولو الالباب}؟ أولو الالباب هم اصحاب العقول الصحيحة، يتذكرون بتدبرهم لها كل علم ومطلوب، فدل هذا على أنه بحسب لب الإنسان وعقله يحصل له التذكر والانتفاع بهذا الكتاب. من هم اولو الالباب . وما الفرق عن الاغبياء.؟

قال الراغب الأصفهاني في مفردات ألفاظ القرآن عن القلب والفؤاد واللب: قلب الإنسان سمي قلبا لكثرة تقلبه، فهو يتحكم في شخصية الانسان, فلان قلبه قوي شجاع وفلان قلبه ضعيف جبان . القلب يعبر عن المواقف والمعاني التي تختص به الروح كالعلم او الجهل , الجبن او الشجاعة .فقوله تعالى: وبلغت القلوب الحناجر أي: الأرواح وصلت للحنجرة من شدة الخوف.. وقوله:{إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب} أي: علم وفهم، ووقوله:{ وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه بها} وقوله: {وطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون} أي اضحت نفوسهم لا ترضى بالاستماع لقول الحق ,وقوله:{ولتطمئن به قلوبكم} أي: تثبت به شجاعتكم ويزول خوفكم عند المواقف الشديدة. لذلك سمي قلبا لكثرة تقلبه. من دعاء النبي{ص} يقول: [يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك].يقول تعالى: [رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ]

***وأما الفؤاد: جاء في لسان العرب لابن منظور: والفُؤادُ: هو القَلْبُ لحين تتوقد فيه رغبة قوية هذه الرغبة تحوله الى فؤاد.. حتى الغايات الكبيرة في القلب تسمى فؤاد. .اذن الفؤاد هو القلب لكن يقال له فؤاد إذا اعتبر فيه معنى التوقد، قال تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى} قال تعالى: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم}قال تعالى: {نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة}،يتبين ان معنى الفؤاد حين يكون في القلب تأثير واحيانا تكون في القلب نية فاسدة تؤثر على الايمان ومنها حب الدنيا وحب المال حلاله وحرامه. وحب الجنس حلاله وحرامه , وحب السلطة والوقوف مع الظالم لذلك سميت افئدة تنبيه على فرط تأثير في القلب. والافكار الفاسدة التي تحول القلب الى فؤاد هي العقائد الفاسدة . حين يرى العبد الحق باطلا والباطل حقا ويدافع عنه .

** أن رسول الله {ص}{ كيف بكم إذا فسق فتيانكم وطغى نساؤكم؟} قالوا : يا رسول الله, وإن ذلك لكائن قال: نعم وأشد، كيف بكم إذا لم تأمروا بمعروف ولم تنهوا عن منكر؟ قالوا: يا رسول الله, وإن ذلك لكائن قال: نعم وأشد, كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا, والمنكر معروفا.

**أما العقل: هو القوة التي يميز بها الإنسان بين الخير والشر والعلم والجهل .. وسمي العقل عقلا لانه يمسك الانسان من التصرف السيء او القول النابي , يعقل يده ورجله ولسانه من التصرف الاهوج فيميز ويدرك، وكلمة العقل هي الإمساك والربط كعقل البعير بالعقال: ربطه به إمساكه، وافضل من وصف العقل : انه القوة المتهيئة لقبول العلم، يقال لفلان عنده قوة العقل، !!وأشار النبي [ص]قوله: ” ما خلق الله خلقا أكرم عليه من العقل” وقوله الثاني : ما كسب أحد شيئا أفضل من عقل يهديه إلى هُدى أو يرده عن رَدىً. هذا العقل هو المعني بقوله تعالى: وما يعقلها إلا العالمون وكل موضع ذم الله فيه الكفار بعدم وجود عقل لهم.[ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ].

** أما اللب: هو الخلاصة من كل شيء , أي افضل شيء في العقل والقلب واذا اطلق على الانسان فان لبه يعني [القلب والعقل الخالص من شوائب الهوى والشهوات] وهو ازكى ما في العقل: ولنتجول في لب علي بن ابي طالب{ع} يخاطب ربه(الهي ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك , لكن وجدتك اهلا للعبادة فعبدتك). هذه خلاصة العقيدة وهي اللب . وكذلك ولده الحسين {ع} في كربلاء يخاطب ربه في تلك الفاجعة. { الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى.[ اللب: هو العقل الخالص من الشوائب، بل هو ازكى من العقل، فكل لبّ عقل، وليس كل عقل لب. يقول تعالى [ ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب ونحو ذلك .

** تقول الآية الكريمة:{قَالَ إنَّمَا الْعِلْمُ عِندَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ} معنى البلاغ في القران: هو خبر إعلاميّ يُعلن ويعمَّم بالنّشر سواء في الصِّحافة او الإذاعة. فيسمى بلاغ. وهو رِسالة تَتَضَمَّن شَيء يراد ابلاغ الناس به ليعرفوه. والولد والبنت حين يبلغ نقول فلان بلغ سِنَّ الرُّشْدِ.. ونقول ,بلغ عدد الحاضرين مائة شخص. وحين تصل الاشجار الى نهاية الحمل نقول بلغت الشجرة وحان قطف ثمارها.

ــ اما تبليغ الرسالة : تعني كل اية من الله الى الناس تسمى تبليغ.. ولذلك الشيعة يتمسكون بقوله تعالى 🙁 يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).هنا وردت كلمة بلغ مرتين.. الاولى بصفة الامر والثانية بصفة اسناد التبليغ لله تعالى, بلغت رسالته.

** الحقيقة القرآنية للجهل: الواضح ان القران يقاوم الجهل والخرافات ويدعو إلى العلم والمعرفة، ليتعرف الناس على خالقهم وامور دينهم ودنياهم وأُخرتهم ،واول الآيات التي نزلت تدعو للقراءة والتعلم, «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ *خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ».

**وقد اهتم المسلمون في تعلم قراءة القران ومخارج الحروف التي لا تزيد المسلم علما. وتركوا تفسير القران في مدارسهم وحوزاتهم[ ومجالس الحسين{ع} واقتصروا على البكاء واللطم].لذلك نشا جيل لا يعرف الناقة من الجمل. هذه الحالة جاءت من عوامل كثيرة لا نريد الخوض فيها ولكن يتحملها اصحاب الحسينيات وجمهور المستمعين. الخطاب القرآني يبين: الفارق الكبير بين أهل العلم والذين لا يعلمون قال تعالى: «قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ» وقال تعالى: «وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ». يدعو للتيقَّظ، والحذر. اثناء العمل يكتبون “احْذَرْ، أمامك خطر” هنا الآية تحذر الناس لان الشيطان في نفوسهم يعمل عملته لان من يعيش في بيئة جاهلة بلا علم فيسكن في قلبه الشيطان . لأنه جاهل بالأحكام.

امرنا الله ان نستخدم عقولنا . للتَفكَرَ فِي الحياة وبعد الموت تَأمَّلَ، تِسْتَرْجَعَ، ترَاجَعَ أفكارك.[لا اجعل نفسي افكر بعقل غيري .ولا اجعل لي صنم بشري اعبده من دون الله]. اسمع منه الباطل. اذا قال قال العراق. الصنمية تدمر عقلية الانسان : قال تعالى: «قالوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ» .

** اخطر حالات الجهل من يحمل صبغتين: هما صبغة دينة وعلمية، الأول الناس الذين يركضون وراء الدين دون فهم وتفكير، حتى ضعف الدين في عقولهم وخرجوا من طور العبادة الى العادة, لانهم لا يفكرون ولا يتعلموا، أخطرهم الذين تركوا الحياة وعاشوا بعنوان الزهد والتعبد..

** الاسلام جاء لقيضي على الجهل، لإن الله لا يعبد عن جهل بل عن علم ومعرفة، حتى يعيش الناس بسلام بفضل العلم ..وقد وصلنا الى اخطر انواع الجهل وهو {الجهل المجتمعي}، وأثاره تظهر على المجتمع بشكل عام، والدليل ما نراة في زماننا الآن من حروب وصراعات مغلفة باسم الدين، كل طرف يقاتل ويقول إن الله يقاتل معه وأنه يقاتل في سبيل الله. والجهل الاكثر هو ان المجتمع يقتل بعضهم بعضا ولا يلتفتون للحكم الشرعي مطلقا. بل اعتمد البعض منهم على عشيرته. التي تدافع عن ابناءها بالحق والباطل. واعتمد اخرون على الجهة التي ينتمي اليها. وهذه المصيبة يساعدهم بها فقهاء محسوبين على هذه الجهة وتلك. وضاعت الاحكام الاسلامية بين الناس وحلت السنينة والقانون الوضعي يقول تعالى:[ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق]هذه الآية تنهي عن قتل النفس المحرمة]، مؤمنةً كانت أو معاهدةً إلا بالحق الذي يوجب قتلها. وقرن الله القتل بغير حق بالشرك بالله في اكثر من آية في القران، جاء في قوله تعالى: «والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاماً يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهاناً» الفرقان: 68، 69.. وقد جعل الله قتل انسان واحد بغير حق، كقتل الناس جميعاً، واحياءها كأحيائهم جميعاً، قال تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» ****القسم الثاني: هو الجهل المغلف بشعارات الفن والادب والثقافة من خلال تقليد الغرب بالرقص وتعبير الجسد ولبس الثياب وطريقة الكلام وقصة الشعر والحرية الشخصية للأولاد والبنات , كل هذه الثقافات لا بد ان يقبلها المجتمع ,لتتحقق الغاية من نشر هذه الثقافة هي[ثقافة الجندر] خلاصته ان يكون الرجل مخنثا يوافق ان يكون زوجة لرجل اخر. وان تقوم المرأة بدور الرجل مع امرأه اخرى. هذا القانون يستوجب على قادة المجتمع الوقوف ضده وليس تأييده بكلام فيه ايحاءات تقبله. ومن بنود الندر ان يلغى العقد الشرعي. وان تلغى عدة المطلقة, بل ويحق للمراة ان تتزوج اكثر من رجل في فترة واحدة. والمصيبة الكبرى ان يحق للرجل ان يتزوج من امه او اخته او بنته , بالمفهوم العام تسقط الحرمة من المحرمات على الرجل الزواج منهن.!!!

*** ابتدأت مقدمات هذه الثقافة عن طريق المجتمع الجاهل فاستهدفوا الاسلام :اولا شتموا رجال الدين .ساعدهم بعض المعممين الذين ارتضوا ان يبيعوا اخرتهم بدنياهم .اصبح المثقف في عرف المثقفين{ من يريد ان يعرف نفسه مثقف عليه ان يشتم الدين والمراجع والعمامة} وتمت هذه الممارسات علنا. تجد الفضائيات تستضيف اشخاص مملوء فمهم بالشتم على العلماء واحكام الدين والاستهزاء ,هو في قرارة نفسه يشتم رسول الله وعلي والحسن والحسين {عليهم السلام} ولكنه لا يستطيع ان يشتمهم علنا هذه الفترة. فيقوم بشتم من يحمل تراث رسول الله{ص}.

من جانب اخر انبهر البعض بالثورة التكنولوجية التي أخرجت الإنسان في حالات كثيرة من إنسانيته وتحوله إلى آلة مجرد مستهلك، وتوقف العقل العربي واغلب عقول المسلمين من الابداع وصار يعتمد على الغرب. واعتبروا سبب تراجع التكنلوجيا في العصر الحالي هو الدين ورجال الدين. بينما اعتمد الغرب في علومه التي اخذها من القران وهو علم الاستشراف. وعلم الاستشراف جاء من التراث الاسلامي .الذي اصبح صناعة اوربية.

** قال رسولُ اللهِ{ص}التفقُّه أفضل العبادة:”ما عُبد الله تعالى بشيء أفضل من الفقه في الدين”، لأنه منارة كل العبادات، وأي عمل يتقرّب المرء به إلى الله [له فقه خاصّ وأحكام خاصّة]الفقه ليس محصورا بالمعمم او طالب العلوم الدينية .هناك فقه خاصّ بالتعليم وآخر بالعمل وآخر بالطبيب والمريض والحاكم والضابط .. وفقه يختص بالعوائل الزوج والزوجة والاولاد ..يشمل الفقه والدين واحكامه كافّة مرافق الحياة. لذلك جاء عن رسول الله{ص} العمل عبادة. بشرط مقرونا باحكام الدين.

*/جاء عن علي (ع) في فضل العلم .قال :[جلوس ساعة عند العلماء أحب إلى الله من عبادة ألف سنة]،والنظر إلى العالم أحب إلى الله من سبعين طوافا حول البيت، وأفضل من سبعين حجة وعمرة مقبولة، ورفع الله له سبعين درجة، وأنزل عليه الرحمة وشهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له “. ومن يطالع التراث الاسلامي يجد ان الاسلام يميل الى المتعلم المتفقه{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون].نعم الاسلام يفرق بين المتعلم وبين المتفلسف الجاهل الغبي.

** وقد حثّ الصادق{ع} شيعته ان يتعلموا فقال: “تعلّموا العلم ما شئتم أن تعلموا، “فلن ينفعكم الله بالعلم حتّى تعملوا به” لأنّ العلماء همّتهم الرعاية، والسفهاء همّتهم الرواية”. وقال: “العلم الّذي لا يعمل به، كالكنز الذي لا ينفق منه، أتعب نفسه في جمعه، ولم يصل إلى نفعه”. وقال: “مثل الذي يعلم الخير ولا يعمل به، مثل السِّراج يضيء للناس ويحرق نفسه”. وقال: “إنّ العالم اذا لم يعمل بعلمه، زلّت موعظته عن القلوب، وقد علمهم كيف يتعلمون . ليس بالاستماع فقط. قال{ع}”اكتبوا، فإنّكم لا تحفظون حتّى تكتبوا”. ووصيته بالكتابة .ما أراد فضيلة العلم لأهل زمانه فحسب، بل أرادها لكلّ جيل كما أنه ما أوصاهم بالتعلّم إلا أن يجمعوا كلّ فضيلة. “فإنَّ الرَّجل إذا صدق الحديث، وأدَّى الأمانة، وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفريّ، فيسرّني ذلك، ويدخل عليّ السرور، وإن كان على غير ذلك، دخل عليّ بلاؤه وعاره، وقيل هذا أدب جعفر”.!!..

** الخاتمة : الدين وامامة المجتمع لا تقاس بعدد الرجال ولا بشكل .الثياب. الدين {الذي يعتمده اهل البيت هو العالم المتفقه والاخر الجاهل}: وأن يكون الانسان (مجاهدا) امر سهل، اما ان يكون مجاهدا في طريق الله حقا وصدقا، فانه امر صعب.. لو قرر الانسان ان يكون (متقيا) امر سهل ـ ولكن اول شروطه ان يتجنب معاصي الله لو سنحت له .. لو وضعت تحت يده اموال ويمكن ان يسرقها هل يمنعه تقواه او يترك التقوى جانبا. نوع اخر للتقوى ان لا تصدر منه غيبة ولا نميمة ولا كذبة ولا تهمة ولا بهتان ولا جارح القول ولا شتيمه وفاحشة وما اشبه ذلك، ولكن لو فتح موضوع من هذه الانواع امامه هي يسكت او يرد قائلها..؟ او لو اعتدى عليه انسان بكلمة هل يرد بمثلها او تمنعه تقواه . من يستطيع ان تمنعه تقواه عن مساندة الباطل اذا كان صاحب الباطل اباه او اخاه او ابن عمه ,هل يقبل المجتمع ان يعيرك سمعه ان يمنع زوجته وبناته من التسكع في الشوارع ليلا بحجة احياء عاشوراء. اذا كان ابناء اخي يرمون اطلاقات بالهواء باي مناسبة هل اتمكن ان امنعهم او اتكلم بذنوبهم امامهم ..؟ بذلك اكون تقيا حتى احمل شرف اتباع امام المتقين علي بن ابي طالب{ع} .

** ابتلي ائمة اهل البيت{ع} بجماعة يحفظون القران ويحفظون احاديث كثيرة وربما هم علماء ولكنهم يتبعون عالما غير تقي فيعلمهم ما لا يرضي الله, بل يشرك نفسه انه جزء من الله. كمن قال العزير ابن الله واخرون قالوا المسيح هو الله. الخ. واكثر من عمل بتجهيل الامة هم بنو امية.يذكر أصحابُ السير أنّ يزيد أمر بسبايا الحسين(ع) فأوقفهن لينظر الناس إليهم كتعبيرٍ عن شماتته بهم.وإذا بشيخٍ قد أقبل، فدنا من نساء الحسين(ع) وعياله، وقال: الحمد لله الّذي قتلَكم وأهلَكَكم وأراحَ البلاد من رجالكم، وأمكَنَ أمير المؤمنين منكم.هنا أفاض الإمام السجّاد من لطفه على هذا المسكين المغترّ به الجاهل بالقران الكريم.فقال له الامام: يا شيخ هل قرأتَ القرآن؟. قال: نعم. قال: فهل قرأت هذه الآية: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى)؟.قال الشيخ: قرأتها. قال: فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت في بني إسرائيل: (وَآتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ)؟.فقال: قد قرأت ذلك؛ فقال فنحن القربى يا شيخ، فهل قرأت هذه الآية: (وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى)؟. قال: نعم؛ فقال نحن القربى يا شيخ، هل قرأت هذه الآية: (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)؟. قال: قد قرأت ذلك؛ فقال (ع): نحن أهل البيت الذين اختصّنا الله بآية التطهير يا شيخ.فبقي الشيخ ساكتاً نادماً على ما تكلّم به، وقال: باللّه عليم انتم هم؟!. فقال علي بن الحسين واللّه إنّا لنحن هم من غير شكّ، وحقّ جدّنا رسول الله(ص) إنّا لنحن هم!. فبكى الشيخ ورمى عمامته، ثمّ رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهمّ إنّي أتوب إليك من عدوّ محمّد وآل محمّد من جنّ وإنس.ثمّ قال: هل من توبة؟. فقال له نعم.. إنْ تُبتَ تابَ الله عليك وأنت معنا. فقال: أنا تائب .فبلغ يزيد بن معاوية حديثُ الشيخ، فأمر به فقُتِل.

قال سهل بن سعد الساعدي: أقبلت على علي بن الحسين (ع) وقلت له: يا ابن رسول الله هل لك حاجة؟ فقال لي: هل عندك من الدراهم شيء؟ فقلت: ألف دينار. فقال: خذ منها شيئا وادفعه إلى حامل الرأس وأمره أن يبعده عن النساء، فقد خزينا من كثرة النظر الينا . ثم. قال: يا سهل هل عندك ثوب عتيق؟ قلت: سيدي ما تصنع به، (أنتم تهدون إلى الناس الثياب الثمينة وتسألني ثوبا باليا)؟ قال: يا سهل لأضعه تحت الجامعة فإنها أكلت عنقي. قال سهل: فناولته الثوب، فلما رفع الجامعة سالت الدماء من وقبته .. قال سهل بن سعد الساعدي: أقبلت على علي بن الحسين (ع) وقلت له: مولاي هل لك من حاجة؟ فقال لي: هل عندك من الدراهم شيء؟ فقلت: ألف دينار وألف وَرقة. فقال: خذ منها شيئا وادفعه إلى حامل الرأس وأمره أن يبعده عن النساء، قال سهل، ففعلت ذلك ورجعت إليه وقلت له: مولاي فعلت الذي أمرتني، هل من حاجة أخرى؟ قال: يا سهل هل عندك ثوب عتيق؟ قلت: سيدي ما تصنع به، (أنتم تهدون إلى الناس الثياب الثمينة وتسألني ثوبا بالي)؟ قال: يا سهل لأضع تحت الجامعة فإنها أكلت عنقي. قال سهل: فناولته الثوب، فلما رفع الجامعة سالت الدماء من رقبته.

أقـاد أسـيرا في دمشق كأنني من الزنج عبدُ غاب عنه نصيرُ

وجدي رسول الله في كل مشهدٍ وشـيخي أمير المؤمنين وزير

فـياليت أمي لم تلدني ولم يكن يزيدٌ يراني في البلاد أسير ـــــــــــ

من گيد الحديد ايسيل دمي وعاين للحرم ويزيد همي

عسن ياليت لا ولدتني أمي اويراني ايزيد بالذله اموسم

(*) راحوا هلي او گومي مچاتيل // والـروس هـالتبره المداليل

او عماتي هاي اعله المهازيل اولو ثوب عندك زايد اتميل

لـلجامعه عن رگبتي اتشيل آذتني وانه امريض وانحيل

يـهل بيت المجد راحت عليكم اجبال امن الهظم صارت عليكم

طوگ او جامعه ابرگبة عليكم عـليل امچتـفينه انـذال اميه

 

أقـاد أسـيرا في دمشق كأنني من الزنج عبدُ غاب عنه نصيرُ

وجدي رسول الله في كل مشهدٍ وشـيخي أمير المؤمنين وزير

فـياليت أمي لم تلدني ولم يكن يزيدٌ يراني في البلاد أسير

 

الشيخ عبد الحافظ البغدادي