18 ديسمبر، 2024 9:59 م

مجلس حسيني ــ حياة الشهيد حمزة بن عبد المطلب

مجلس حسيني ــ حياة الشهيد حمزة بن عبد المطلب

فدَاءً لمثواكَ من مَضْــجَعِ ……تَنَـوَّرَ بالأبلَـجِ الأروَعِ

شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ ….. نَسِيـمُ الكَرَامَـةِ مِنْ بَلْقَـعِ

وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ…. خَـدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْـرَعِ

وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ …. جالتْ عليـهِ ولم يَخْشَـعِ

وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ …. بِروحي إلى عَالَـمٍ أرْفَـعِ

وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ …… بصومعـةِ المُلْهَـمِ المُبْـدِعِ

كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ …حمراءَ ” مَبْتُـورَةَ الإصْبَـعِ”

تَمُدُّ إلى عَالَـمٍ بالخُنُـوعِ ….. وَالضَّيْـمِ ذي شَرَقٍ مُتْـرَعِ

فيابنَ البتـولِ وحَسْبِي بِهَا….. ضَمَاناً على كُلِّ ما أَدَّعِـي

ويابنَ التي لم يَضَعْ مِثْلُها …. كمِثْلِكِ حَمْـلاً ولم تُرْضِـعِ

ويابنَ البَطِيـنِ بلا بِطْنَـةٍ …. ويابنَ الفتى الحاسـرِ الأنْـزَعِ

ويا واصِلاً من نشيدِ الخُلود …. خِتَـامَ القصيـدةِ بالمَطْلَـعِ

وجَدْتُكَ في صورةٍ لـم أُرَعْ …. بِأَعْظَـمَ منهـا ولا أرْوَعِ

بأنَّ (الإباءَ) ووحيَ السَّمَاءِ … وفَيْضَ النُّبُوَّةِ ، مِـنْ مَنْبَـعِ

 

هناك شخصيات قدمت دماءها في سبيل الاسلام , وتحملت الكثير من ظلم وارهاب اهل مكة والحزب القرشي , ونالوا شرف الشهادة في سبيل الله , واشهر من ضحى بنفسه للدين هو حمزة بن عبد المطلب (ع), فما هي سيرة هذا الرجل الذي قال عنه رسول (ص) انه اسد الله واسد رسوله .؟

**اسمه وكنيته : حمزة بن عبد المطّلب بن هاشم. وكنيته ابو عمارة ,وهو احد الابناء المشهورين لعبد المطلب ..لان اكبر ابناء عبد المطلب اسمه الحارث مات على حياة أبيه وانجب سبعة ابناء .. ومن ابناء عبد المطلب أبو طالب(ع)وقيل إن اسم أبي طالب: عمران، وقيل: عبد مناف، وكان سيد قريش بلا منازع وأبنائه: طالب وعقيل وجعفر وعلي وأم هانئ وجمانة.

وله ولد اسمه ضرار مات قبل البعثة ولم يُعقب. والزبير بن عبد المطلب شاعر قريش مات قبل البعثة وليس له عقب,وعبد العزى بن عبد المطلب وهو أبو لهب مات كافرا بعد بعثة الرسول من أبنائه عتبة وعتيبة وولدين احدهما اسمه نوفل واخر اسمه مصعب وقيل الغيداق. وقثم , واصغر ابناءه كان عبد الله ابو النبي محمد(ص) وهو شقيق ابي طالب (ع) . والعباس الذي تنتسب له الدولة العباسية , والعوام ..وحمزة بن عبد المطلب أسد الله واسد رسوله وابناءه: يعلى وعمارة وعامر وفاطمة.وله ولد اسمه عبد الكعبة بن عبد المطلب: لم يُدرك الإسلام ولم يُعقِّب ولد حمزة في مكة عام 55 قبل الهجرة أي يوم هجرته كان عمره 55 سنة. هناك روايات تفيد بأن (ثويبة مولاة أبي لهب) أرضعت النبي (ص) وحمزة وجعفر كما يوجد كلام للنبي بأنّ حمزة اخوه من الرضاعة.

** لم يسلم احد من بني هاشم من لسان ممن كتبوا التاريخ , خاصة من وقف موقفا مدافعا عن النبي(ص) مثل ابي طالب والد الامام علي, عليهما السلام , وكذلك حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء , كان يشارك في الحياة الاجتماعية مع سادة قومه في أنديتهم ومجتمعاتهم، ويهوى الصيد والقنص وكل أعمال البطولة والفروسية. كان حمزة رضي الله عنه ترباً لرسول الله(ص) وصديقاً له لذا كان محبا له.. وكانت بذور الإسلام موجودة في نفسه فان البيت الهاشمي (بمعظمه بيت اعتقد بدين ابراهيم عليه السلام). ولم يشذ عن ذلك الا ابو لهب.

* من تاريخ حياته الشريفة, في شبابه شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاماً حرب الفجار الثانية بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش. فما هي حرب الفجار, ولماذا سميت الفجار.؟

يوم الفِجَار هو أحد أشهر أيام العرب في (حروبها)ايام الجاهلية، وقد سُمِّيت بحرب الفجار لأنَّ العرب قد فَجَرُوا في القتل؛ أي أسرفوا فيه واستحلُّوا الحرمات، ويُقال -أيضًا- لأنَّ الحرب وقعت في الأشهر الحرم وهو ما كان محرَّمًا عند العرب القتال فيها. وهي حرب كانت بين كِنانة ومعها قريش، وبين قيس. وسببها: …أن كانَ للنعمان بن المنذر ملكِ الحيرة عنده تجارة يرسلها كل عام إلى سوق عُكاظ لتُباع له، وكان يرسلها في حماية رجل ذي منعةٍ وشرف في قومه….

فزاره رجل كثير الشر اسمه البراض بن قيس الكناني ــــ وكان فاتكاً خليعاً خلعه قومه لكثرة شرّه وعروة بن عتبة الرحَّال فقال: مَنْ يُجيز لي تجارتي هذه حتى يبلغها عكاظ؟ فقال البرَّاض: أنا أُجيزها على بني كنانة، فقال النعمان: إنما أُريد مَنْ يُجيزُها على الناس كلهم. فقال عروة: أبيت اللعن أكلبٌ خليع يجيزها لك؟ أنا أجيزها على أهل نجد وتهامة. فقال البَرَّاض: أو تُجيزها على كنانة يا عروة؟ قال: وعلى الناس كلهم، فأسرَّها في نفسه، وتربَّص له حتى إذا خرج بالتجارة، قتله غدراً، وهو من قيس, ثم أرسل رسولاً يخبر قومه كنانة بالخبر، ويحذرهم قيساً قوم عروة القتيل.

وأما قيس فلم تلبث بعد أن بلغها الخبر قامت لتدرك ثأرها، فوصلوا الى قريش وكنانة بمكان يسمى نخلة ,..فاقتتلوا، ولما اشتدّ البأس وحميت قيس، (احتمت قريش بحرمها)، وكان فيهم رسول الله. ثم إن قيساً قالوا لخصومهم: إنّا لا نترك دم عروة، فموعدنا عكاظ العام المقبل، وانصرفوا إلى بلادهم يحرض بعضهم بعضاً، فلما حالَ الحَوْلُ جمعت قيس جُمُوعها وكانت معها ثقيف وغيرها، وجمعت قريش جموعها من كنانة والأحباش وهم حلفاء قريش وكان رئيس بني هاشم الزبيرُ بن عبد المطلب ومعه إخوته أبو طالب ومعهم حمزة والعباس والنبي محمد (ص).

وكان على كل بطن من بطون قريش رئيس، ثم تناجزوا الحرب، فكان يوماً من أشدّ أيام العرب هَولاً، ولما استُحِلَّ فيه مِنْ حُرُمات مكة التي كانت مقدسة عند العرب سُمي يوم الفِجار. .

ظلَّت الحرب بينهم حتى تدخَّل أحد الشباب القرشي وهو عروة بن ربيعة، فأتاهم ذات يوم وهم يقتتلون وقال لهم: على ما تقتتلون؟!- فالتفتوا إليه وقالوا: ماذا تريد؟ – فقال عروة: أُريد صلحًا. – قالوا: وما الصلح؟ – قال عروة: نفتدي قتلاكم (أي يدفعوا لهم الدية) ونعفو عن قتلانا. فاصطلحوا على أن يعدُّوا القتلى من الجانبين، فعدُّوا القتلى فوجدوا أنَّ قتلى قيس يزيدون عن قتلى قريش وكنانة بعشرين رجلًا، فترك حرب بن أميَّة ابنه أبا سفيان رهينة، كما ترك بعض السادات أبناءهم حتى دفعوا الدية، وبهذا انتهت الحرب ووضعت أوزارها. وهكذا انتهت هذه الحرب التي كثيراً ما تشبه حروب العرب تكون صغيرة ثم تكبر بتنوع الجرائم والفتك بالآخر .. هذا حال العرب الى اليوم رغم ان نور الإسلام انتشر بينهم. ويُقال إنَّها وقعت بعد عام الفيل بعشرين عامًا، يذكر ابن إسحاق أنَّ النبيَّ (ص)شارك في حرب الفجار، ولكن مشاركته كانت محدودة ولكنه شارك اعمامه منهم الزبير بن عبد المطلب والعباس وحمزة رضي الله عنهما قد شاركوا في تلك الحرب على رأس قبيلة قريش.

** اسلامه: اعلن حمزة إسلامه على إثر اعتداء ابي جهل على رسول الله (ص) فقد كان عائداً من الصيد مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سباً قبيحاً وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت ،اقبل امامه وهو يحمل قوسه فضربه على رأسه بقوسه فشجّه شجة منكرة، وقال: أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت؟.. فسكت ابو جهل.

ثم مضى إلى رسول الله في دار الأرقم وأعلن إسلامه، الاعلان يعني ان هناك سر مخبأ وتم الاعلان عنه . ففرح به الرسول(ص) والمسلمون كثيرا وعز جانبهم بإسلامه، وقد ادى هذا لاحقا الى ان خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وهم يكبرون ويهللون جهاراً.

*** مواقف حمزة بن عبد المطلب (ع): بعد البعثة..لما نزلت الاية الكريمة ( وانذر عشيرتك الاقربين)جاء الموعد ليُنذرهم (يوم الإنذار)، كان حمزة بن عبد المطلب من ضمن الحاضرين. وتذكر المصادر بأنه كأخيه أبي طالب كان يحامي عن الرسول مقابل ما كان يقوم به المشركين من ابتزازات من قبل إسلامه، فكان يردّ عليهم وخاصة ما يصد عن قبيلة قريش ولا سيما أبي لهب للنبي . ولكن جرت حادثة اعلن اسلامه تماما . في السنة الثانية من البعثة، «فلمّا أسلم حمزة عرفت قريش أنّ رسول الله(ص) قد عزّ وقوي جانبه لان حمزة سيمنعه، فكفّوا عن رسول الله(ص) بعض ما كانوا ينالون منه».

** ورد في رواية اسلام عمر بن الخطاب : وبعد إسلام حمزة قويت شوكة المسلمين، وأخذ حمزةُ يُعلن دينه في كل مكان، ويتحدى أبطال قريش،فلم يبقى أي امل لرجالهم من التعرض لمحمد(ص) فيقال بعد اعلان اسلام حمزة .. اراد عمر بن الخطاب , أن يسلم قال لخباب بن الأرت: « دلني يا خباب على محمد حتى آتيه فأسلم»، فقال له خباب:«هو في بيت عند الصفا، معه نفر من أصحابه»، فأخذ عمر سيفه واقبل إلى الرسولِ(ص) فطرق الباب،فقام رجل من أصحاب الرسولِ، نظر من فتحة الباب فرآه متوشحاً السيف، فرجع إلى الرسولِ (ص) واخبره ان عمر بن الخطاب متوشحاً السيف»، فقال حمزة بن عبد المطلب: «أأذن له، إن كان يريد خيراً بذلناه له، وإن يريد شراً قتلناه بسيفه»، فقال الرسولُ محمدٌ: «ائذن له»، فأذن له الرجل، ونهض إليه الرسولُ وحمزة (ع) فأخذ حمزة حجزته (موضع شد الإزار) أو مجمع ردائه، ثم جبذه به جبذةً شديدةً، وقال: «ما جاء بك يا ابن الخطاب؟ فو الله ما أرى أن تنتهي حتى ينزل الله بك قارعة»، فقال عمر: «يا رسول الله، جئتك لأومن بالله وبرسوله،.

فكبَّر الرسولُ فعَرف أصحاب الرسولِ أن عمر قد أسلم، فتفرقوا الى بيوتهم هذه القصة تدل على شجاعة حمزة، كونهم يقولون ان عمر كان مشهوراً بالشدة والبطش, ولكن حمزة علقه من ثيابه وهو يحمل سيفه.

** لما ازداد أذى قريش على المسلمين، ولم يَسلم من أذاهم الأقوياءُ ولا الضعفاءُ، أذن لهم الرسولُ محمدٌ بالهجرة إلى المدينة المنورة، فهاجروا إليها أرسالاً ووحداناً، وهاجر حمزة مع من هاجر من المسلمين إليها قبيل هجرة الرسولِ محمدٍ بوقت قصير،ويقال هاجرت معه اخته صفيه بنت عبد المطلب وولدها الزبير بن العوام . ونزل حمزة بن عبد المطلب على أسعد بن زرارة الخزرجي, ثم اخى النبي بين المهاجرين والانصار , وجعل علي بن ابي طالب اخوه كما وصفه في الدنيا والاخرة.

* عقد النبي(ص) له أوّل لواء في المدينة، إذ بعثه في سرية من ثلاثين راكباً لإعتراض قافلة قريش التي كانت قادمة في ثلاثمائة راكب من الشام بقيادة أبي جهل، ولم يقع قتال بين الطرفين. ثم اشترك مع النبي(ص) في معركتي بدر وأُحد. قتل سبعة من صناديد قريش في غزوة بدر، وأبلى فيها بلاء حسناً.كيفية استشهاده: اشترك(رضوان الله عليه) في معركة أُحد، وأبلى فيها بلاء حسناً، «وكان قتل من المشركين قبل أن يُقتل أحداً وثلاثين فردا منهم» . «وكانت هند ـ زوجة أبي سفيان ـ قد أعطت وحشياً عهداً، لئن قتلت محمّداً أو عليّاً أو حمزة لأعطينّك كذا وكذا ـ وكان وحشي عبداً لجبير بن مطعم حبشياً ـ فقال وحشي: أمّا محمّد فلم أقدر عليه، وأمّا علي فرأيته حذراً كثير الالتفات، فلا مطمع فيه، فكمنت لحمزة فرأيته يهدّ الناس هدّاً، فمرّ بي فوطات قدمه على جرف نهر فسقط، وأخذت حربتي فهززتها ورميته بها، فوقعت في خاصرته، وخرجت من ثُنته فسقط، فأتيته فشققت بطنه وأخذت كبده، وجئت به إلى هند، فقلت: هذه كبد حمزة، فأخذتها في فمها فلاكتها، فجعله الله في فمها مثل العظم فلفظتها .

لم تكتفي بشق بطنه , بل جاءت إليه فقطعت مذاكيره، وقطعت أُذنيه، وقطعت يده ورجله» .وبعد انتهاء المعركة، أبصر رسول الله(ص) عمّه حمزة وقد مُثّل به، فقال(ص): «وَاللهِ مَا وَقَفْتُ مَوْقِفاً أَغْيَظَ عَلَيَّ مِنْ هَذَا المَكَان» .ثم امر بجمعهم وصار يصلي على الجثث المطهرة , وكلما رفعوا مجموعة امر ان تبقى جثة عمه ليصلي عليها عدة مرات . ثم بدأ بدفن الجثث يضع في الحفرة شهيدين وثلاثة .

وحين وقف على جنازته . انتحب حتّى نشغ من البكاء، يقول: يَا حَمْزَة، يَا عَمَّ رَسُولِ اللهِ‏،يا حمزة يا أَسَدَ اللهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ‏، يَا حَمْزَة، يا فَاعِلَ الخَيْرَاتِ‏، يَا حَمْزَة، يَا كَاشِفَ الْكُرُبَات‏، يَا حَمْزَة، يا ذابَّ عن وجهِ رَسُولِ اللهِ» . ثم الت النوبة لدفن جثث قتلى اهل مكة , وهذا دليل انهم هربوا من المعركة دون ان يدفنوا قتلاهم ..

ثم رجع المسلمون الى المدينة : قال الإمام الصادق(ع): «لمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ(ص) مِنْ وَقْعَةِ أُحُدٍ إِلَى المَدِينَةِ، سَمِعَ مِنْ كُلِّ دَارٍ قُتِلَ مِنْ أَهْلِهَا قَتِيلٌ نَوْحاً وَبُكَاءً، وَلَمْ يَسْمَعْ مِنْ دَارِ حَمْزَةَ عَمِّهِ، فَقَالَ(ص): لَكِنَّ حَمْزَةَ لَا بَوَاكِيَ لَهُ، فَآلَى أَهْلُ المَدِينَةِ أَنْ لَا يَنُوحُوا عَلَى مَيِّتٍ وَلَا يَبْكُوهُ حَتَّى يَبْدَءُوا بِحَمْزَةَ، فَيَنُوحُوا عَلَيْهِ وَيَبْكُوهُ، وكانت تتقدمهم فاطمة الزهراء(ع).وجاءت اخته تتلقى التعازي من النساء .

*** هذه الحادثة جرى مثلها في كربلاء ,كان ابو الفضل حامي الضعينة, يقول له الامام , انت حامل لوائي . انت كبش كتيبتي , اذا قتلت يكون امرنا الى الشتات . فعلا كان ابو الفضل كما الحمزة لرسول الله وما نالوا منه الا بعد قتله , لذا قال الان انكسر ظهري.. الا ان الفرق حين قطعت كفي ابي الفضل العباس . اخته زينب لم ترى اخيها , ولم يدفنه احد , تركوه مرميا على صعيد كربلاء, نعم ودعتهم وهي على الناقة ..

فصارت تنوء بنفسها في محملها . لما راها الامام زين العابدين(ع) تنوء بنفسها . حين رات جسد الحسين مسلوبا عاريا على التراب … قال لها عمه ارفقي بالنساء ..عمه ودعي اخاك وانتي على الناقة ..

فنادت وا جداه وا محمداه هذا حسينك بالثرى مقطوع الراس من القفا وبناتك سبايا الى الله المشتكى . والى محمد المصطفى والى علي المرتضى

**ـــ صاحت يا وادي كربلا عنك مشينا **بليّه غسل واكفان خلّينا ولينا**غصبن عليّ سافرت يا مهجة حشاي**يا حسين يلماذاق من قبل الذبح ماي** فاركت جسمك علثرى والراس وياي ** مسلوب فوك الرمح يبره للضعينه …لو خيروني يا خليلي ابكيت وياك ** لكعد على كبرك يخويه حسين وانعاك *** لكني لو ضليت من يبره ليتاماك ** لو طوح الحادي وسره بهاي الضعينة .