بسم الله الرحمن الرحيم
(أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)[ يونس 35]
ما معنى الحق.؟: الحق في اللغة: هو الشيء الثابت الذي لا يمكن إنكاره، اما معنى الحق في الجانب الشرعي:[هو الحكم المطابق للواقع ويطلق على العقائد والأديان والمذاهب، كونها تشتمل على ذلك .ويقابلها الباطل. وطبيعي لا يمكن ان نعتبر كل دين او عقيدة حق. الا اذا توافقت مع القران وحديث النبي{ص}والا هناك عقائد وحركات تتبنى عقائد مخالفة لنهج القران ويتبعها الناس .اذن يجب ان نحقق في الحق ثم نتبعه.
كلمة الحق الواردة في الآية الكريمة ,جاء التركيز عليها من قبل الله تعالى. لأنها ارادة الله في الارض .ومخرجات الاية توجب على المسلم ان يميز بين الحق والباطل. وان يعرف الحق ويتبعه {من خلال القران والحديث الشريف} وعدم اتباع شعارات قومية وعنصرية وعشائرية او اطروحات من وراءها التضليل والخداع لابعاد الامة عن الدين.
هنا يدخل موضوع الخوف من الظلم والطواغيت , فلا يتمكن كل الناس الوقوف مع الحق.هنا يبرز المجاهد الملتزم لدينه . يقزل تعالى :{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى إِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ اذن حين ينحصر الموقف بين الله الذي يمثل الحق وبين اهل الباطل لا بد للمسلم ان يقول كلمة الحق: قال رسول الله{ص} (لا يَمنَعَنَّ أحَدَكم مَخافةُ النَّاسِ أنْ يَقولَ الحَقَّ إذا رَآه)وقال: (إنه سيَخرُجُ قومٌ يتكلمون بالحقِّ لا يجاوِزُ حَلْقَهم يَخرجون مِنَ الحقِّ كما يخرجُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ).
وهناك تعاليم مشددة في التراث الاسلامي حول موقف الحق.سالوا رسول الله{ص}(أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: كلمةُ حقٍ عندَ سلطانٍ جائرٍ) وفي حديث عن رسول الله{ص}(نعمَ العطيةُ كلمةُ حقٍّ تسمعَها، ثمَّ تحملَها إلى أخٍ لكَ مسلمٌ؛ فتُعلِّمَها إيَّاهُ). وقال(ما من صدقةٍ أَحَبَّ إلى اللهِ من قولِ الحَقِّ).
من روائع الامام علي{ع} قوله:{من تعدى الحق ضاع مذهبه} وقوله المشهور{ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه.} هذا الحديث يستوجب ان نقف عنده .. ماذا يعني الامام علي{ع} بكلامه؟ .يعني ان من أراد الحق عليه ان يسال عنه ويحقق فيه فاذا فقصر في طلبه سيخطأ لم يصبه) كمن أراد الباطل من البداية وعرف الباطل ولكن ما في دمه ومواقفه التربوية. تحمله على تبني الباطل. اذن التقصير في طلب الحق سببه اغلب الناس لا يهتمون بموضوع الاختلاف بين الحق والباطل. ولا يهتمون بمنطوق الآية[أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ].
ثانيا تدخل الأهواء النفسانية : حب الدنيا: هو: أن تستولي الدُّنيا على قلبك فتكون أكبر همِّك، لا تعمل إلا لها، وتحرص عليها، اكثر من حرصك على عقيدتك.. كان الرسول{ص} يدعو لأصحابه{ اللهم وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ).
** اذن هنا تقصير . فما الفرق بين القاصر والمقصر. اجاب السيد الخوئي {قدسره} القاصر تطلق على الجاهل بالحكم جاهل بالامر. وهذا معذور في جهله, كما لو اعتقد بحلية موضوع حرام , سواء اكل او ان يسكن في ارض مغصوبة، او اتباع جهة معينة, عادة يقلد الاخرين دون تحقيق صحيح.. ولكن هذا القاصر يكون مقصر فهو غير معذور من ناحية جهله ، لانه ارتكب المحرم بغير سؤال .ولا يعرف حكمه مع مقدرته ان يسال اصحاب الاختصاص ,فيكون مأثوما ، ويعاقب عليه .
** عن الصادق[ع] قال: ” لقد قضى أمير المؤمنين{ع}بقضية، كانت أول قضية قضى بها بعد رسول الله (ص)،بعد وفاته . الموضوع جاءوا للخليفة برجل شرب الخمر، فقال له أبو بكر: أشربت الخمر؟ قال: نعم. فقال: و لم شربتها وهي محرمة؟ قال: لما أسلمت انا منزلي بين قوم يشربون الخمر و يستحلونها، و لو أعلم أنها حرام اجتنبتها “.فالتفت أبو بكر إلى عمر، فقال: ما تقول يا عمر في أمره ؟ فقال: معضلة و أبو الحسن لها. فقال أبو بكر: يا غلام، ادع لنا عليا. فقال عمر: بل يؤتى الحكم في منزله.فأتوه و معهم سلمان الفارسي، فأخبروه بقضية الرجل، فقال الامام لأبي بكر: ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين و الأنصار، فمن كان تلا عليه آية التحريم فليشهد عليه، فإن لم يكن تلي عليه آية التحريم فلا شيء عليه. ففعل أبو بكر بالرجل ما قال الامام فلم يشهد عليه أحد، فخلى سبيله. فقال سلمان لعلي (ع): لقد أرشدتهم؟ فقال علي (ع): إنما أردت أن اذكرهم في الآية وهي “حكم بيني وبينهم”{ أَفَمَن يَهْدِيۤ إِلَى ٱلْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيۤ إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} “.
** موقف القران مع الاوضاع الاجتماعية والسياسية في وقتنا الراهن !! اعترف الاسلام بالفطرة الجنسية، والفطرة العائلية، وفطرة التملك، ووضع لكل فطرة قوانينها، فهل يعقل أن ينكر الفطرة الاجتماعية واللغوية التي اصطلح على تسميتها بالقومية؟ .. القومية ظاهرة اجتماعية لغوية [لكنها ليست عقيدة] كل قومية لا بد لها عقيدة دينية تتقدم على القومية , تؤمن بها وتهتدي بنورها, وكل قومية سواء العربية او الاعجمية بكل اصنافها لا بد ان تكون عقيدتها الدينية مقدمة على الانتماء ,يقول تعالى:{ ان اكرمكم عند الله اتقاكم} واذا قامت فرقة وجماعة تقديم القومية على الدين . ستتحول الى صورة من صور النازية . التي قضت على نفسها.
موقف الاسلام من القومية واضح يقول الرسول{ص} للناس:(أيها الناس إن ربكم واحد، وأباكم واحد، كلكم لآدم وآدم من تراب، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، ــ ليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على بيض، ولا لأبيض على أحمر فضل إلا بالتقوى.!! هذه شعارات ثابته ومعروفة . اذن كيف ظهرت القومية بدلا من الاسلام. والتعصب لها.
** القومية العربية قبل الإسلام: لو تابعنا البدايات الأولى للقومية العربية انهم تحسسوا بخطر يحيط بهم, خلال قرنين قبل ظهور الإسلام ،كان العرب شرذمة بينهم قتال وغزوات. ولكنهم احسوا بتهديد جيرانهم من ثلاث جهات، الإمبراطورية الفارسية من الشرق، والإمبراطورية الرومانية من الشمال والغرب، والإمبراطورية الحبشية من الجنوب. على اثر ذلك نشأر تحالف عربي صغير، كامر واقع مقابل تلك الامبراطوريات مثل المناذرة والغساسنة وحمير وسبأ, وفي حالة هزيمة إحدى هذه الإمارات، كان النظام القومي الاجتماعي يتحول إلى فوضى قبلية وعشائرية. من الطبيعي هذه الامبراطوريات العربية الصغيرة ليس لها عقيدة دينية.
(يقول المحللون: كل قومية اذا لم تستوعب عقيدة حقة تعمل بمضمونها وتستلهم تعاليم دينها من الاسلام تفشل لان الاسلام , يفجر الطاقات في النفس البشرية. ولذلك راينا انهيار امبراطوريات حكمت اجزاء من العالم ولكن اعتمادها على النفس القومي يؤدي الى ضمورها ولانتهائها . مثل القومية النازية في المانيا .والحركات التي تبنتها الحركات القومية العنصرية .أو القوميات الإلحادية والعلمانية.الخ.. ولذلك الخطأ الذي وقع فيه القوميون في العالم الإسلامي هو استخدامهم تعبير{ العقيدة القومية}، فاصطدموا مع عقيدة الإسلام ونظامه وآدابه وخاضوا معارك خاسرة في هذا الميدان، وأصبحت شعاراتهم وأطروحاتهم شيكات بدون رصيد لأنها تتعارض مع الفطرة ومع العقيدة. هناك تجربة خاضها الاتراك العثمانيون حين احتلوا ثلاث ارباع اوربا والشرق الاوسط . ولكنهم فشلوا فشلوا ذريعا رغم انهم رفعوا شعارات دينية. مثلهم مثل الدولة الاموية التي اعتبرت العرب افضل من غيرهم. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }. قال رسول الله{ص}:(ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية).
موقف الاسلام من الدعوات القومية : من اكبر اخطاء القوميين حينما حولوا القومية من ظاهرة إلى عقيدة، كما ان الاسلاميين أخطأوا عندما تجاوزوا الحقيقة العربية، فألغوها نهائيا كأنها لم تكن، ووضعوا الإسلام في خلاف مع القومية بدون مبرر خلافا لمنطق الإسلام .الذي اعترف ان الله خلق الناس شعوبا وقبائل. نستنبط من هذه الآية الكريمة الاعتراف بالقومية الفطرية واللغوية الدعوة إلى تعارف القوميات والحضارات، ولذلك لا يمكن إلغاء القومية كظاهرة اجتماعية و لغوية، وإلا لماذا لم يستعرب الترك والكرد والفرس والبربر في تاريخنا الإسلامي؟! ونفس الخطأ وقعت به التيارات الماركسية حين انكرت الاسلام وبنت عقيدتها الماركسية والليبرالية والعلمانية وغيرها..
** ما هي القومية التي يعترف بها الإسلام؟: للإسلام موقف وسطي ونظرة يعتبر الناس مخلوقين بفطرة قومية .[ ولا بد ان تكون لهم عقيدة دينية] كما ذكر القران والحديث النبوي. فلا يؤاخذ المسلم على انتماءه القومي . ولا يعتبرك { ذيلا } وانت تسميه ابناء الرفيقات والسفارات , هذه النعرة تمزق الامة وتشرذمها .لننظر للقران الكريم . وهل اعتبر المنتمين من غير العرب للإسلام ذيول .؟!! قصة سلمان الفارسي قبل الإسلام..
** يعود أصل الصحابي الجليل سلمان الفارسيّ{رض}إلى بلاد فارس، كان قومه يعبدون النار، وكان سلمان يشتغل في جلب الحطب للنار الالهة يخدمها كي لا تنطفئ؛ كأنّ أباه رئيسا للقرية، يُسمّى عندهم: دِهْقَانَ, ذات يومٍ انشغل أبوه بإقامة جدارٍ له، فطلب منه أن يذهب إلى مزرعتهم ويُحضر له طعاما فمرّ بكنيسةٍ ودخل فيها، سمع أصوات صلاتهم، فوقعت النصرانيّة في قلبه، وبقي عندهم إلى غياب الشمس، وسأل عن أصل دينهم، فأخبروه أنه بالشام…سمع أبوه بالخبر حبسه ، فأرسل سلمان إلى النصارى يُخبرُهم بقصّته ويسألهم أن يُعلموه إذا جاء وفدٌ يريد الشام،
لمّا حضر الوفد أخبروه، فنزع السلاسل من قدميه وذهب معهم الى الشام، لمّا وصل قام على بخدمة احد الأساقفة ولما مات اصبح خادما لاسقف صاحب اخلاق عالية، فلما حضرته الوفاة قال له سلمان: بمن توصيني أن ألحق؟ أخبره أنّه هُناك نبيٌ سوف يُبعث.
وفعلا قدم إلى المدينة، لمّا حضر المساء جاء إلى النبيّ{ص}وهو في قُباء، ومعه شيءٌ من التمر، فأخبره أنّه أحضر تمر البعض الفُقراء، فلما أخذها النبي{ص} يأكُل منها؛ كانت تلك العلامة الأولى -أنّ النبيّ لا يأكل الصدقة-، ثُمّ رجع إليه مرةً أُخرى وقال له: هذه هديةٌ لك، فأكل منها، فتحقّقت عنده العلامة الثانية التي أخبره بها راهب عمورية، ثُمّ تبعه في جنازةٍ إلى البقيع، ولما رآه النبيّ {ص} وعلم مُراده كشف له عن خاتم النُّبوة، في كتفه فلما رآه قبّله وبكى. فقد تحققت عنده العلامة الثالثة. ما كان احد يعير سلمان انه ترك قومه وهم امبراطورية كبيرة واصبح ذيلا للمسلمين .لان سلمان يعرف ان الدين يستلزم اتباع من يقربك الى الله..
** الان يعيرون الشيعة بسبب جهلهم وبعدهم عن معرفة الاسلام . بل هم لا يعيرون أي اهمية لراي القران او حديث النبي{ص}. بخصوص من يتبع
الاسلام مهما كانت قوميته . وهو صاحب فكرة حفر الخندق حول المدينة تلك الفكرة التي حفظت الرسالة والمسلمين والنساء والاطفال. رغم اقوال النبي عن سلمان الا ان الرجل لم يسلك من المنافقين واشباه الرجال.
** تحليل موقف الاسلام من سلمان المحمدي: وصل سلمان (رض) إلى درجة رفيعة بالعلم والمعرفة، وشدّة ولائه لأهل البيت(ع)،عن الباقر{ع} قال:قال رسول الله: سلمان منّا أهل البيت،[إنّما عني بمعرفتنا وإقراره بولايتنا) ، فهو من أهل البيت بالتولي لهم، كما قال إبراهيم(ع) جاء في قوله:(فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) فكأنّه يقول: من تبعني وعمل بشريعتي وسار بسيرتي فإنّه من أقاربي ملحق بي وهو من أبنائي تنزيلاً. سبب دخول سلمان في أهل البيت(ع) ليس بالنسب فهو لا قرابة له مع النبيّ(ص)، ولكن كل من دخل بولاية ال محمد {ص} فهو منهم . وهو قول النبي{ص} ” يا علي انا وانت ابوا هذه الامة” فلو اعلنا ولاءنا وانتمائنا لمحمد وال محمد هذا يعني اننا كلنا ذيول . لان النبي وال بيته حجازيين, وبتعبير اليوم هم سعوديون. فمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة كلهم سعوديون . فهل نحن ذيول..؟
هناك مورد يعرفه القاصي والداني :وهو حديث الكساء : حين دخل ال محمد {ص}تحت الكساء تقول فاطمة {ع} خَذَ أبِي رَسُولَ اللهِ بِطَرَفَي الكِساءِ وَأومَأ بِيَدِهِ اليُمنى إلى السَّماءِ وَقالَ: اللهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتِي وَخاصَّتِي لَحمُهُم لَحمِي وَدَمُهُم دَمِي يُؤلِمُنِي ما يُؤلِمُهُم وَيَحزُنُنِي ما يَحزُنُهُم، أنا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم وَسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم وَعَدُوُّ لِمَن عاداهُم وَمُحِبٌّ لِمَن أحَبَّهُم، إنَّهُم مِنِّي وَأنا مِنهُم فَاجعَل صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ عَلَيَّ وَعَلَيهِم، وَأذهِب عَنهُم الرِّجسَ وَطَهِّرهُم تَطهِيراً.فَقالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: يا مَلائِكَتِي وَيا سُكَّانَ سَماواتِي، إنِّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنِيَّةً وَلا أرضاً مَدحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمساً مُضِيئَةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحراً يَجرِي وَلا فُلكاً يَسرِي إلاّ فِي مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذِينَ هُم تَحتَ الكِساءِ. فَقالَ الأمِينُ جبرائِيلَ: يا رَبِّ وَمَن تَحتَ الكِساءِ، فَقالَ تعالى َّ: هُم أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ، فاطِمَةُ وَأبُوها وَبَعلُها وَبَنُوها. فَقالَ جَبرائِيلُ: يا رَبِّ أتَأذَنُ لِي أن أهبِطَ إلى الأرضِ لأَكُوَنَ مَعَهُم سادِساً، فَقالَ اللهُ: نَعَم، قَد أذِنتُ لَكَ، فَهَبَطَ الأمِينُ جَبرائِيلُ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، العَلِيُّ الأعلى يُقرِئِكَ السَّلامُ وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالإكرامِ وَيَقُولَ لَكَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي إنِّي ما خَلَقتُ سَّماءً مَبنِيَّةً وَلا أرضاً مَدحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً الخ . فَقالَ رَسُولُ اللهِ: يا أمِينَ وَحيِ اللهِ، نَعَم قَد أذِنتُ لَكَ فَدَخَلَ جَبرائِيلَ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ. ولما خرج تباهى على ملائكة السماوات . من مثلي وانا سادس اصحاب الكساء. هنا لا بد ان يعتبر القوميون جبرائيل ذيلا لانه تباهى بمحمد وال محمد.
** اشتملت آياتُ القرآنِ على ثلاثةِ أنماطٍ من القصص؛ النَّمطُ الأوَّلُ يذكرِ الأنبياءِ وبَعثِتهم ومُعجِزاتهم، ومواقِف أقوامِهم وجزاءُ منهم ..
÷÷النَّمطُ الثَّاني ذكر الحوادث الكبرى والقصص كذكر نوح ويوسف وموسى وفرعون، وأصحاب الكهفِ، وغيرهم. النَّمطُ الثَّالثُ ذكر أحداثِ بعثِة النَّبيِّ محمد{ص} وما لاقى في دعوتِه وغزواتِه؛ كذكرِ حنين ،وبدر وحوادث عن الخندق.. ثم تشريعُ العبادات والأحكامِ الاسلامية .
**ومن الحوادث التي يشيد بها القران مجموعة من الفتية تركوا مدينتهم وقومهم وهربوا بدينهم .. هم اصحاب الكهف. وَصَفَ القرآنُ الكريمُ أصحابَ الكهفِ بأوصافٍ مُحبَّبةٍ تَعكِسُ ما يَحمِلهُ ابطال القَصَّةِ من قِيَمٍ تتُمثِّلُ بالإيمانِ بالله وحده، قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).ما قال عنهم تركوا قوميتهم ومدينتهم فهم ذيول لانهم تبعوا رجلا من غير مدينتهم .. وفي خبرِ أصحابِ الكهفِ أنَّهم فرُّوا بدينِهم من مَلكٍ يعبَد الأصنامَ وارغم قومه لعبادتها ، فانصرفَ هؤلاء الفتية عنه إلى كهفٍ خارج المدينةِ فارّين بدينهم. تجتمعُ الرِّواياتُ على أنَّهم كانوا على دينِ عيسى ابن مريم{ع} كان اسم الملك دَقيوس واسمُ المَدينةِ طَرَسُوس ،منها خرجوا خوفاً على دينهم وبقية القصة معروفة.
** ومن الصحابة المشهورين صهيب الرومي ..لأنّ الروم قاموا بشرائه وهو صغير فنشأ بينهم، ثم اشترته قبيلة كلب من الروم ثمّ اشتراه عبد الله بن جدعان واعتقه..كان يشتهر بمهارته برمي السهام، كان من أرمى الناس، عندما خرج مهاجراً إلى المدينة ليلتحقّ بالمسلمين لحقته قريش يريدون قتله، فقال لهم: تعلمون أنّي من أرمى الناس وهددهم برمس سهامه عليهم إن لم يتركوه وشأنه، وقال لهم: خذوا مالي واتركوني، فتركوه وأخذوا المال.هذا يجب ان يسموه ذيل..
**بلال بن رباح الحبشي، ويُكنّى بأبي عبد الله، كان مؤذّن النبي {ص} كان عبداً عند أميّة بن خلف، وعندما علم أميّة بأنه أسلم على دين محمد{ص} كان يأتي به عند شمس الظهيرة ويطرحه على ظهره ويأتي بصخرة كبيرة ويضعها على بطنه ويأمره بأن يكفر بدين محمد{ص}وإلا الموت.
** الادباء والمثقفون من غير المسلمين وموقفهم من امير المؤمنين : هناك عدد كبير من المثقفين والادباء ممن مدحوا عليا وابناءه عليهم السلام وهم من خارج الاسم . فهل يصح ان نسميهم ذيول. او انا فقط اقلد رجلا مجتهدا فارسيا او افغانيا يسموني ذيل.؟
من اشهر الكتب {الإمام علي صوت العدالة الإنسانية} موسوعة كاملة عن الإمام عليّ بن أبي طالب بقلم الكاتب المسيحي جورج جرداق، تقع هذه الموسوعة في خمسة أجزاء وملحق، تناول خلالها الكاتب محطات ومواقف مهمة من حياة علي بن أبي طالب ليبين فيها بأن الإمام علي هو أفضل نموذج تجلت فيه القيم الإنسانية كالـعدالة والحكمة والإنصاف والشجاعة والقيادة والعلم على مر التاريخ. وجورج قرداحي الاعلامي المشهور حين يتحدث عن امير المؤمنين ويمدحه بابيات مشهورة.
وبولص سلامة: وهو شاعر مسيحي له قصيدة خالدة من الف بيت يقول: لا تَقُـل شيعةٌ هواةُ علــٍّي// إنَّ كلَّ منصفٍ شيعـيـًا – يا أميرَ البيان هذا بياني – أحمَدُ اللهَ أن خُلِقتُ وفيّا / سفر خيرالانام من بعد طه – ما راى الكون مثله ادميا/ فإذا لم يكن عَلــيٌّ نَبيّـًـا – فان خلقه كان نَبوّيــَا /جَلجَلَ الحقُ في المسيحي حتى – صَارَ مِن فَرطِ حُبِهِ عَلَويّـًا-
عبد الرزاق عبد الواحد :رجل صابئي: قَدِمتُ .. وَعَفْوَكَ عن مَقدَمي – حَسيراً أسيراً كسيراً ظَمي /قدِمتُ لأ حرِمَ في رَحْبَتَيْك /سَلامٌ لِمَثواكَ من مَحرَم/فَمُذْ كنتُ طفلاً رأيتُ الحسين /مَناراً إلى ضوئِهِ أنتَمي/ومُذْ كنتُ طفلاً وجَدتُ الحسين /مَلاذاً بأسوارِهِ أحتَمي/وَمُذْ كنتُ طفلاً عرَفتُ الحسين/ رِضاعاً وللآن لم أفطَمِ /سلامٌ عليكَ وأنتَ السَّلام/وإنْ كنتَ مُخْتَضِِباً بالدَّمِ/ وأنتَ الدَّليلُ إلى الكبرياء/بِما دِيسَ مِن صَدرِكَ الأكرَم /لقد قلتَ للنفسِ هذا طريقُكِ /لاقِي بِهِ الموتَ كي تَسلَمي..
ومن اصحابه في كربلاء كلهم ليسوا من الحجاز .. لماذا ناصروه بدماءهم واموالهم . من شيخ العشيرة الى المولى الخادم واضح التركي قاتل واثخن بالجراح لما انتبه وجد الحسين واضع خده على خده , فابتسم وافتخر وقال من مثلي وابن رسول الله واضع خده على خدي .
**كان مسلم بن عوسجة من صحابة رسول الله{ص}شهد يوم “أذربيجان” وغيره من أيام الفتوح. وهو اول من نصر الحسين {ع} من خلال موقفه مع مسلم بن عقيل الذي اختار بيت مسلم بن عوسجة.وبعد أن قتل مسلم اختفى والتحق بأهله إلى الحسين، فوافاه بكربلاء وفداه بنفسه واهله :حضر مسلم مع زوجته وابنه في واستشهد ولده في الحملة الاولى يوم عاشوراء وكان يقاتل إلى جنب أبيه. ولما حمل الشمر على ميمنة الحسين {ع} تلقاته كتيبة الانصار وثار لشدة الجلالة غبرة فما انجلت الا ومسلم بن عوسجة صريع وبه رمق.. فمشى إليه الحسين{ع}ومعه حبيب بن مظاهر فقال له الحسين: رحمك الله يا مسلم،﴿ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) فقال حبيب: عزَّ عليَّ مصرعك يا مسلم، أَبشر بالجنّة! فقال له مسلم قولاً ضعيفاً: بشّرك اللّه بخير. فقال حبيب: لولا أعلمُ أنّي في الإثر لأحببتُ أن توصيني بما أهمّك فقال له: أوصيك بهذا الغريب أومأ بيديه إلى الحسين{ع}فقال حبيب :لأنعمنك عيناً. ثم فاضت روحه.
ـــــ/ كربت يبن ظاهر منيتي /انا ما اوصيك باعيالي وبيتي / ولا تحفظ اولادي وتجيتي /اريدنك تجاهد سويتي/ بالحسين وعياله وصيتي.شيخان والعوجة اعدلوها** وارواحهم كلها ابذلوها ** لريحانة الهادي فدوها .. يا حيف زينب ما احضروها … من يوم للطاغي خذوها … وتسمع باذنها شتم ابوها ؟؟ انا منين ابو فاضل اجعده … واركب جفوفه فوك زنده .. واكله الحرم صارت بشدة ؟؟.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي